صفحة جزء
401 يوسف بن أسباط

ومنهم ذو الجد والنشاط والمستبق إلى الصراط ، يوسف بن أسباط كان العلم والخوف شعاره ، والتخلي من فضول الدنيا دثاره . وقيل : إن التصوف التحلي للتراقي والتخلي للتلاقي .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن جابر الطرسوسي ، ثنا عبد الله بن خبيق ، قال : دخل الطبيب على يوسف بن أسباط وأنا عنده ، فنظر إليه وهو مريض فقال : ليس عليك بأس ، فقال : وددت الذي يخاف كان الساعة .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا المسيب بن واضح ، سألت يوسف بن أسباط عن الزهد ما هو ؟ قال : أن تزهد فيما أحل الله ، فأما ما حرم الله فإن ارتكبته عذبك الله .

[ ص: 238 ] حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن أحمد بن الوليد ، ثنا عبد الله بن خبيق ، حدثني تميم بن سلمة ، قال : قلت ليوسف بن أسباط : ما غاية الزهد ؟ قال : لا تفرح بما أقبل ، ولا تأسف على ما أدبر ، قلت : فما غاية التواضع ؟ قال : أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحدا إلا رأيت أنه خير منك .

حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ، ثنا محمد بن المسيب ، ثنا عبد الله بن خبيق ، سمعت يوسف بن أسباط يقول : الدنيا دار نعيم الظالمين .

قال : وقال علي بن أبي طالب : الدنيا جيفة فمن أرادها فليصبر على مخالطة الكلاب .

حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان قالا : ثنا محمد بن يحيى ، ثنا الحسين بن منصور ، ثنا علي بن محمد الطنافسي ، ثنا سهل أبو الحسن ، سمعت يوسف بن أسباط يقول : لو أن رجلا في ترك الدنيا مثل أبي ذر وسلمان وأبي الدرداء ما قلنا له : زاهد ، لأن الزهد لا يكون إلا في الحلال المحض ، والحلال المحض لا يعرف اليوم .

التالي السابق


الخدمات العلمية