صفحة جزء


حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا القاسم بن زكريا المطرز ، ثنا عبد الله بن هشام الطوسي ، قال : سمعت وكيع بن الجراح ، يقول : " كان علي والحسن ابنا صالح [ ص: 328 ] بن حيي وأمهما قد جزءوا الليل ثلاثة أجزاء ، فكان علي يقوم الثلث ثم ينام ، ويقوم الحسن الثلث ثم ينام ، وتقوم أمهم الثلث ، ثم ماتت أمهما فجزآ الليل بينهما ، فكانا يقومان به حتى الصباح ، ثم مات علي فقام الحسن به كله " .

حدثنا أبو محمد بن حيان - إملاء - ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس ، ثنا محمد بن يحيى الواسطي ، ثنا محمد بن بشير ، ثنا عبد القدوس بن بكر بن خنيس ، قال : " كان الحسن بن صالح ، وأخوه علي ، وكان علي يفضل عليه ، وكانا يقرءان القرآن وأمهما ، يتعاونون على العبادة بالليل ، لا ينامون ، وبالنهار لا يفطرون ، فلما ماتت أمهما تعاونا على القيام والصيام عنهما وعن أمهما ، فلما مات علي قام الحسن عن نفسه وعنهما ، وكان يقال للحسن : حية الوادي - يعني لا ينام بالليل - وكان يقول : إني أستحيي من الله تعالى أن أنام تكلفا حتى يكون النوم هو الذي يصير عني ، فإذا أنا نمت ، ثم استيقظت ثم عدت نائما فلا أرقد الله عيني ، وكان لا يقبل من أحد شيئا فيجيء إليه صبيه وهو في المسجد ، فيقول : أنا جائع ، فيعلله بشيء حتى يذهب الخادم إلى السوق فيبيع ما غزلت مولاته من الليل ، ويشتري قطنا ، ويشتري شيئا من الشعير ، فيجيء به فتطحنه ، ثم تعجنه ، فتخبز ما يأكل الصبيان والخادم ، وترفع له ولأهله لإفطارهما ، فلم يزل على ذلك رحمه الله " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن بحر ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان الداراني ، يقول : " ما رأيت أحدا الخوف أظهر على وجهه والخشوع من الحسن بن صالح بن حيي ، قام ليلة فقرأ ( عم يتساءلون ) فغشي عليه فلم يختمها حتى طلع الفجر " .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني أبي ، ثنا سليمان بن إدريس المقري ، قال : " اشتهى الحسن بن صالح سمكة ، فلما أتي بها ومد يده إلى سرة السمكة فاضطربت يده ، فأمر به فرفع ولم يأكل منه شيئا ، فقيل له في ذلك ، فقال : إني ذكرت لما ضربت بيدي إلى بطنها أن أول ما ينتن من الإنسان بطنه ، فلم أقدر أن أذوقه " .

[ ص: 329 ] حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا أبو نعيم ، " أن الحسن بن صالح ، انتهى إلى أصل حائط ، فأخذ مدرة فتمسح بها ، فدق عليهم الباب فقال : إني أخذت من حائطكم مدرة ، فتمسحت بها ، فاجعلوني في حل " .

حدثنا أبو محمد ، ثنا إسحاق بن أحمد ، ثنا الحجاج بن حمزة ، ثنا أبو يزيد ، ثنا عباد أبو عتبة ، قال : " بعنا جارية للحسن بن صالح فقال : أخبروهم أنها تنخمت عندنا مرة دما " .

حدثنا أبو محمد ، ثنا إبراهيم بن نائلة ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، ثنا إسحاق بن خلف ، قال : " دخل الحسن بن صالح السوق وأنا معه ، فرأى هذا يخيط ، وهذا يصنع فبكى ثم قال : انظر إليهم ، يعللون حتى يأتيهم الموت " .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا إسحاق بن أحمد ، ثنا الحجاج ، قال : سمعت أبا نعيم ، يقول : ثنا الحسن بن صالح ، قال : " فتشنا الورع فلم نجده في شيء أقل منه في اللسان " .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا أبو يعلى الموصلي ، قال : سمعت عثمان بن أبي شيبة ، يقول : سمعت حميد بن عبد الرحمن ، يقول : سمعت الحسن بن صالح ، يقول : " ربما أصبحت وما عندي درهم ، وكأن الدنيا كلها قد صيرت لي وهي في كفي " .

حدثنا أبو عثمان محمد بن أحمد بن النضر ، والوليد بن أحمد ، قالا : ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ثنا محمد بن يحيى الواسطي ، حدثني محمد بن داود بن عبد الله ، قال : سمعت يحيى بن يونس ، يقول - " وذكر عنده الحسن بن صالح ، - فقال : ما أجيء في وقت صلاة إلا أنزل به مغشيا عليه ، ينظر إلى المقبرة فيصرخ ويغشى عليه " .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أحمد بن علي الجارود ، قال : سمعت علي بن المنذر ، يقول : سمعت الحسن بن صالح ، يقول : " لما احتضر أخي علي بن صالح ، رفع بصره ثم قال ( مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) ثم خرجت نفسه ، قال : فنظرنا إلى جنبه فإذا ثقب في جنبه وقد وصل إلى جوفه وما علم به أحد من أهله " .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا عبدان بن أحمد ، قال : سمعت أبا بكر بن خلاد [ ص: 330 ] يقول : سمعت سفيان بن عيينة ، يقول : سمعت علي بن صالح ، يقول : " رأيت كأن القيامة قد قامت ، فرأيت الناس يجازون بالحسنة عشرا ، ورأيت كأني تصدقت يوما بنصف درهم وعندي يوم مكتوب : لا لي ولا علي " .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أبو محمد بن أبي حاتم ، ثنا أحمد بن سنان ، ثنا موسى بن داود ، ثنا حميد الرواسي ، قال : " كنت عند علي والحسن ابني صالح ، ورجل يقرأ علي ( لا يحزنهم الفزع الأكبر ) فالتفت علي إلى الحسن وقد اصفار واخضار ، فقال : يا حسن ، إنها أفزاع فوق أفزاع ، ورأيت الحسن أراد أن يصيح ، ثم جمع ثوبه فعض عليه حتى سكن فسكن عنه وقد ذبل فمه واخضار ، واصفار " .

حدثنا عبد الله بن الحسن بن بندار ، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا يحيى بن آدم ، عن الحسن بن صالح ، قال : " سمعت أنه لما قيل لعيسى عليه السلام : ( قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) تزايلت مفاصله " .

حدثنا عبد الله بن الحسن ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا يحيى بن آدم ، قال : سمعت الحسن بن صالح ، يقول : " إن لقمان لما قال لابنه : ( إنها إن تك مثقال حبة من خردل ) تفكر فمات " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا علي بن رستم ، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، قال : سمعت أبا غسان ، يقول : سمعت الحسن بن صالح ، يقول : " العمل بالحسنة قوة في البدن ، ونور في القلب ، وضوء في البصر ، والعمل بالسيئة وهن في البدن ، وظلمة في القلب ، وعمى في البصر " .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا علي بن رستم ، ثنا أحمد بن يحيى ، قال : سمعت أبا غسان ، يقول : سمعت الحسن بن صالح ، يقول : " الليل والنهار يبليان كل جديد ، ويقربان كل بعيد ، ويأتيان بكل موعود ووعيد ويقول النهار : ابن آدم ، اغتنمني ، فإنك لا تدري لعله لا يوم لك بعدي ، ويقول له الليل مثل ذلك " .

حدثنا أحمد بن محمد بن موسى ، ثنا يوسف بن محمد المؤذن الصاغاني ، ثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : سمعت الحسن بن صالح ، يقول : " لا تفقه حتى لا تبالي [ ص: 331 ] في يد من كانت الدنيا " .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن يوسف الجوهري ، ثنا أبو غسان النهدي ، قال : سمعت الحسن بن صالح ، يقول : " إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير يريد به بابا من السوء " .

حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ، ثنا أحمد بن مهدي ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا الحسن بن صالح ، " ( بما أسلفتم في الأيام الخالية ) قال : سمعنا أنه الصيام " .

التالي السابق


الخدمات العلمية