صفحة جزء
404 - حذيفة بن قتادة

ومنهم العابد المتواضع ، الخاضع المتوادع - حذيفة بن قتادة المرعشي ، صحب سفيان الثوري وسمع منه .

حدثنا إسحاق بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن يوسف ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، سمعت . . . يقول : قال حذيفة المرعشي : " القلوب قلبان : قلب ملح في مسألة ، وقلب [ ص: 268 ] يتوقع ساعته " .

فحدثت به أبا سليمان ، فقال : " كل قلب يتوقع متى قرع الباب يجيئه إنسان فيعطيه ، فذاك قلب فاسد " .

حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ح وحدثنا عبد الله بن محمد ، حدثني سلمة ، ثنا سهل بن عاصم ، عن أبي يزيد الرقي ، قال : قال حذيفة بن قتادة : قيل لرجل : كيف تصنع في شهوتك ؟ قال : " ما في الأرض نفس أبغض إلي منها ، فكيف أعطيها شهوتها ؟ " .

حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري ، ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ، ثنا عبد الله بن خبيق ، قال : قال حذيفة المرعشي : " لو جاءني رجل فقال لي : والله الذي لا إله إلا هو يا حذيفة ، ما عملك عمل من يؤمن بيوم الحساب ، لقلت له : يا هذا ، لا تكفر عن يمينك ؛ فإنك لا تحنث " .

حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم ، ثنا أحمد بن عبد الكريم الفزاري ، ثنا عبد الله بن خبيق ، سمعت يوسف بن أسباط ، سمعت حذيفة بن قتادة المرعشي ، يقول : " لو أحببت من يبغضني على حقيقة في الله لأوجبت على نفسي حبه " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ، سمعت أبا عمران موسى بن عبد الله الطرسوسي ، سمعت أبا يوسف الغسولي ، يقول : كتب حذيفة المرعشي إلى يوسف بن أسباط : " أما بعد ، فإن من قرأ القرآن فآثر الدنيا على الآخرة فقد اتخذ القرآن هزوا ، ومن كانت النوافل أحب إليه من ترك الدنيا لم آمن أن يكون محروما ، والحسنات أضر علينا من السيئة ، والسلام " .

حدثنا الحسين بن محمد ، ثنا محمد بن المسيب ، ثنا عبد الله بن خبيق ، قال : قال حذيفة : " إن لم تخش أن يعذبك الله على أفضل عملك فأنت هالك " .

وقال لي حذيفة : " لو نزل علي ملك من السماء يخبرني أني لا أرى النار بعيني وأني أصير إلى الجنة إلا أني أقف بين يدي ربي تعالى يسائلني ثم أصير إلى الجنة ، لقلت : لا أريد الجنة ولا أقف ذلك الموقف " .

ثم قال : " إن عبدا يعمل على خوف [ ص: 269 ] لعبد سوء ، وإن عبدا يعمل على رجاء لعبد سوء ، كلاهما عندي سواء " .

حدثنا الحسين بن محمد ، ثنا محمد بن المسيب ، ثنا عبد الله بن خبيق ، قال : قال لي حذيفة : " إنك ربما أصبت الحكمة فوق مزبلة ، فإذا أصبتها فخذها " . فحدثت به ابن أبي الدرداء ، فقال : صدق ، نحن مزابل ، وهو عندنا ذو حكمة .

وقال حذيفة : " كان ينبغي للرجل لو خير بين أن يضرب عنقه وبين أن يزوج امرأة في الفتنة لاختار ضرب العنق على تزويج امرأة في الفتنة " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ح ، وحدثنا محمد بن أحمد بن الوليد ، ثنا عبد الله بن خبيق ، ثنا يوسف بن أسباط ، قال : قال لي حذيفة المرعشي : " ما أصيب أحد بمصيبة أعظم من قساوة قلبه " .

حدثنا أبو يعلى البريدي ، حدثنا محمد بن المسيب الأرغياني ، حدثنا عبد الله بن خبيق ، قال : قال لي ابن أبي الدرداء ، رأيت حذيفة المرعشي عند جعفر ، يقول له : يا عبد الله ، ليس ينبغي للمؤمنين أن يشغله عن الله شيء ، لا فقر ولا غنى ولا صحة ولا مرض ، فقال له حذيفة : كنت لا تكون هاهنا حيلتان ، قال : ما هما؟ قال ، لا تقاتل الله في السراء ، ولا تأكل سدسا . وقال حذيفة : إن من الكلام ما الصبر على استماعه أشد علي من ضرب السياط .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن أحمد بن الوليد ، ثنا عبد الله بن خبيق ، ثنا يوسف بن أسباط ، قال : قال لي حذيفة المرعشي : كان يقال : إذا رأيتم الرجل قد جلس وحده فانظروا إلى أي شيء جلس ، فإن كان جلس ليجلس إليه فلا يجلس إليه ، وقال حذيفة : لأن أدع لله كذبة أحب إلي من أن أحج حجة .

حدثنا الحسن بن محمد ، حدثنا محمد بن المسيب ، حدثنا عبد الله بن خبيق ، قال : قال حذيفة المرعشي : إن لم تكن خائفا أن يعذبك الله على فضول عملك كنت هالكا ، وقال حذيفة : إياكم والفجار والسفهاء ، فأما إنكم إذا قبلتموها أنكم قد رضيتم فعلهم ، وقال حذيفة : إذا سمع الرجل كلاما أو علما فلم يعمل به فهو ذنب .

حدثنا الحسين بن محمد ، حدثنا محمد بن المسيب ، حدثنا عبد الله بن خبيق ، حدثني [ ص: 270 ] أبو الفيض ، عن عبد الله بن عيسى الرقي ، قال : قال لي حذيفة : هل لك أن تجمع لك الخير كله في حرفين ؟ قلت في نفسي : تراه فاعلا ، قال : قلت : ومن لي بذلك؟ قال : مداراة الخير من حله ، وإخلاص العمل لله حسبك .

حدثنا الحسين بن محمد ، حدثنا محمد بن المسيب ، حدثنا عبد الله بن خبيق ، حدثني موسى بن العلاء ، قال : قال لي حذيفة : يا موسى ، ثلاث خصال إن كن فيك لم ينزل من السماء خير إلا كان لك فيه نصيب ، يكون عملك لله ، وتحب للناس ما تحب لنفسك ، وهذه الكسرة تحر فيها ما قدرت ،

حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا محمد بن أحمد البغدادي ، ثنا أبو الحسين علي بن الحسن بن علي البغدادي ، سمعت أبا الحسن بن أبي الورد ، يقول : قال رجل : أتينا على ابن بكار ، فقلنا له : حذيفة المرعشي يقرئ عليك السلام ، قال : وعليه ، إني لأعرفه بأكل الحلال منذ ثلاثين سنة ، ولئن ألقى الشيطان عيانا أحب إلي من أن ألقاه ، قلت له في ذلك ، قال : إني أخاف أن أتصنع له ، فأتزين لغير الله ، فأسقط من عين الله .

حدثنا الحسين بن محمد ، ثنا محمد بن المسيب ، ثنا عبد الله بن خبيق ، ثنا يوسف بن أسباط ، قال حذيفة : بلغنا أن مطرف بن الشخير ، سمع رجلا يعرفه ، وهو يدعو ، قال : اللهم لا تزد في أجلي ، فقال : " هذا العارف بنفسه " .

حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا محمد بن يزيد المستملي ، ثنا حذيفة المرعشي ، قال : مررت بالرقة بأصحاب السويق ورجل يبيع السويق عليه . . . وغلامين ، وهو مقبل عليهما وعلى رأسه كمة دنسة ، فقلت : لو ألقيت هذه الكمة ، قال : أصبت ، قلبي يصلح عليها ، قلت : أراك مقبلا على غلامين ، أفأنت تحبهما ؟ قال : إني أجل الله أن أشغل قلبي بحب أحد مع حبه ، ولكن أرحمهما .

حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا عبد الله بن خبيق ، حدثني خلف بن تميم ، سمعت أبا الأحوص ، يقول : " رأيت من بكر بن وائل خمسة ما رأيت مثلهم قط : إبراهيم بن أدهم ، ويوسف بن أسباط ، وحذيفة بن قتادة ، . . . العجلي ، وأبا يونس العوفي " .

[ ص: 271 ] حدثنا أبي ، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، ثنا أبو حاتم ، ثنا عبد الصمد بن محمد العباداني ، عن بشر بن الحارث ، سمعت المعافى بن عمران ، يقول : " كان عشرة ممن مضى من أهل الحلم ينظرون في الحلال النظر الشديد ، لا يدخلون بطونهم إلا ما يعرفون من الحلال ، وإلا استفوا التراب ، ثم عد : بشر ، إبراهيم بن أدهم ، وسليمان الخواص ، وعلي بن الفضيل ، ويمان أبو معاوية الأسود ، ويوسف بن أسباط ، ووهيب بن الورد ، وداود الطائي ، وحذيفة المرعشي " .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الرحمن بن أبي وصافة العسقلاني ، ثنا عبد الله بن خبيق ، ثنا موسى بن العلاء ، قال : قال حذيفة بن قتادة المرعشي : قال لي سفيان الثوري : " لأن أترك عشرين ألفا يحاسبني الله عليها أحب إلي من أن أحتاج إلى الناس " .

حدثنا محمد بن أحمد بن أبان ، حدثني أبي ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا الحسين بن محبوب ، ثنا الفيض ، قال : قال حذيفة المرعشي : ثنا عمار ، عن الأعمش ، كنا عند مجاهد ، فقال : " القلب هكذا وبسط كفه ، فإذا أذنب الرجل ذنبا قال هكذا ، وعقد واحدا ، وإذا تم عقد اثنين ، ثم ثلاثا ثم أربعا ، ثم رد الإبهام على الأصبع في الذنب الخامس ، فطبع على قلبه . قال مجاهد : فأيكم يرى أن يطبع على قلبه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية