صفحة جزء
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عطاء ، ثنا أبي ، ثنا محمد بن مسلم ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا مبارك أبو حماد ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول لعلي بن الحسن السليمي : " إياك وما يفسد عليك عملك وقلبك ، فإنما يفسد عليك قلبك مجالسة أهل الدنيا ، وأهل الحرص ، وإخوان الشياطين الذين ينفقون أموالهم في غير طاعة الله ، وإياك وما يفسد عليك دينك ، فإنما يفسد عليك دينك مجالسة ذوي الألسن المكثرين للكلام ، وإياك وما يفسد عليك معيشتك ، فإنما يفسد عليك معيشتك أهل الحرص وأهل الشهوات ، إياك ومجالسة أهل الجفاء ، ولا تصحب إلا مؤمنا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ، ولا تصحب الفاجر ، ولا تجالسه ، ولا تجالس من يجالسه ، ولا تؤاكله ، ولا تؤاكل من يؤاكله ، ولا تحب من يحبه ، ولا تفش إليه سرك ، ولا تبسم في وجهه ، ولا توسع له في مجلسك ، فإن فعلت شيئا من ذلك فقد قطعت عرى الإسلام ، وإياك وأبواب السلطان ، وأبواب من يأتي أبوابهم وأبواب من يهوى هواهم ، فإن فتنهم مثل فتن الدجال ، فإن جاءك منهم أحد فانظر إليه بوجه مكفهر ، ولا تبال منهم شيئا فيرون أنهم على الحق فتكون من أعوانهم ، فإنهم [ ص: 48 ] لا يخالطون أحدا إلا دنسوه ، وكن مثل الأترجة طيبة الريح ، طيبة الطعم ، لا تنازع أهل الدنيا في دنياهم تكن محببا إلى الناس ، وإياك والمعصية فتستحق سخط الله ، واعلم أنه لم يكن أحد أكرم على الله من آدم عليه السلام ، جبل الله تربته بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأكرمه بسجود ملائكته ، وأسكنه جنته ، فأخرجه منها بذنب واحد ، واعلم يا أخي أن الله تعالى لا يدخل أحدا الجنة بالمعاصي ، وأن داود عليه السلام خليفة الله في الأرض نزل ما نزل به بخطيئة واحدة ، ولو أنا عملنا مثلها لقلنا : ليست بخطيئة فاتق الله يا أخي ، واجتنب المعاصي وأهلها ، فإن أهل المعاصي استوجبوا من الله النقمة ، وكن مبذولا بمالك ونفسك لإخوانك ، ولا تغشهم في السرور والعلانية ، وابغض الجهال ومجالستهم ، والفجار وصحبتهم ، فإنه لا ينجو من جاورهم إلا من عصم الله ، وإذا كنت مع الناس فعليك بكثرة التبسم والبشاشة ، وإذا خلوت بنفسك فعليك بكثرة البكاء والهم والحزن ، فقد بلغنا - والله أعلم - أن أكثر ما يجد المؤمن يوم القيامة في كتابه من الحسنات الهم والحزن ، وإياك وخشوع النفاق " وأن تظهر على وجهك خشوعا ليس في قلبك " .

حدثنا سعيد بن محمد الناقد ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، ثنا أبي ح . وحدثنا أبي ، ثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا الحسن بن علي ، ثنا يحيى بن أيوب ، قال : قال عبد الله بن نمير : " لقيني سفيان الثوري بين الصفا والمروة ، فأخذ بيدي ، وسلم علي ثم انطلق إلى منزله ، فإذا عبد الصمد بن علي قاعد على باب منزله ينتظره - وكان والي مكة - فلما رآه قال : ما أعلم في المسلمين أحدا أغش لهم منك ، فقال سفيان : كنت فيما هو أوجب علي من إتيانك - إنه كان يتهيأ للصلاة - فأخبره عبد الصمد أنه كان قد جاءه قوم فأخبروه أنهم قد رأوا الهلال هلال ذي الحجة ، فأمره أن يأمر من يصعد الجبال ثم يؤذن الناس بذلك - ويده في يده - وترك عبد الصمد قاعدا على الباب ، فأخرج إلي سفرة فيها فضلة من طعام : خبز مكسر [ ص: 49 ] وجبن مقطع ، فجعلنا نأكل جميعا قال : فأخذ بيده فذهب به إلى المهدي وهو بمنى ، فلما رآه صاح بأعلى صوته : ما هذه الفساطيط ؟ ما هذه السرادقات ؟ حج عمر بن الخطاب فسأل : كم أنفقنا في حجتنا هذه ؟ فقيل : كذا وكذا دينارا ، ذكر شيئا يسيرا ، زاد سعد : لقد أسرفنا " .

حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا الحسن بن حباش ، ثنا أبو هشام الرفاعي ، ثنا النضر بن أبي زرعة ، قال : قال لي مبارك بن سعيد - بالموصل - قال : ائت سفيان وأخبره أن نفقتي قد نفدت ، وثيابي قد تخرقت ، وقل له يكتب إلى والي الموصل لعله يصلني بشيء أكتسي به وأتجمل ، فقدمت الكوفة فأتيت سفيان فأخبرته بما قال لي مبارك ، فدخل الدار فأخرج دورقا فيه كسر يابسة ، فنشرها على الأرض فقال : " لو رضي مبارك بمثل هذا لم يكن بالموصل ، ما له عندنا كتاب " .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، وسليمان بن أحمد ، قالا : ثنا بشر بن موسى ، ثنا عبد الله بن صالح العجلي ، ثنا مبارك بن سعيد ، قال : كتب سفيان إلي : " أما بعد ، فأحسن القيام على عيالك ، وليكن الموت من بالك ، والسلام " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، قال : سمعت محمد بن أبي منصور أو غيره ، قال : عاتب سفيان رجلا من إخوانه كان هم أن يتلبس بشيء من أمر هؤلاء ، فقال له : يا أبا عبد الله إن علي عيالا ، قال : لأن تجعل في عنقك مخلاة فتسأل على الأبواب خير من أن تدخل في شيء من أمر هؤلاء .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، عن وهب بن إسماعيل الأسدي ، قال : كنا عند سفيان الثوري ، فجاءه رجل فسأله عن مسألة وعلى رأسه قلنسوة سوداء ، فنظر إليه فأعرض عنه ، ثم سأله الثانية فنظر إليه فأعرض عنه ، فقال له : يا أبا عبد الله ، يسألك الناس فتجيبهم ، وأسألك فتنظر إلي ثم تعرض عني ؟ فقال : " هذا الذي تسألني ، أي شيء تريد به ؟ " قال : السنة قال : " فهذا الذي على رأسك أي شيء هو من السنة ؟ هذه سنة سنها رجل سوء يقال له أبو مسلم ، لا تستن بسنته " [ ص: 50 ] قال : فنزع الرجل قلنسوته فوضعها ، ثم لبث قليلا ثم قام فذهب " .

حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا سعد بن محمد البيروتي ، ثنا محمد بن زهران ، ثنا يحيى بن يمان ، قال : سمعت الثوري ، يقول : " أبغض ما يكون إلي إذا رأيتهم قياما يصلون " قال : ورأى سفيان على رجل قلنسوة سوداء ، وذكر له أمر الحج ، فقال : " وضعك هذه يعدل حجة " .

حدثنا عبد الله ، ثنا ابن معدان ، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا محمد بن سابق ، قال : كنت جالسا عند سفيان حين استقضي شريك ، فقال : " أيما رجل أفسد ، لكن منصور بن المعتمر أخذه داود بن علي فأقامه حتى ورمت قدماه ، فدفع إليه العهد فوضعه في كوة بيته ، فلم يخرجه حتى مات " .

حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا عبيد بن غنام ، ثنا محمد بن المثنى البزار ، قال : سمعت بشر بن الحارث ، يقول : سمعت يحيى بن يمان ، يقول : تقاوم سفيان وإبراهيم بن أدهم ليلة إلى الصبح ، فكانا يتذاكران ، فقيل : يا أبا نصر ، في أي شيء ؟ قال : " في أمور المسلمين " .

حدثنا أبو بكر ، ثنا الحسن بن حباش ، ثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا يحيى بن يمان ، قال : كثيرا ما كنت أرى سفيان مقنع الرأس يشتد في جنازة العبد والأمة .

حدثنا أبو بكر ، ثنا الحسن بن حباش ، ثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الزهري ، قال : سمعت عبد الله بن داود ، يقول : سمعت سفيان يقول : إذا كان الناسك جيرانه عنه راضون فهو مداهن .

حدثنا أبو بكر ، ثنا محمد بن محمد بن عقبة ، ثنا عبد الله بن سعيد ، ثنا أبو خالد ، قال : سمعت سفيان ، يقول : " ينبغي لأهل الميت أن يلقنوه الشهادة ، فإن ملك الموت - عليه السلام - إذا غمز متينيه انقطع كلامه ، وانقطعت معرفته ، فيسقى سكرة الموت ، فلو أن بيده سيفا ضرب أباه إن قدر " .

[ ص: 51 ] حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أبو بكر بن معدان ، ثنا أبو عامر الدمشقي ، ثنا الوليد ، أخبرني عطاء الخفاف ، قال : ما لقيت سفيان الثوري إلا باكيا ، فقلت : ما شأنك ؟ قال : " أخاف أن أكون في أم الكتاب شقيا " .

حدثنا مخلد بن جعفر ، ثنا أحمد بن محمد بن أبي شيبة ، ثنا الزبيري بن بكار ، حدثني أيوب بن سليمان ، ثنا عبد العزيز بن أبي خالد ، قال : مر سفيان الثوري بالقاضي وهو يتكلم ببعض ما يضحك به الناس ، فقال له : " يا شيخ ، أما علمت أن لله يوما يحشر فيه المبطلون ، فما زالت تعرف في وجه القاضي حتى لقي الله عز وجل " .

حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل ، أنبأنا الفتح بن إدريس ، ثنا محمد بن يحيى بن فياض ، ثنا يزيد بن أبي الحكيم ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " يا من إذا سئل رضي ، وإذا لم يسأل غضب ، ولا يكون هكذا أحد سواه " .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو العباس الجمال ، ثنا همام بن محمد بن النعمان ، ثنا أبي ، ثنا وكيع ، قال : سمعت سفيان ، يقول : " بلغنا أن البحر يخرج من زق " .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا الحضرمي ، ثنا أحمد بن أسد ح . وحدثنا محمد بن علي ، قال : سمعت عبد الله بن محمد البغوي ، يقول : سمعت أبا سعيد الأشج ، يقول : سمعت يحيى بن يمان ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " من لم يتفت لم يحسن أن يتقرأ " .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن علي ، ثنا أحمد بن علي البربهاري ، ثنا إبراهيم بن شماس ، ثنا يحيى بن يمان ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " خير الناس من رجع من فتوته إلى قراءته ، وشر الناس من رجع من قراءته إلى فتوته " .

حدثنا أبي ، ثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى ، ثنا أبو بكر بن النعمان ، ثنا محمد بن داود بن صبيح البزار ، ثنا علي بن سليمان ، قال : سمعت بشر بن الحارث ، قال : عن يحيى بن يمان ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " لأن أشتري من شاطر يتفتى ، أحب إلي من أن أشتري من قارئ يتقرأ " .

حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا علي بن سعيد ، ثنا معاوية بن صالح ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا حجاج بن محمد ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : [ ص: 52 ] " إياكم وصحبة القراء ، وعليكم بصحبة الفتيان " .

حدثنا أبي ، ثنا محمد بن أحمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ، ثنا أبي ، عن ابن أبي جميل ، قال : قال سفيان : " أولئك فساق القراء ، دخلوا بين الله وبين المريدين " .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، وسليمان بن أحمد ، قالا : ثنا بشر بن موسى ، ثنا عبد الله بن صالح العجلي ، ثنا مبارك بن سعيد ، قال : كتب سفيان إلي : " أما بعد ، فأحسن القيام على عيالك ، وليكن الموت من بالك ، والسلام " .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عباس الأسفاطي ، ومحمد بن عثمان بن سعيد الضرير ، قالا : ثنا أحمد بن يونس ثنا المعافى بن عمران ، قال : سمعت سفيان الثوري يقول : " الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو حصين الوادعي ، ثنا عبيد بن يعيش ، ثنا بكر بن محمد العابد ، قال : قلت لسفيان الثوري : دلني على رجل أجلس إليه ، قال : " تلك ضالة لا توجد " .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا العباس بن الفضل ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا المعافى ، قال : سمعت سفيان الثوري يقول : " من العجب أن يظن بأهل الشر الخير " .

حدثنا سليمان ، ثنا محمد بن هشام المستملي ، ثنا الحسن بن عرفة ، ثنا عمار بن محمد ، ثنا سفيان الثوري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان للمؤمن عش كعش الطير وماء وخبز وملح فذلك من النعيم " .

حدثنا أبي ، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، ثنا عمران بن عبد الرحيم ، ثنا أحمد بن يونس ، سئل سفيان الثوري : بم عرفت ربك ؟ قال : بفسخ العزم ونقض الهمة .

حدثنا أبي ، ثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن الوليد قال : سمعت عبد الله بن عمر بن يزيد ، يقول : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، يقول : جر أمير المؤمنين سفيان إلى القضاء فتحامق عليه ليخلص نفسه منه ، فلما أن علم أنه يتحامق عليه أرسله وهرب من السلطان ، وجعل كينونته في بيت عبد الرحمن ويحيى [ ص: 53 ] بن سعيد بضعة عشر سنة ، فلما كان عند موته قالوا : أين نذهب بك ؟ قال : اغسلوني وكفنوني وضعوني على السرير واحملوا فيما بينكم السرير ، ففعلوا فوضعوه بباب مسجد الجامع ، فجاء السلطان فكشف عن وجهه فغاصه في الكافور ، وكتب إلى السلطان الأعظم : إني وجدت سفيان على سرير مفروغا من غسله وكفنه فغصصته في الكافور أنتظر ما تأمر فيه ، فوقع على الماء ألف سماري إلى جنازته ، فدفن بعد أيام .

حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا يوسف بن موسى ، ثنا ابن خبيق ، ثنا علي بن هشام القرشي ، قال : جاء سفيان الثوري إلى صيرفي بمكة يشتري منه دراهم بدينار ، فأعطاه الدينار وكان معه آخر فسقط من سفيان ، فطلبه فإذا إلى جانبه دينار آخر ، فقال له الصيرفي : خذ دينارك ، قال : ما أعرفه ، قال : خذ الناقص ، قال : فلعله الزائد ، قال : فتركه ومضى .

حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أحمد ، ثنا أبو يعقوب المروزي ، ثنا ابن خبيق ، قال : قال لي يوسف بن أسباط : قال لي سفيان الثوري وأنا وهو في المسجد : يا يوسف ، ناولني المطهرة أتوضأ ، فناولته ، فأخذها بيمينه ووضع يساره على خده ، ونمت فاستيقظت وقد طلع الفجر فنظرت إليه فإذا المطهرة في يده على حالها ، فقلت : يا أبا عبد الله قد طلع الفجر ، قال : لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة إلى هذه الساعة .

حدثنا عبد المنعم ، ثنا أحمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، عن خلف بن تميم ، قال : سمعت سفيان ، يقول : " بصر العينين من الدنيا وبصر القلب من الآخرة ، وإن الرجل ليبصر بعينه فلا ينتفع ببصره ، وإذا أبصر بالقلب انتفع " .

حدثنا عبد المنعم ، ثنا أحمد ، ثنا ابن أبي يزيد الدمشقي ، ثنا المسيب بن واضح ، حدثني بعض مشايخنا عن سفيان ، قال : " إني لألقى الأخ من الإخوان اللقاءة فأكون بها غافلا شهرا " .

حدثنا عبد المنعم ، ثنا أحمد ، ثنا محمد بن العباس الدمشقي ، ثنا ابن أبي [ ص: 54 ] الحواري ، قال : قلت لأحمد بن شبويه : إن أبا صفوان قال : ما ضعف بدن قط عن نية ، فقال : قال سفيان الثوري : " ما ضعف بدن قط عن مبلغ نيته ، فقدموا النية ثم اتبعوها " .

حدثنا عبد المنعم ، ثنا أحمد ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا أحمد بن الفتح ، قال : سمعت بشر بن الحارث ، يقول : سمعت يحيى بن سعيد القطان ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " إن أقبح الرغبة أن تطلب الدنيا بعمل الآخرة " .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن حمزة ، ثنا علي بن سهل البغدادي ، ثنا أبي قال : قال سفيان الثوري : " يقال للميت وهو على سريره : اسمع ثناء الناس عليك " .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا أحمد بن محمد بن حكيم ، ثنا أبو خولة ميمون بن سلمة ، ثنا بركة بن محمد ، ثنا يوسف بن أسباط ، قال : كنت بالكوفة أطبع اللبن في بني الأحمر ، فجاء سفيان فقعد إلي ، فحدثني ثم قال : " يا يوسف ، لا تشكر إلا من عرف موضع الشكر " ، قلت : وما موضع الشكر يا أبا عبد الله ؟ فقال لي : " إذا أوليتك معروفا فكنت أنا أسر به منك ، وأنا منك أشد استحياء ، فاشكر ، وإلا فلا " .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن حمزة ، ثنا السري بن يحيى ، ثنا أبو هدبة ، قال : " رأيت سفيان الثوري أخذ من شعره فناول الحجام رغيفا " .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن أحمد بن سلم ، ثنا علي بن جميل ، ثنا شعيب بن حرب ، قال : جاءت امرأة إلى الثوري فقالت : إن ابني ضيعني وترك عمله ، فقال : " في أي شيء أخذ ابنك ؟ " قالت : في الحديث ، قال : " احتسبيه " .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد العزيز بن أبي رجاء ، ثنا عمرو بن ثور ، ثنا موسى بن خالد ، - ختن الفريابي - ثنا ابن المبارك ، عن الثوري ، قال : " إنما الأجر على قدر الصبر " .

حدثنا محمد ، ثنا عمر بن عبد ربه الحضرمي ، ثنا الحسين بن شاكر السمرقندي ، ثنا ابن خبيق ، قال : قال العمري : قال الثوري : " ما أحسن تذلل الأغنياء في مجالس الفقراء ، وما أقبح تذلل الفقراء في مجالس الأغنياء " .

وقال العمري : [ ص: 55 ] " معاشر القراء ، كلوا الدنيا ، فقد مات سفيان الثوري " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا ابن معدان ، ح . وحدثنا محمد بن علي ، ثنا أحمد بن عبيد الله الدارمي ، ثنا أبو المشرف أحمد بن محمد بن عقيل قالا : ثنا إبراهيم بن سعيد ، ثنا عبيد بن جناد ، عن عطاء بن مسلم ، قال : كان سفيان يحدثنا فقال : " النهار يعمل عمله " ، فقيل له : في هذا أجر ؟ قال : " في هذا لذة " .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا أحمد بن محمد العباسي ، ثنا ابن خبيق ، ثنا يوسف بن أسباط ، قال : سئل سفيان الثوري عن مسألة ، وهو يشتري شيئا ، فقال : " دعني ، فإن قلبي مع درهمي " .

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ، وأبو محمد بن حيان قالا : ثنا أحمد بن علي بن الجارود ، ثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن يمان ، قال : قال سفيان الثوري : " إنما مثل الدنيا مثل رغيف عليه عسل مر به ذباب فقطع جناحيه ، وإذا مر برغيف يابس مر به سليما " .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم ، قالا : ثنا أحمد بن علي ، ثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن يمان ، قال : قال سفيان : " مر قيس بقوم يقتتلون قال : على ما يقتتل هؤلاء ؟ لقد عظم على هؤلاء الدنيا " .

حدثنا القاضي أبو أحمد ، ثنا محمد بن أيوب ، ثنا الحسن بن عيسى بن ميسرة ، ثنا عبد الله بن المبارك ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة ، والرخاء مصيبة .

حدثنا أبو أحمد ، ثنا أبو الفوارس ، ثنا يحيى بن عثمان ، ثنا الفريابي ، ثنا سفيان ، عن بعضهم ، قال : قال رجل : " لنعمة الله فيما زوى عني من الدنيا أعظم من نعمته علي فيما أعطاني " .

حدثنا أبو محمد ، ثنا أبو الفوارس ، ثنا يحيى ، ثنا الفريابي ، عن سفيان ، قال : " جاء راهب إلى راهب فقال : كيف رأيت نشاطك ؟ قال : ما شعرت أن أحدا يسمع بذكر الجنة والنار تأتي عليه ساعة من نهار أو ليل لا يصلي فيها ، قال : كيف ذكرك للموت ؟ قال : ما أرفع رجلا ولا أضع أخرى إلا رأيت أني ميت [ ص: 56 ] ، ثم قال : إني لأصلي فأبكي حتى ينبت العشب من دموعي ، قال : إنك إن تضحك وأنت معترف لله بخطيئتك خير لك من أن تبكي وأنت مدل بعملك ، فإن صلاة المدل لا تصعد فوقه ، قال : أوصني قال : ازهد في الدنيا ، ولا تنازع أهلها ، وكن فيها كالنحلة ، إن وقعت على عود لم تكسره ، وإن أكلت أكلت طيبا ، وإن وضعت وضعت طيبا ، وانصح لله نصح الكلب لأهله ، فإنهم يضربونه ويطردونه ويأبى إلا أن يحوطهم " .

حدثنا القاضي أبو أحمد ، وأبو محمد بن حيان قالا : ثنا أحمد بن علي بن الجارود ، ثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو خالد الأحمر ، عن عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر ، قال : أرسل إلي سفيان وأنا بعبادان ، فأتيته بالبصرة ، فإذا به البطن فقال : " عندك في هذا شيء ؟ " فقلت : تيمم ، فنفض ثوبه في وجهي ، فلما خرجت قلت : سفيان يستفتيني ؟ فرجعت إليه لأصف له ، فإذا هو قد مات ، وإذا على فمه سويق الغبيراء ، قال : فجعل أبو خالد يقول : وأي فم ؟ وأي فم ؟ وأي فم ؟ " .

حدثنا أبو أحمد ، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، ثنا عبد الله بن خبيق ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله البصري ، قال : قال رجل لسفيان : أوصني قال : " اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها ، وللآخرة بقدر بقائك فيها ، والسلام " .

حدثنا أبو أحمد ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا عبد الله بن خبيق ، قال : سمعت يوسف بن أسباط ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " ليس شيء يضاعف من الكلام مثل قول الحمد لله ، ولا شيء أقطع لظهر إبليس من لا إله إلا الله " .

حدثنا أبو أحمد ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا الحسن بن ناصح ، قال : سمعت عبد العزيز بن أبان ، يقول : سمعت الثوري ، يقول : " ما وجدنا شيئا أنفع في دين ولا دنيا من أخ موافق " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، عن محمود الدمشقي ، قال : " جاء رجل إلى سفيان الثوري فشكى إليه مصيبة أصابته ، فقال له سفيان : " ما كان بها أحد أهون عليك مني ؟ " قال : وكيف ذلك ؟ قال : " ما وجدت أحدا تشكو إليه غيري ؟ " قال : [ ص: 57 ] إنما أردت أن تدعو لي ، فقال له سفيان : " أمدبر أنت ، أم مدبر ؟ " قال : بل مدبر ، قال : " فارض بما يدبر لك " .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، ثنا عباس الدوري ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا علي بن فضيل ، قال : رأيت سفيان الثوري ساجدا حول البيت فطفت سبعة أسابيع قبل أن يرفع رأسه .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا أبو الربيع الرشديني ، ثنا ابن وهب ، قال : " رأيت الثوري في المسجد الحرام بعد المغرب صلى ثم سجد سجدة فلم يرفع رأسه حتى نودي بصلاة العشاء " .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت أحمد بن سعيد الدارمي ، يقول : سمعت أبا عاصم ، يقول : قال سفيان : " وددت أني أنقلب من هذا الأمر كفافا " .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، قال : سمعت أبا النضر العجلي ، يقول : ثنا محمد بن حرب ، قال : قال سفيان : " حمد الله ذكر وشكر ، وليس شيء ذكرا وشكرا غيره " .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد بن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ، ثنا أبي ، عن عبد الله بن المبارك ، عن سفيان ، قال : " إنما العلم بالآثار " .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، قال : حدثني العباس بن أبي طالب ، ثنا أحمد بن عمران الأخنسي ، قال : سمعت حفص بن غياث ، وذكر الثوري ، فقال : " كان يتعزى بسفيان وبمجلس سفيان عن الدنيا " .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، قال : سمعت الفضل بن سهل ، يقول : ثنا معاوية بن عمرو ، ثنا داود بن يحيى ، عن أبيه ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " إذا أردت من قارئ حاجة ، فاضربه بصاحب الدنيا " .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه ، ثنا عبد الرزاق ، قال : " كنت إذا لقيت سفيان الثوري لم أستوحش إلى أحد " .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد بن سهل ، قال : سمعت عبد الرزاق ، يقول : سمعت [ ص: 58 ] سفيان ، يقول : " سلوني عن التفسير ، والمناسك ، فإني بهما عالم " .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، ثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا يحيى بن يمان العجلي ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " قد كنت أشتهي أمرض فأموت ، فأما اليوم ، فليتني مت فجأة " .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، قال : سمعت أبا سعيد الكندي الأشج ، قال : سمعت أبا نعيم الأحول ، قال : " كان سفيان الثوري إذا ذكر الموت لا ينتفع به أياما ، وإذا سئل عن شيء قال : لا أدري ، لا أدري " .

حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي النضر ، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، ثنا عبيد الله الأشجعي ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " خذ من الناس اليوم هذه الصفحة ، ولا تفتش عما وراء ذلك " .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا عارم أبو النعمان ، قال : أتيت أبا منصور أعوده ، فقال لي : بات سفيان في هذا البيت ، وكان هاهنا بلبل لابني ، فقال : " ما بال هذا الطير محبوس ، لو خلي عنه " فقلت : هو لابني ، وهو يهبه لك ، قال : فقال : " لا ، ولكني أعطيه دينارا " ، قال : فأخذه فخلى عنه ، فكان يذهب فيرعى فيجيء بالعشي فيكون في ناحية البيت ، فلما مات سفيان تبع جنازته ، فكان يضطرب على قبره ، ثم اختلف بعد ذلك ليالي إلى قبره ، فكان ربما بات عليه ، وربما رجع إلى البيت ، ثم وجدوه ميتا عند قبره ، فدفن معه في القبر أو إلى جنبه . قال سليمان أبو منصور : هذا الذي روى عنه عارم هو بشر بن منصور السليمي ، وكان سفيان مستخفيا في داره بالبصرة بعد أن خرج من دار عبد الرحمن بن مهدي ، وفي دار بشر بن منصور مات ، رحمة الله تعالى عليه " .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا الهيثم بن خلف الدوري ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، ثنا بشر بن زاذان ، عن سفيان الثوري ، قال : ما من درهم ينفقه الرجل هو فيه أعظم أجرا من درهم يعطيه صاحب حمام يخليه به .

[ ص: 59 ] حدثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا أحمد بن جواس الحنفي ، ثنا قبيصة بن عقبة ، قال : " أهديت إلى سفيان الثوري شيئا فقبله مني ، ثم صحبني بقصعة أرز يحملها " .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي ، ثنا محمد بن أبي صفوان ، قال : سمعت أبي يقول : " قدم علينا معاوية وعبد الوهاب أبناء عبد المجيد ، وكانا يلطفان سفيان ، ويهديان إليه قال : فرأيت سفيان يوما في الحناطين ، فقال : " إن ابني عمتك هذين ألطفاني ، وأكثرا من اللطف ، وقد ذهبت إلى صاحب بضاعتي ، فأخذت دينارين أريد أن أشتري بهما لهما حنطة ، فأهديهما لهما ، فاشترى لهما حنطة ، وأهداها إليهما " .

حدثنا سليمان بن أحمد بن علي ، ثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : سمعت داود بن يحيى بن يمان ، يحدث ، عن أبيه ، عن سفيان ، قال : " ما وضع رجل يده في قصعة رجل إلا ذل له " .

حدثنا سليمان ، ثنا أحمد بن علي ، ثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : سمعت داود بن يحيى ، يحدث ، عن أبيه ، قال : " صعد سفيان الثوري يؤذن العصر وترك نعليه في المحراب ، فأشرف يؤذن فرأى ابن عم له قد أخذ نعليه ، فلما صلى أرسل إليه بعشرة دراهم " .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن الحسين الأنماطي ، ثنا يحيى بن أيوب المقابري ، ثنا الحواري بن أبي الحواري أبو عيسى ، قال : " رأيت سفيان الثوري يصلي قائما حتى تغلبه عيناه ، ثم يصلي قاعدا حتى يعي فيضطجع فيصلي مضطجعا " .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا مؤمل بن إهاب ، ثنا الفريابي ، قال : كان سفيان الثوري يصلي ثم يلتفت إلى الشباب فيقول : " إذا لم تصلوا اليوم ، فمتى ؟ " .

حدثنا سليمان ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا أحمد بن أسد البجلي ، ثنا يحيى بن يمان ، قال : " رأيت سفيان يخرج يدور بالليل وينضح في عينيه الماء حتى يذهب عنه النعاس " .

[ ص: 60 ] حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا مفرج بن شجاع الموصلي ، ثنا أبو زيد محمد بن حسان قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، يقول : ما عاشرت في الناس رجلا هو أرق من سفيان ، قال : وقال ابن مهدي : وكنت أرامقه الليلة بعد الليلة ، فما كان ينام إلا في أول الليل ثم ينتفض فزعا مرعوبا ينادي : " النار شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات " كأنه يخاطب رجلا في البيت ، ثم يدعو بماء إلى جانبه فيتوضأ ، ثم يقول على إثر وضوئه : " اللهم إنك عالم بحاجتي ، غير معلم بما أطلب ، وما أطلب إلا فكاك رقبتي من النار ، اللهم إن الجزع قد أرقني من الخوف ، فلم يؤمني ، وكل هذا من نعمتك السابغة علي ، وكذلك فعلت بأوليائك وأهل طاعتك ، إلهي قد علمت أن لو كان لي عذر في التخلي ما أقمت مع الناس طرفة عين " ، ثم يقبل على صلاته ، وكان البكاء يمنعه من القراءة ، حتى إني كنت لا أستطيع سماع قراءته من كثرة بكائه ، قال ابن مهدي : وما كنت أقدر أن أنظر إليه استحياء وهيبة منه " .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن أحمد بن معدان ، ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ، قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، يقول : " كنا في مجلس الثوري وهو يسأل رجلا رجلا عما يصنع في ليله فيخبره ، حتى دار القوم فقالوا : يا أبا عبد الله ، قد سألتنا فأخبرناك ، فأخبرنا أنت كيف تصنع في ليلك ؟ فقال : " لها عندي أول نومة ، تنام ما شاءت ، لا أمنعها ، فإذا استيقظت ، فلا أقيلها والله " .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن أحمد ، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، ثنا علي بن الحسن بن سفيان ، عن ابن المبارك ، قال : سألت سفيان الثوري عن الرجل يصلي ، أي شيء ينوي بصلاته ؟ قال : " ينوي أن يناجي ربه " .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عباس بن حمدان ، ثنا الحضرمي ، ثنا حمدان بن جابر الضبي - وكان من الثقات - ثنا أبو زيد عبثر قال : قرأ سفيان ليلة : ( إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ) . فخرج فارا على وجهه حتى لحقوه ، واجتمعت بنو ثور على سفيان وهو شاب يناشدونه مما كان من العبادة أي أقصر عن هذا .

[ ص: 61 ] حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن أحمد بن معدان ، ثنا أحمد بن محمد البغدادي ، قال : سمعت بشر بن الحارث ، يقول : قال قاسم الجرمي : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " يكتب للرجل من صلاته ما عقل منها " .

حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن مسلم ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا مبارك أبو حماد ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقرأ على ابن الحسن : " انظر يا أخي أن يكون أمرك ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس التفكر في يومك الذي مضى ، فما كان من طاعة الله فاستقم عليها ، وما كان من معصية الله فانزع عنها ، ولا تعد فيها يديك ، فإنك لا تدري أتستكمل يومك أم لا ؟ وإن التوبة مبسوطة ، وترك الذنب أيسر عليك من طلب التوبة ، والتوبة النصوحة هي الندامة التي لا رجعة فيها ، واتق الله حيثما كنت ، إذا عملت ذنبا في السر فتب إلى الله في السر ، وإذا عملت في العلانية فتب إلى الله في العلانية ، ولا تدع ذنبا يركب ذنبا ، وأكثر من البكاء ما استطعت ، والضحك فلست منه بسبيل ، فإنك لم تخلق عبثا ، وصل رحمك وقرابتك وجيرانك وإخوانك ، ثم إذا رحمت رحمت مسكينا أو يتيما أو ضعيفا ، وإذا هممت بصدقة أو ببر أو بعمل صالح فعجل مضيه من ساعته من قبل أن يحول بينك وبينه الشيطان ، واعمل بنية ، وكل بنية ، واشرب بنية ، ولا تأكل وحدك ، ولا تنامن وحدك ، فإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ، ولا تأكل في ظلمة ، فإن الشيطان يأكل في الظلمة ، وإياك والشح ، فإن الشح يفسد عليك دينك ، ولا تعدن أحدا شيئا فتخلفه فتستبدل بالمودة بغضا ، وإياك والشحناء ، فإنه لا تقبل توبة عبد يكون بينه وبين أخيه شحناء ، وإياك والبغضاء ، فإنما هي الحالقة ، وعليك بالسلام لكل مسلم يخرج الغل والغش من قلبك ، وعليك بالمصافحة تكن محبوبا إلى الناس ، ولا تزل على وضوء تحبك الحفظة ، وإن مت مت شهيدا ، وأدن اليتيم منك ، وامسح برأسه يزد في عمرك ، وتكن رفيق نبيك ، ارحم الصغير ، ووقر الكبير تلحق بالصالحين ، وأطعم طعامك الأتقياء الصالحين - وإن كان غنيا - يحبك الله ، ويلقي محبتك على [ ص: 62 ] الناس ، وإذا لبست جديدا فألق خلقانك على عار يمح اسمك من البخلاء ، ويزد في حسناتك ، وينقص من سيئاتك ، ولا تحب إلا في الله ، ولا تبغض إلا في الله ، فإن لم تفعل كان سيماك سيما المنافقين " .

حدثنا علي بن عبد الله بن عمر ، ثنا المنتصر بن نصر ، ثنا عمر بن مدرك ، قال : سمعت مكي بن إبراهيم ، يقول : دخلت على سفيان بن سعيد يوما وبين يديه رغيف وكف زبيب - أو حفنة - فقال لي : ادن يا مكي ، قلت : يا أبا عبد الله ، دخلت إليك غير مرة وأنت تأكل فلم تدعني قبلها ، قال : " اليوم حضرتني النية " .

حدثنا علي بن عبد الله ، ثنا محمد بن أحمد الأثرم ، ثنا أحمد بن الربيع ، ثنا يحيى بن يمان . قال : اطلعت على سفيان الثوري في بيته فسمعته يقول : سترك الجميل الذي لم يزل ، سترك الجميل الذي لم يزل .

حدثنا أبي ، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، ثنا أبو بكر بن النعمان ، ثنا محمد بن داود ، ثنا زهير بن عباد ، ثنا ابن السماك ، عن سفيان الثوري ، قال : " ما عالجت شيئا أشد علي من نفسي " .

التالي السابق


الخدمات العلمية