صفحة جزء


حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن أحمد بن عمرو ، ثنا عبد الرحمن بن عمر قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : حدثني عبد الواحد بن زياد قال : قلت لزفر بن الهذيل : عطلتم حدود الله كلها ، فقلنا : ما حجتكم في ذلك ؟ فقلتم : " ادرءوا الحدود بالشبهات " ، حتى إذا صرتم إلى أعظم الحدود ; قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يقتل مؤمن بكافر " فلم قلتم : يقتل مؤمن بكافر ، ففعلتم ما نهيتم عنه ، وتركتم ما أمرتم به ، هذا ونحوه من الكلام .

قال : وسمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : " دخلت على محمد بن الحسن صاحب الرأي ، فرأيت عنده كتابا موضوعا فأخذته ونظرت فيه ، فإذا هو قد أخطأ ، وقاس على الخطأ فقلت : ما هذا ؟ " فقال : حديث أبي خلدة ، عن أبي العالية ، في الدود يخرج من الدبر ، وقد تأوله على غير تأويله ، وقاس عليه فقلت : " هذا ليس هكذا " قال : كيف هو ؟ " فأخبرته " ، فقال : صدقت . ودعا بمقراض فقرض من كتابه كذا وكذا ورقة .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن أحمد بن عمرو ، ثنا عبد الرحمن بن عمر رسته قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، وذكر عنده أصحاب الرأي ، فقال : " ( ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ) " .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن يحيى بن منده قال : سمعت رسته ، يقول : قيل لعبد الرحمن بن مهدي : إن فلانا قد صنف كتابا في السنة ردا على [ ص: 11 ] فلان . فقال عبد الرحمن : " ردا بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؟ " قيل : بكلام . قال : " رد باطلا بباطل " .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ، ثنا عبد الرحمن بن عمر قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، وسأل رجل فقال : يا أبا سعيد ، بلغني أنك قلت : مالك أعلم من أبي حنيفة قال : " ما قلت هذا ، ولكن أقول : كان أعلم من أستاذ أبي حنيفة - يعني حماد بن أبي سليمان - .

قال : وسمعت عبد الرحمن بن مهدي ، وذكر أبو حنيفة ، فقال : " ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ) " .

قال : وسمعت عبد الرحمن ، يقول : " ما كان يدري أبو حنيفة ما العلم " .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ، ثنا عبد الرحمن بن عمر قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، يقول : " لولا أني أكره أن يعصى الله لتمنيت أن لا يبقى في هذا المصر أحد إلا وقع في واغتابني ، وأي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته يوم القيامة يعملها ، ولم يعلم بها ؟ " .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الرحمن بن محمد ، ثنا عبد الرحمن بن عمر قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : وأراد أن يبيع أرضا له - فقال الدلال : أعطيت بالجريب خمسين ومائتي دينار فيما أحفظ ، ولكن نظر إلى أرض خراب ونخل بادية العروق ، فلو كانت مسمدة رجوت أن أبيع الجريب بفضل خمسين دينارا ، وقد كثر أربعة آلاف دينار يكون مائة ألف درهم ، أذهب أنا وغلامك نسمدها ونبيعها ، ولعلك لا تنظر إليها ولا تراها . فغضب وقال : أربعة آلاف [ ص: 12 ] دينار ؟ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم : ( لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله ياأولي الألباب ) لا ولا كذا وأظنه قال : ولا مائة ألف دينار .

حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الرحمن بن محمد ، ثنا عبد الرحمن بن عمر قال عبد الرحمن بن مهدي : كنت أجلس يوم الجمعة في مسجد الجامع فيجلس إلي الناس ، فإذا كانوا كثيرا فرحت ، وإذا قلوا حزنت ، فسألت بشر بن منصور فقال : هذا مجلس سوء لا تعد إليه قال : فما عدت إليه ، قال : سمعت عبد الرحمن يوما وقام المجلس وتبعه الناس ، فقال : " يا قوم ، لا تطئوا عقبي ، ولا تمشوا خلفي " . ووقف فقال : " حدثنا أبو الأشهب ، عن الحسن قال : قال عمر بن الخطاب : إن خفق النعال خلف الأحمق قل ما يبقى من دينه " . قال : وسمعت عبد الرحمن وحضرته ، فذكر له رجل من أهل المسجد من خزاعة ، كأنه وقع فيه أو ذكر أنه قال : أستجير الله في الأعمش ، فنال القوم منه . فإذا نحن بالرجل الذي ذكر قد أقبل ، فلما سلم عليه رحب به وقربه وأجلسه إلى جنبه ، وطلق إليه ، وصرف الناس عنه ، قلت له : أبا سعيد ، أما تعرف الرجل الذي أجلسته إلى جنبك هو الذي وقع فيك ونال منك ؟ فقال : بسم الله الرحمن الرحيم : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية