صفحة جزء
حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمود ، ثنا مهران بن هارون ، ثنا أحمد بن القاسم الرازي ، ثنا عبيد الله بن عمر ، قال : قال ابن عيينة : من طلب الحديث فقد بايع الله .

حدثنا محمد بن المظفر ، ثنا أبو بكر بن أبي داود ، ثنا علي بن خشرم ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : لو أن رجلا استقبل القبلة ، ثم ذكر الحديث ، لرجوت أن لا يقوم حتى يغفر له .

حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا أبو شعيب الحراني ، قال : سمعت أبا موسى يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول : سمعت أبا خالد يقول : تحضر الحكمة بثلاث : الإنصات ، والاستماع ، والوعي ، وتلقح الحكمة بثلاث خصال : الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزول الموت .

[ ص: 281 ] حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا أحمد بن أبي عوف ، ثنا أبو معمر ، قال : قال ابن عيينة : إن هذا العلم لا يخرج من وعاء قط إلا صار في دونه .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب - صاحب المغازي - قال : اجتمع الناس إلى سفيان بن عيينة ، فقال : من أحوج الناس إلى هذا العلم ؟ فسكتوا ، ثم قالوا : تكلم يا أبا محمد . قال : أحوج الناس إلى العلم العلماء ، وذلك أن الجهل بهم أقبح ؛ لأنهم غاية الناس ، وهم يسألون .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن القاسم بن عطية ، ثنا الدامغاني ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : أتدرون ما مثل العلم؟ مثل العلم مثل دار الكفر ودار الإسلام ، فإن ترك أهل الإسلام الجهاد جاء أهل الكفر فأخذوا الإسلام ، وإن ترك الناس العلم صار الناس جهالا .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر وأحمد بن إسحاق ، قالا : حدثنا محمد بن يحيى ، ثنا محمد بن الوليد البسري ، ثنا محمد بن جهضم ، ثنا سفيان ، قال : قيل لبعض الحكماء : ما الصبر ؟ قال : الذي يكون في الحال ، الذي إذا نزل به ما يكره صبر وكان مثل حاله الأول ، إذا لم يكن أصابه البلاء . وقال سفيان : أفضل العلم العلم بالله ، والعلم بأمر الله ، فإذا كان العبد عالما بالله وعالما بأمر الله ، فقد بلغ ، ولم تصل إلى العباد نعمة أفضل من العلم بالله والعلم بأمر الله ، ولم يصل إليهم عقوبة أشد من الجهل بالله والجهل بأمر الله . وقال سفيان : إذا أعجبك الصمت فتكلم ، وإذا أعجبك الكلام فاسكت . وقال سفيان : دعوا المراء لقلة خيره . وقال سفيان : كان يقال : أن يكون لك عدو صالح خير من أن يكون لك صديق فاسد ؛ لأن العدو الصالح يحجزه إيمانه أن يؤذيك أو ينالك بما تكره ، والصديق الفاسد لا يبالي ما نال منك . وقال سفيان : من قرأ القرآن يسأل عما يسأل عنه الأنبياء عليهم السلام إلا تبليغ الرسالة .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن يحيى بن الوليد البسري ، ثنا محمد بن جهضم ، ثنا سفيان ، قال : قالوا لبعض الحكماء : ما لكم أحرص الناس على طلب العلم ؟ [ ص: 282 ] قالوا : لأنا أعمل الناس به . وقال سفيان : قوله : السلام عليكم ، يقول : أنت مني سالم ، وأنا منك سالم ، ثم يدعو له ويقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فلا ينبغي لهذين إذا سلم بعضهما على بعض أن يذكره من خلفه بما لا ينبغي له من غيبة أو غيرها . قال سفيان : وقلت لمسعر : أتحب أن يجيئك رجل فيخبرك بعيوبك ؟ قال : إن كان ناصحا فنعم ، وإن كان إنما يريد أن يؤذيني ويوبخني فلا . وقال سفيان : يقال : لا تغبطوا الأحياء إلا بما تغبطون به الأموات ، إنما يغبط الميت إذا قيل : مات فلان ولم يترك شيئا .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا الحسن بن إبراهيم بن بشار ، ثنا أبو أيوب الشاذكوني ، ثنا سفيان ، قال : كان بعض العلماء يقول إذا صلى : اللهم اغفر لي ما فيها .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا الحسن بن إبراهيم ، ثنا أيوب ، ثنا سفيان ، عن بعض أهل العلم قال : لم يعبد الله بمثل العقل ، ولا يكون عاقلا حتى تكون فيه عشر خصال - فعد منها تسعة - حتى يكون الكبر منه مأمونا ، والرشد منه مأمولا ، وحتى يكون الذل أحب إليه من العز ، والفقر أحب إليه من الغنى ، وحتى يستكثر قليل المعروف من غيره ، ويستقل كثيره من نفسه ، وحتى يكون نصيبه من الدنيا القوت ، وحتى يكون طالبا للعلم طول عمره ، والأخرى شاد بها مجده ، وعلا بها ذكره ، ولا يلقاه أحد إلا رأى نفسه دونه .

وقال سفيان : قال علي : العمل الصالح : الذي لا تحب أن يحمدك عليه أحد إلا الله .

حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ، ثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدثني أبو عبد الله الرازي ، قال : قال سفيان بن عيينة : إذا أظهر العبد لباسا ، وسريرته مثل ما أظهر من لباسه ، كتبه الله عنده من أهل العدل ، فإن زل فيما بينه وبين ربه بذنب لم يطلع الناس عليه كتبه الله عنده من الجائرين ؛ لأن ذنبه مخالف للباسه ، فإذا أظهر العبد لباسا ، وسريرته أحسن من لباسه كتبه الله عنده من أهل الفضل ، فإن زل فيما بينه وبين ربه بذنب لم يطلع الناس عليه رده الله عن الفضل إلى العدل ، ولم يكتبه من الجائرين ؛ لأن [ ص: 283 ] ذنبه محتمل للباسه ، فكم من جارين متجاورين ، هذا يظهر للناس التجارة يطلع الله من قلبه على أنه زاهد في الدنيا ، وهذا يظهر للناس الزهد ، يطلع الله من قلبه على أنه محب للدنيا .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أبو بكر ، ثنا أبو بكر بن مكرم ، ثنا مشرف الواسطي ، ثنا عمر بن السكن ، قال : كنت عند سفيان بن عيينة ، فقام إليه رجل من أهل بغداد ، فقال : يا أبا محمد ، أخبرني عن قول مطرف : لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر ، أهو أحب إليك أم قول أخيه أبي العلاء : اللهم رضيت لنفسي ما رضيت لي ؟ قال : فسكت سكتة ، ثم قال : قول مطرف أحب إلي . فقال الرجل : كيف وقد رضي هذا لنفسه ما رضيه الله له ؟ فقال سفيان : إني قرأت القرآن فوجدت صفة سليمان عليه السلام مع العافية التي كان فيها : ( نعم العبد إنه أواب ) ، ووجدت صفة أيوب عليه السلام مع البلاء الذي كان فيه ( نعم العبد إنه أواب ) فاستوت الصفتان ، وهذا معافى ، وهذا مبتلى ، فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر ، فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحب إلي من البلاء مع الصبر .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا الحسن بن هارون ، ثنا سليمان بن داود الشاذكوني ح . وحدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أبو سعيد المعيني ، ثنا أحمد بن عبدة ، قالا : ثنا سفيان ، قال : كان يقال : دع الكبر والفخر ، واذكر طول الثواء في القبر .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، ثنا أحمد بن عبدة ، ثنا سفيان ، قال : قال أبو الدرداء : إنكم لن تزالوا بخير ما أحببتم خياركم ، وقيل فيكم بالحق فعرف ، ويل لكم إذا كان العالم فيكم كالشاة النطيح . وكان يقول : اللهم متعنا بخيارنا ، وأعنا على شرارنا ، واجعلنا خيارا كلنا ، واجعل أمرنا عند خيارنا ، وإذا أذهبت الصالحين فلا تبقنا بعدهم .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، ثنا أحمد بن عبدة ، ثنا سفيان ، قال : قال بعضهم : قد ورد الأول ، والآخر مساق متعب ، وقد تقارب عطاء جزل ، وسلب فاحش ، فأصلحوا ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه ؛ فإن [ ص: 284 ] الحق للخالق ، والشكر للمنعم ، وإنما الحياة بعد الموت ، وإنما البقاء بعد القيامة .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا أحمد بن عبدة ، ثنا سفيان . قال : كان رجل عالم وآخر عابد ، فقال العالم للعابد : ما لك لا تأتيني والناس يأتوني ويحتاجون إلى علمي ؟ قال : أنا أحسن شيئا قليلا وأنا أعمل به ، فإذا فني أتيتك .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أبو سعيد المعيني ، ثنا أحمد بن عبدة ، ثنا سفيان بن عيينة ، قال : الغل هو الحسد ، فما خرج منه فهو الشر ، وما بقي منه فهو الغل ، وليس يسلم أحد أن يكون فيه شيء من الحسد .

وكان يقال : الجهاد عشرة ، فجهاد العدو واحد ، وجهادك نفسك تسعة .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح ، ثنا حيان بن نافع بن صخرة بن جويرية ، ثنا سفيان بن عيينة . قال : كان يقال : جالس الحكماء ؛ فإن مجالستهم غنيمة ، وصحبتهم سليمة ، ومؤاخاتهم كريمة .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، عن حسين بن زياد قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : وسئل عن قوله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) . قال : هو أن تعمل به ، وتدعو إليه ، وتعين فيه ، وتدل عليه .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا سلمة ، ثنا سهيل ، قال : سمعت بشر بن الحارث يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول : إنما سموا المتقين لأنهم اتقوا ما لا يتقى .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ح . وحدثنا محمد بن أحمد بن أبان ، ثنا أبي ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا هارون بن سفيان ، ثنا إسحاق بن منيب ، قال : قال سفيان بن عيينة : لم يعرفوا حتى يحبوا أن لا يعرفوا .

حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، قال : سمعت ابن مكرم يقول : سمعت أحمد بن إبراهيم الدورقي يقول : سمعت سلمة بن عفان يذكر عن ابن عيينة ، قال : لأن [ ص: 285 ] يقال فيك الشر وليس فيك خير من أن يقال فيك الخير وهو فيك ، ثم تلا : ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ) .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن الصباح ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : إني لأغضب على نفسي إذا رأيتكم تأتوني ، أقول : لم يأتني هؤلاء إلا من خير يظنون بي .

حدثنا أبو حامد بن محمد بن الحسين ، ثنا الحسين بن محمد الجعيني ، ثنا محمد بن حسان ، قال : سمعت ابن عيينة يقول : عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية