صفحة جزء
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، ثنا أبو تراب ، قال : قال حاتم الأصم : " الرياء على ثلاثة أوجه ، وجه الباطن ووجهان الظاهر ، فأما الظاهر : فالإسراف والفساد فإنه جوز لك أن تحكم أن هذا رياء لا شك فيه فإنه لا يجوز في دين الله الإسراف والفساد ، وأما الباطن فإذا رأيت الرجل يصوم ويتصدق فإنه لا يجوز لك أن تحكم عليه بالرياء فإنه لا يعلم ذلك إلا الله سبحانه وتعالى " .

وقال حاتم : " لا أدري أيهما أشد على الناس اتقاء العجب أو الرياء ، العجب داخل فيك والرياء يدخل عليك ، العجب أشد عليك من [ ص: 77 ] الرياء ومثلهما أن يكون معك في البيت كلب عقور ، وكلب آخر خارج البيت فأيهما أشد عليك الذي معك أو الخارج ؟ فالداخل العجب ، والخارج الرياء " .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : سمعت أبا بكر بن أبي عاصم ، قال : سمعت أبا تراب الزاهد ، يقول : سمعت حاتما الأصم ، يقول : قال لي شقيق البلخي : " اصحب الناس كما تصحب النار خذ منفعتها واحذر أن تحرقك " .

التالي السابق


الخدمات العلمية