صفحة جزء


حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدثني عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي ، قال : " دخلت على داود الطائي في مرضه الذي مات فيه ، وليس في بيته إلا دن مقير يكون فيه خبز يابس ، ومطهرة ، ولبنة شاهنجانية كبيرة على التراب ، يجعلها وسادة ، وهي مرفقته ، وهي مخدته ، وليس في بيته بوري ولا قليل ولا كثير " .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، ثنا عبد الرحمن بن مصعب ، قال : " ما شبهت فقار ظهر داود إلا جرابا فيه جوز قد أبان من الجراب هكذا " .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان ، ثنا ابن أبي مريم ، عن قبيصة ، قال : حدثني صاحب لنا ، " أن امرأة ، من أهل داود الطائي صنعت ثريدة بسمن ، ثم بعثت بها إلى داود حين إفطاره مع جارية لها ، وكان بينها وبينهم رضاع ، قالت الجارية : فأتيته بالقصعة فوضعتها بين يديه في الحجرة ، قال : فسعى ليأكل منها ، فجاء سائل فوقف على الباب ، فقام فدفعها إليه ، وجلس معه على الباب ، حتى أكلها ، ثم دخل فغسل القصعة ثم عمد إلى تمر كان بين يديه - قالت الجارية : ظننت أنه كان أعده لعشائه - فوضعه في القصعة ، ودفعها إلي وقال : أقرئيها السلام ، قالت الجارية : ودفع إلى السائل ما جئناه به ، ودفع إلينا ما أراد أن يفطر عليه ، قالت : وأظنه ما بات إلا طاويا " قال قبيصة : كنت أراه قد نحل جدا .

حدثنا إسحاق بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن يوسف ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان الداراني ، يقول : " كان داود الطائي يأكل خبزه على ثلاثة [ ص: 349 ] أصناف ، أوله سخن ، وأوسطه قد تكرج ، وآخره يابس يبله في مطهرة له ، قال : وكان له دنان ، دن للماء ، ودن للخبز ، فأما دن الماء فكان قد جعله في الأرض لئلا يصيبه الروح فيبرد " .

حدثنا إسحاق بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن يوسف ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان ، يقول : " أقام داود الطائي أربعا وستين سنة أعزب ، فقيل له : كيف صبرت عن النساء ؟ قال : قاسيت شهوتهن عند إدراكي سنة ، ثم ذهبت شهوتهن من قلبي " قال أبو سليمان : " فنرى أنه من صبر عنهن عند إدراكه سنة لم يعرفهن حلالا ولا حراما ، إنه يكفى مؤنتهن " .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، ح وحدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن أبان ، ثنا أبو بكر بن سفيان قال : ثنا أحمد بن عمران الأخنسي ، ثنا الوليد بن عقبة ، قال : " كان يخبز لداود الطائي ستون رغيفا ، يعلقها بشريط ، يفطر كل ليلة على رغيفين بماء وملح ، فأخذ ليلة فطره ، فجعل ينظر إليه ، قال : ومولاة له سوداء تنظر إليه ، فقامت فجاءته بشيء من تمر على طبق فأفطر ، ثم أحيا ليلته ، وأصبح صائما ، فلما أن جاء وقت الإفطار أخذ رغيفه ، وملحا وماء ، قال الوليد بن عقبة : وحدثني جار له قال : جعلت أسمعه يعاتب نفسه يقول : اشتهيت البارحة تمرا فأطعمتك ، فاشتهيت الليلة تمرا لا ذاق داود تمرا ما دام في دار الدنيا " ، قال محمد بن إسحاق في حديثه : فما ذاقها حتى مات .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، ثنا شهاب بن عباد ، ثنا محمد بن بشر ، قال : " دخلت على داود الطائي المسجد ، فصليت معه المغرب ، ثم أخذ بيدي فدخلت معه البيت ، فقام إلى دن له كبير ، فأخذ رغيفا منه يابسا فغمسه في الماء ، ثم قال : ادن فكل ، قلت : بارك الله لك ، فأفطر ، فقلت : يا أبا سليمان ، لو أخذت شيئا من ملح ؟ قال : فسكت ساعة ، ثم قال : إن نفسي تنازعني ملحا " ولا ذاق داود ملحا ما دام في الدنيا ، قال : فما ذاقه حتى مات رحمه الله .

[ ص: 350 ] حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ح . وحدثنا أبو محمد بن حيان ، وثنا أحمد بن علي بن الجارود ، قالا : ثنا أبو سعيد الأشج ، حدثني عبد الله بن عبد الكريم ، عن حماد بن أبي حنيفة ، قال : " جئت داود الطائي والباب عليه مصفق ، فسمعته يقول : اشتهيت جزرا فأطعمتك ، ثم اشتهيت جزرا وتمرا ، آليت أن لا تأكليه أبدا ، فاستأذنت وسلمت ودخلت ، فإذا هو يعاتب نفسه " .

حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا محمد بن حسان ، قال : سمعت إبراهيم بن حسان يقول : جئت إلى باب داود الطائي أريد أن أدخل عليه فسمعته يخاطب نفسه فظننت أن عنده إنسانا يكلمه فأطلت الوقوف بالباب ثم استأذنت فقال : ادخل ، فدخلت فقال : ما بدا لك من الاستئذان علي ؟ قال : قلت : سمعتك تتكلم فظننت أن عندك إنسانا تخاصمه ، قال : لا ، ولكن كنت أخاصم نفسي ، اشتهيت البارحة تمرا فخرجت أشتريه ، فلما جئت بالتمر اشتهيت الجزر ، فأعطيت الله عهدا أن لا آكل التمر والجزر حتى ألقاه .

حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حفص ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا محمد بن أحمد بن عيسى الوابشي الخزار ، قال : سمعت مصعب بن مقدام يقول : أرسلني داود الطائي بطبري أشتري له به تمرا ، فلما كان بعد ذلك جئته فجاء فجلس إلى جنبي فقال : من أين اشتريت هذا التمر ؟قال : فظننت أنه يعيبه ، فقلت : ما له يا أبا سليمان ؟ فوالله ما ودعت شيئا أجود من شيء اشتريته لك ، قال : فقال استطبته فحلفت أن لا آكل تمرا أبدا .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن عبد الله بن مصعب ، ثنا علي بن حرب ، ثنا إسماعيل بن الزيان ، قال : قالت داية داود الطائي : يا أبا سليمان أما تشتهي الخبز ؟ قال : يا داية بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آية .

التالي السابق


الخدمات العلمية