صفحة جزء
حدثنا سليمان ، ثنا عمرو بن أبي الطاهر المصري ، ثنا أحمد بن الحسين الكوفي - بمصر - ثنا أبو سعيد الثعلبي ، قال : قال سفيان الثوري : " قال الثعلب تعلمت للكلب اثنين وسبعين دستانا ، فلم أر من الدستانات خيرا من أن لا أرى الكلب ولا يراني " .

حدثنا محمد بن علي ، قال : سمعت محمد بن موسى بن المصيصي ، يقول : سمعت إبراهيم بن الحسن المقسمي ، يقول : ثنا أبو سعيد الثعلبي ، قال : سمعت عبد الله بن المبارك ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " لم أر للسلطان إلا مثلا ضرب على لسان الثعلب ، قال : قال الثعلب : عرفت للكلب نيفا وسبعين دستانا ليس منها دستان خيرا من أن لا أرى الكلب ولا يراني " ، قال سفيان : " ليس للسلطان خير من أن يراك ولا تراه " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا الحسن بن هارون بن سليمان ، ثنا الحسن بن شاذان النيسابوري ، حدثني محمد بن مسعود ، عن سفيان الثوري ، قال : أدخلت على المهدي بمنى ، فلما سلمت عليه بالإمرة قال لي : أيها الرجل طلبناك فأعجزتنا ، فالحمد لله الذي جاء بك ، فارفع إلينا حاجتك ، فقلت : قد [ ص: 45 ] ملئت الأرض ظلما وجورا ، فاتق الله وليكن منك في ذلك عبرة قال : فطأطأ رأسه ثم رفعه وقال : أرأيت إن لم أستطع رفعه ؟ قلت : تخليه وغيرك ، قال : فطأطأ رأسه ثم قال : ارفع إلينا حاجتك قال : قلت : أبناء المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان بالباب ، فاتق الله وأوصل إليهم حقوقهم ، قال : فطأطأ رأسه فقال أبو عبد الله : أيها الرجل ، ارفع إلينا حاجتك ، فقلت : وما أرفع ؟ حدثني إسماعيل بن أبي خالد : قال : حج عمر بن الخطاب فقال لخازنه : " كم أنفقت ؟ قال : بضعة عشر دينارا " ، وأرى هنا أمورا لا تطيقها الجبال " .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أبو بكر بن معدان ، ثنا أبو بكر بن سلام ، قال : سمعت إبراهيم الفراء يقول : كتب سفيان الثوري إلى المهدي مع جبر : " طردتني ، وشردتني ، وخوفتني ، والله بيني وبينك ، وأرجو أن يخير الله لي قبل رجوع الكتاب " ، قال : فرجع الكتاب وقد مات " .

حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : كتب إلي عبد الله بن حمدان : ثنا محمد بن خلف العسقلاني ، ثنا المشرفي الزاهد ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " والله ، ما يمنعني من إتيانهم أني لا أرى لهم طاعة ، ولكني رجل أحب الطعام الطيب ، فأخاف أن يفسدوني " .

حدثني عبد الله بن محمد ، ثنا إسحاق بن أحمد الفارسي ، ثنا إسحاق بن عاصم ، ثنا أبو عبد الله العنبري ، قال : قال أبو بكر الحنفي : " العجب من أقوام يميلون بين مسعر وسفيان ! ! أرسل صاحب الشرطة إلى مسعر أن لك في هذا المال شيئا ، فذهب ثلاث فراسخ حتى أخذها ، وسفيان تعرض عليه الدنيا فيفر منها " .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، حدثني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الليثي ، حدثني وهب بن إسماعيل ، قال : كنت بمكة مع سفيان الثوري والأوزاعي ، فمرض سفيان فأتاه محمد بن إبراهيم يعوده ، فلما قيل له : هذا محمد بن إبراهيم ، قام فدخل الكنيف ، فما زال فيه حتى استحييت من طول ما قعد ، ثم خرج فجاء فقال : [ ص: 46 ] " سلام عليكم ، كيف أنتم ؟ " وطرح نفسه ومحمد جالس ، فحول وجهه إلى الحائط ، فما كلمه حتى خرج من عنده ، فلما كان من الغد بعث إليه يقرئه السلام ، ويقول : " كيف نجدك ؟ لولا أني أعلم أنه ليس بمكة أحد أبغض إليك مني لأتيتك " .

حدثنا عبد الله بن عباس بن حمدان ، ثنا الحضرمي ، ثنا أبو عاصم البجلي ، ثنا ابن يمان ، قال : سمعت سفيان الثوري ، وذكروا السلطان ، فقال : " لو أكلوا الذهب لأكلنا الحصى " .

حدثنا عبد الله ، ثنا محمد بن محمد بن فورك ، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، ثنا عبد الله بن سابق ، قال : قال سفيان الثوري : " النظر إلى وجه الظالم خطيئة " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن معدان ، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا أبو توبة ، عن يوسف بن أسباط ، قال : قال سفيان الثوري : " من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله " .

حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا أبو الفوارس ، ثنا عبد الغفار بن أحمد ، ثنا مزداد بن جميل ، ثنا خلف بن تميم ، ثنا ناجية ، قال : سمعت الثوري ، يقول : " إني لأعرف حب الرجل للدنيا من تسليمه على أهل الدنيا " .

حدثنا أبو أحمد ، ثنا الحسن بن علي ، ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ، ثنا إسحاق بن إسماعيل ، قال : سمعت بكرا العابد ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " لا خير في القارئ يعظم أهل الدنيا " .

حدثنا أبي والقاضي ، في جماعة قالوا : ثنا الحسن بن محمد ، ثنا سعيد بن عنبسة ، ثنا يحيى بن يمان ، ثنا سفيان ، قال : قال عيسى بن مريم عليه السلام : " تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي ، والتمسوا رضوانه بالتباعد منهم ، قالوا : فمن نجالس ؟ قال : من تذكركم بالله رؤيته ، ويرغبكم في الآخرة عمله ، ويزيد في علمكم منطقه " .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن الحسين بن هارون الصباحي - بالرملة - ثنا الحسن بن هارون بن سليمان بن يحيى بن أبي سليمان ، ثنا عبد الله بن الفرج - مولى معن بن زائدة - قال : طلب الثوري فصار إلى اليمن ، فأخبرت معن بن زائدة بقدومه ، فأمنه وأمر له بألف دينار ، فأبى أن يقبلها ، فلما كان في أوان [ ص: 47 ] الحج ترك عندي عباءة كان يتمسح بها للصلاة ، فلم ألقه إلا بالموقف ، فقال لي : " يا عبد الله ، ما فعلت العباءة ؟ " قلت : هو ذا ، قال : " هاتها " ، فأعطيته إياها قال : فلما قضى حجه صار إلى البصرة ، فنزل على بقال في جوار يحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، قال عبد الله : فقال لي البقال : ما زال ليلة مات يقوم فيتمسح للصلاة ، حتى عددت له خمسين مرة ، ثم مات من آخر الليل رحمة الله تعالى عليه " .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، ثنا المنذر بن محمد ، ثنا أبو الوليد ، ثنا زيد بن أبي خداش ، قال : لقي سفيان شريكا بعدما ولي قضاء الكوفة ، فقال : " يا عبد الله ، بعد الإسلام والفقه والخير تلي القضاء وصرت قاضيا ؟ " فقال له شريك : يا أبا عبد الله ، لا بد للناس من قاض " فقال له سفيان : يا أبا عبد الله لا بد للناس من شرطي .

التالي السابق


الخدمات العلمية