صفحة جزء
436- معروف الكرخي

ومنهم الملهوف إلى المعروف ، عن الفاني مصروف ، وبالباقي مشغوف ، وبالتحف محفوف ، وللطف مألوف ، الكرخي أبو محفوظ معروف .

وقيل : إن التصوف التوقي من الأكدار ، والتنقي من الأقذار .

حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا الفضل بن أحمد بن العباس ، ثنا عيسى بن جعفر الوراق ، ح .

وحدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا عبد الله بن يعقوب ، ثنا حنبل بن إسحاق ، قالا : ثنا خلف بن الوليد ، حدثني محمد بن مسلمة اليامي ، قال معروف الكرخي لرجل : " توكل على الله حتى يكون هو معلمك وأنيسك ، وموضع شكواك ، وليكن ذكر الموت جليسك لا يفارقك ، واعلم أن الشفاء من كل بلاء نزل بك كتمانه ، فإن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك ولا يمنعونك ولا يعطونك " .

حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ، ثنا أبو العباس السراج ، حدثني عبد الله بن محمد ، حدثني محمد بن الحسين ، ح .

وحدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن روح ، ثنا الحسين بن الحسن ، قالا : ثنا أبو بكر الخياط ، قال : " رأيت كأني دخلت المقابر ، فإذا أهل القبور جلوس على قبورهم ، بين أيديهم الريحان ، وإذا أنا بمعروف أبي محفوظ قائما فيما بينهم ، يذهب ويجيء ، فقلت : أبا محفوظ ، ما صنع بك ربك ؟ أوليس قد مت ؟ قال : بلى ، ثم أنشأ يقول :


موت التقي حياة لا نفاد لها قد مات قوم وهم في الناس أحياء



حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا أبو بكر بن أبي طالب ، قال : دخلت مسجد معروف ، وكان في منزله ، فخرج [ ص: 361 ] إلينا ونحن جماعة فقال : " السلام عليكم ورحمة الله ، فرددنا عليه السلام فقال : حياكم الله بالسلام ، ونعمنا وإياكم في الدنيا بالأحزان ، ثم أذن ، فلما أخذ في الأذان ، اضطرب وارتعد حين قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، فقام شعر حاجبيه ولحيته حتى خفت أن لا يتم أذانه ، وانحنى حتى كاد أن يسقط " .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت أبا بكر بن أبي طالب يقول : سمعت معروفا يدعو : " من بلغ أهل الخير الخير ، وأعانهم عليه ، أصلحنا وأعاننا عليه " .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت علي بن الموفق يقول : سمعت إبراهيم بن الجنيد يقول عن شيخ ذكره ، قال : كان من دعاء معروف : " لا تجعلنا بين الناس مغرورين ، ولا بالستر مفتونين ، اجعلنا ممن يؤمن بلقائك ، ويرضى بقضائك ، ويقنع بعطائك ، ويخشاك حق خشيتك " .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن يحيى بن منده ، ثنا أحمد بن مهدي ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، قال : حضرت الصلاة ، فقال معروف الكرخي لأبي توبة : صل بنا ، فقال : " إن صليت بكم هذه الصلاة لا أصلي بكم الثانية ، نعوذ بالله من طول الأمل ، فإنه يمنع خير العمل " .

حدثنا محمد بن أحمد بن أبان ، حدثني أبي ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا محمد بن أبي القاسم ، مولى بني هاشم ، قال : قال معروف الكرخي : " إنما الدنيا قدر تغلي ، وكنيف يرمي " .

حدثت عن يوسف بن موسى المروزي ، ثنا ابن خبيق ، قال : سمعت إبراهيم البكاء يقول : سمعت معروفا الكرخي يقول : " إذا أراد الله بعبد خيرا ، فتح الله عليه باب العمل ، وأغلق عنه باب الجدل ، وإذا أراد بعبد شرا ، أغلق عليه باب العمل ، وفتح عليه باب الجدل " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثني محمد بن أحمد بن أسباط ، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، قال : سمعت يعقوب ابن أخي معروف يقول : سمعت عمي معروفا يقول : " كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله تعالى " .

[ ص: 362 ] حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن يحيى بن منده ، ثنا الحسن بن منصور ، قال : كان حجام يأخذ من شارب معروف وكان معروف يسبح ، فقال الحجام : " لا يتهيأ أخذ الشارب وأنت تسبح ، فقال معروف : أنت تعمل وأنا لا أعمل ؟ " .

حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا محمد بن خلف بن المرزبان ، قال : سمعت أبي يقول : كنا عند معروف الكرخي نتحدث ، إذ جاء رجل ومعه بعير ، فقال له : يا أبا محفوظ ، هذا البعير لي ، ومعي جماعة من العيال ، أكد عليه ؟ " .

سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول : سمعت أبا مقاتل محمد بن شجاع يقول : سمعت أبا بكر الزجاج يقول : قيل لمعروف الكرخي في علته : أوص ، فقال : " إذا مت فتصدقوا بقميصي هذا ، فإني أحب أن أخرج من الدنيا عريانا كما دخلت إليها عريانا " .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : سمعت أبا سليمان الرومي يقول : سمعت خليلا الصياد يقول : " غاب ابني محمد ، فجزعت أمه عليه جزعا شديدا ، فأتيت معروفا فقلت : أبا محفوظ ، قال : ما تشاء ؟ قلت : ابني محمد غاب وجزعت أمه عليه جزعا شديدا ، فادع الله أن يرده عليها ، فقال : " اللهم إن السماء سماؤك ، والأرض أرضك ، وما بينهما لك ، فأت به ، قال خليل : فأتيت باب الشام ، فإذا ابني محمد قائم منبهر ، قلت : محمد ؟ قال : يا أبت كنت الساعة بالأنبار " .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت محمد بن عمرو بن مكرم الثقة يقول : حدثني أبو محمد الضرير - جار مردويه الصائغ - قال : أرسل إلي مردويه فأتيته ، فقال : " إن ابني قد غاب عنا منذ أيام ، وقد ضيقوا على النساء لما يبكين ، فاغد بنا إلى معروف ، قال : فغدوت أنا وهو إلى معروف ، فسلم عليه وهو في المسجد ، فقال معروف : ما الذي جاء بك يا أبا بكر ؟ قال : إن ابني قد غاب عنا منذ أيام ، وقد ضيقوا على النساء لما يبكين ، قال : فقال معروف : يا عالما بكل شيء ، ويا من لا يخفى عليه شيء ، ويا من علمه محيط بكل شيء ، أوضح [ ص: 363 ] لنا أمر ذا الغلام ، ثلاث مرار ، قال : ثم انصرفنا من عنده ، قال : فلما أن أصبحت قبل صلاة الفجر إذا رسول مردويه قد جاءني يدعوني ، فقلت : إيش الخبر ؟ فقال : قد جاء الغلام ، فجئت فإذا الغلام قاعد بين يدي مردويه ، فقال لي : اسمع العجب ، قال : فقال الغلام : كنت أمشي بالكوفة ، فأتاني نفسان فأخذا بيدي ، فأخرجاني من الكوفة وقالا : امض إلى بيتكم ، فلم أقعد ولم آكل ولم أشرب ، ومررت ببئر تسع - أو قال تسعين - ثم رأيتهما فلم يتحركا حتى أتيتكم . فأطعموني ، فإني ما أكلت شيئا حتى جئتكم " .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق السراج ، قال : سمعت القاسم بن روح يقول : سمعت عيسى أخا معروف الكرخي يقول : قلت لمعروف الكرخي : " أخي لو قعدت على الدقيق لأمضي في حاجة ، فقال لي : بشرط أن لا أمنع سائلا ، قلت : نعم . وأنا أظن أنه يعطي الكف والأكثر والأقل ، قال : فرجعت فإذا هو قد تصدق بشيء كثير ما بين المكوك والزيادة ، قال : فاحمرت وجنتاي ، فلما نظر إلي قال : لست عائدا إلى هذا الموضع ، فلما تقدمت إلى الصندوق فإذا المجرى بلا دراهم " .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد ، قال : سمعت القاسم بن روح يقول : سمعت أبا الحجاج المقري يقول : " ولد لي مولود وليس عندي شيء ، قال أخي : ادع الله ، قال : فجعل يدعو وأؤمن ، وأدعو ويؤمن ، فلما طال علي قمت فانسللت ، فإذا راكب ينادي من خلفي : يا هذا ، فالتفت فإذا معه صرة ، فقال لي : قال لك أبو محفوظ : أنفق هذه الصرة في الأمر الذي ذكرت له ، وإذا هي مائة دينار أو نحوه " .

حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا محمد بن إبراهيم بن سليمان ، ثنا مسبح بن حاتم ، ثنا عبد الجبار بن عبد الله ، قال : دعا معروفا الكرخي أخ من إخوانه إلى وليمة ، وكان قدامه بعض السياح ، فأخذ معروف بيده ، فلما رأى السائح تلك الألوان أنكرها وقال : يا أبا محفوظ ، أما ترى ما هاهنا ؟ قال : " ما أمرتهم بشراه ، فلما رأى الحلواء ، قال : سبحان الله يا أبا محفوظ ، أما ترى ما هاهنا ؟ قال : ما أمرتهم بصنعته ، فلما رأى القصور والملاحات من الحلواء ، قال : أما ترى ما هاهنا ، قال [ ص: 364 ] معروف : قد أكثرت علي ، أنا عبد مدبر ، آكل ما يطعمني ، وأنزل حيث ينزلني " .

قال الشيخ : وقال ابن أخت معروف : قلت له : " يا خال ، أراك تجيب كل من دعاك ، فقال : يا بني خالك ضيف ينزل حيث ينزل " .

حدثنا عثمان بن محمد ، ثنا المحاملي ، ثنا محمد بن منصور الطوسي ، قال : رآني معروف الكرخي ومعي ثوب ، فقال لي : يا محمد ما تصنع بهذا ؟ قلت : أقطعه قميصا ، فقال : " اقطعه قصيرا تربح فيه ثلاث خصال ، أولها اللحوق بالسنة ، والثاني يكون ثوبك نظيفا ، والثالث تربح خرقة " .

حدثنا جعفر بن محمد بن نصير - في كتابه - وحدثني عنه عثمان بن محمد العثماني ، قال : أخبرنا أحمد بن مسروق ، حدثني يعقوب ابن أخي معروف الكرخي ، قال لي عمي : " يا بني إذا كانت لك إلى الله حاجة فسله بي " .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن يحيى بن منده ، ثنا أحمد بن مهدي ، ثنا أحمد الدورقي ، قال : قعد معروف الكرخي على شط الدجلة فتيمم ، فقيل له : الماء قريب منك ! فقال : " لعلي لا أعيش حتى أبلغه " .

حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، قال : سمعت عبد الله بن محمد يقول : حدثني محمد بن منصور الطوسي ، قال : سمعت معروفا يقول : " اللهم إني أعوذ بك من طول الأمل ، فإن طول الأمل يمنع خير العمل " .

حدثنا عمر بن أحمد ، ثنا الحسن بن صدقة ، ثنا أحمد بن زياد ، قال : سمعت أسود بن سالم يقول : سمعت معروفا يقول : سمعت بكر بن خنيس يقول : " اشتر وبع ولو برأس المال ، فإنه ينمو كما ينمو الزرع " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدثني سلمة بن غفار ، عن معروف الكرخي ، أنه كان يقول عند ذكر السلطان : " اللهم لا ترنا وجه من لا تحب النظر إليهم " .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني موسى بن إبراهيم ، قال : حضرت معروفا وعنده رجل يذكر رجلا ، وجعل يغتابه ، وجعل معروف يقول له : " اذكر القطن إذا وضعوه على عينيك " .

[ ص: 365 ] حدثنا عبد الله ، ثنا أحمد ، ثنا أحمد ، قال : حدثني معروف ، قال : قال الله تعالى : " أحب عبادي إلي المساكين ، الذين سمعوا قولي ، وأطاعوا أمري ، ومن كرامتهم علي أن لا أعطيهم دنيا فيقبلوا عن طاعتي " .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت عبيد بن محمد الوراق يقول : مر أبو محفوظ بطريق ملقى عليه خشبة فمشى عليها ، فقيل له : ما أردت بذاك ؟ قال : " مشيت عليها لئلا يخرج صاحبها " .

قال : وسمعت عبيدا يقول : " جاء رجل من الشام إلى معروف يسلم عليه ، فقالوا له ، فقال : " إني رأيت في المنام يقال لي : اذهب إلى معروف فسلم عليه ، فإنه معروف في أهل الأرض ، معروف في أهل السماء " .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت عبيد بن محمد الوراق يقول : " ربما كنا مع أبي محفوظ في المجلس وهو قاعد يتفكر ، ثم يفزع ويقول : " أعوذ بالله ، قال : وكنا نجالسه وليس فيه فضل من التفكر ، قال : وما رأيته متنفلا قط ، إلا يوم جمعة ركعتين خفيفتين " .

قال : وسمعت عبيد بن محمد الوراق يقول : مر معروف بسقاء يقول : " رحم الله من شرب ، فتقدم فشرب فقيل له : أما كنت صائما ؟ قال : بلى ولكني رجوت دعاءه " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن الحسين بن نصر ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثني أبو محفوظ معروف ، قال : سمعت بكرا - يعني ابن خنيس - يقول : " كيف يكون تقيا من لا يدري من يتقي ؟ ثم قال معروف : إذا كنت لا تحسن تتقي أكلت الربا ، وإذا كنت لا تحسن تتقي لقيتك امرأة لم تغض بصرك ، وإذا كنت لا تحسن تتقي وضعت سيفك على عاتقك ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمحمد بن مسلمة : " إذا رأيت أمتي قد اختلفت ، فاعمد إلى سيفك فاضرب أحدا " . ثم نظر معروف إلى جوف الدهليز الذي هو على بابه جالس ، وقال : ينبغي لنا أن نتقيه ، ثم قال : وصحبتكم معي من السخاء إلى هاهنا كان ينبغي لنا أن نتقيه أليس جاء في الحديث " فتنة للمتبوع وذلة للتابع " .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن الحسين ، ثنا أحمد ، حدثني بعض [ ص: 366 ] أصحابنا ، قال : مر معروف على قوم من أصحاب زهير يخرجون إلى القتال ومعهم فتى ، فقال : اللهم احفظهم . فقيل له : تدعو لهؤلاء فقال : " ويحك إن حفظهم رجعوا ولم يذهبوا " .

حدثنا أبو محمد ، أخبرنا أحمد ، حدثني أبو محمد ، قال : سمعت معروفا يقول : " ما أبالي امرأة رأيت أو حائطا " .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت محمد بن عبد الرحمن دوست يقول : قدم قوم إلى معروف فأطالوا الجلوس ، فقال : " يا قوم إن الملك دائم لا يفتر عن سوقها " .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا يحيى بن أبي طالب ، قال : سمعت إسماعيل بن شداد المقري - وكان من المصلين - قال : قال لنا ابن عيينة : من أين أنتم ؟ قلنا : من أهل بغداد ، قال : فما فعل ذلك الحبر ؟ قلنا : من ؟ قال : معروف ، قال : لا تزالون بخير مادام فيكم " .

حدثت عن المهلبي ، قال الأنصاري : رأيت معروفا الكرخي في النوم كأنه تحت العرش ، فيقول الله : ملائكتي ، من هذا ؟ فقالت الملائكة : أنت أعلم ، هذا معروف الكرخي ، قد سكر من حبك ، لا يفيق إلا بلقائك " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا علي بن رستم ، ثنا إبراهيم بن معمر ، قال : سمعت ثابت بن الهيثم يقول : سمعت معروفا الكرخي يقول : " من قال في كل يوم عشر مرات : اللهم أصلح أمة محمد ، اللهم فرج عن أمة محمد ، اللهم ارحم أمة محمد - كتب من الأبدال " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحمال ، ثنا أحمد بن خالد الخلال ، ثنا عبد الله بن محمد الأنصاري ، قال : سمعت معروفا الكرخي يقول : " ودع رجل البيت فقال : اللهم لك الحمد عدد عفوك عن خلقك ، ثم رجع من قابل فقالها ، فسمع صوتا : ما أحصينا مذ قلتها عام أول " .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن خالد ، ثنا عبد الله بن محمد ، قال : سمعت معروفا يقول : " من قال حين يتعارى من فراشه : سبحان الله ، [ ص: 367 ] والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، وأستغفر الله ، اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك ; فإنهما بيدك لا يملكهما أحد سواك ، إلا قال الله لجبريل - وهو ملك موكل بقضاء حوائج العباد - : يا جبريل ، اقض حاجة عبدي " .

قرأت من خط والدي رحمة الله تعالى عليه : سئل معروف الكرخي عن حقيقة الوفاء ، فقال : " إفاقة السر عن رقدة الغفلات ، وفراغ الهم عن فضول الآفات " .

وقال معروف : " طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب ، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور ، وارتجاء رحمة من لا يطاع جهل وحمق " .

وسئل معروف : بم تخرج الدنيا من القلب ؟ فقال : بصفاء الود ، وحسن المعاملة ، وللصفاء علامات ثلاث ، وفاء بلا خوف ، وعطاء بلا سؤال ، ومدح بلا جود ، وعلامة الأولياء ثلاثة : همومهم لله ، وشغلهم فيه ، وفرارهم إليه " .

وقال معروف : ليس للعارف نعمة وهو في كل نعمة . وكان كثيرا ما يعاتب نفسه ويقول : يا مسكين ، كم تبكي ؟ اخلص وتخلص .

وقال : " السخاء إيثار ما يحتاج إليه عند الإعسار " .

وقال رجل : ما شكرت معروفي ، فقال له : " كان معروفك من غير محتسب فوقع عند غير شاكر " .

قال الشيخ رحمه الله : كان معروف الكرخي رضي الله تعالى عنه وعى العلم الكثير ، فشغلته الوعاية عن الرواية .

التالي السابق


الخدمات العلمية