صفحة جزء


حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد البغدادي الوراق ثنا عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ، قال : سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول : قال لي الشافعي ذات يوم : يا يونس إذا بلغت عن صديق لك ما تكرهه فإياك أن تبادر بالعداوة وقطع الولاية فتكون ممن أزال يقينه بشك ، ولكن القه ، وقل له : [ ص: 122 ] بلغني عنك كذا وكذا ، وأجدر أن تسمي المبلغ فإن أنكر ذلك فقل له : أنت أصدق وأبر ، ولا تزيدن على ذلك شيئا . وإن اعترف بذلك فرأيت له في ذلك وجها بعذر فاقبل منه ، وإن لم يرد ذلك فقل له : ماذا أردت بما بلغني عنك ؟ فإن ذكر ما له وجه من العذر فاقبله ، وإن لم يذكر لذلك وجها لعذر ، وضاق عليك المسلك فحينئذ أثبتها عليه سيئة أتاها ، ثم أنت في ذلك بالخيار إن شئت كافأته بمثله من غير زيادة وإن شئت عفوت عنه ، والعفو أبلغ للتقوى ، وأبلغ في الكرم : لقول الله تعالى : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) فإن نازعتك نفسك بالمكافأة فاذكر فيما سبق له لديك ، ولا تبخس باقي إحسانه السالف بهذه السيئة فإن ذلك الظلم بعينه ، وقد كان الرجل الصالح يقول : رحم الله من كافأني على إساءتي من غير أن يزيد ولا يبخس حقا لي ، يا يونس إذا كان لك صديق فشد يديك به ، فإن اتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهل . وقد كان الرجل الصالح يشبه سهولة مفارقة الصديق بصبي يطرح في البئر حجرا عظيما فيسهل طرحه عليه ، ويصعب إخراجه على الرجال البرك فهذه وصيتي لك ، والسلام .

حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر ، وأبو عمرو عثمان بن محمد العثماني قالا : ثنا أبو بكر النيسابوري ، قال : سمعت يونس بن عبد الأعلى الصدفي يقول : سمعت الشافعي ، يقول : يا يونس ، الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة ، والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء ، فكن بين المنقبض والمنبسط .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، قال : سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة ، يقول ح : وحدثنا محمد بن جعفر ، ثنا أبو بكر النيسابوري ، قال : سمعت يونس بن عبد الأعلى ، يقول : قال لي الشافعي - رضي الله عنه - : الناس غاية لا تدرك ، وليس لي إلى السلامة من سبيل ، فعليك بما ينفعك فالزمه .

حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد ، ثنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري - بدمشق - ثنا محمد بن هارون بن حسان - بمصر - ثنا أحمد بن يحيى الوزير ، ثنا محمد بن إدريس الشافعي ، قال : قبول السعاية أضر من السعاية ؛ [ ص: 123 ] لأن السعاية دلالة ، والقبول إجازة ، وليس من دل على شيء كمن قبل وأجاز ، والساعي ممقوت إذا كان صادقا لهتكه العورة ، وإضاعته الحرمة ، ومعاقب إن كان كاذبا : لمبارزته الله بقول البهتان ، وشهادة الزور ، وقال : وتنقص رجل محمد بن الحسن عند الشافعي فقال له : مهما تلمظت بمضغة طالما لفظها الكرام .

حدثنا محمد بن إبراهيم الأنصاري ، ثنا محمد بن هارون بن حسان ، ثنا أحمد بن يحيى الوزير ، قال : خرج الشافعي يوما من سوق القناديل متوجها إلى حجرته فتبعناه فإذا رجل يسفه على رجل من أهل العلم ، فالتفت إلينا الشافعي فقال : نزهوا أسماعكم عن استماع الخنا كما تنزهون ألسنتكم عن النطق به ، فإن المستمع شريك القائل ، وإن السفيه ينظر إلى أخبث شيء في وعائه فيحرص أن يفرغه في أوعيتكم ، ولو رددت كلمة السفيه لسعد رادها كما شقي بها قائلها .

سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن مقسم يقول : سمعت أبا الحسن الخلال ، يقول : سمعت الربيع ، يقول : سمعت الشافعي ، يقول : أنفع الذخائر التقوى وأضرها العدوان .

سمعت أحمد بن محمد يقول : سمعت أبا الحسن ، يقول : سمعت الربيع ، يقول : سمعت الشافعي مرارا كثيرة يقول : ليس العلم ما حفظ ، العلم ما نفع .

حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، قال : سمعت أبا بكر النيسابوري ، يقول : سمعت الربيع بن سليمان ، يقول : قال الشافعي : يا ربيع ، رضا الناس غاية لا تدرك ، فعليك بما يصلحك فالزمه ، فإنه لا سبيل إلى رضاهم . واعلم أن من تعلم القرآن جل في عيون الناس ، ومن تعلم الحديث قويت حجته ، ومن تعلم النحو هيب ، ومن تعلم العربية رق طبعه ، ومن تعلم الحساب جل رأيه ، ومن تعلم الفقه نبل قدره ، ومن لم يضر نفسه لم ينفعه علمه ، وملاك ذلك كله التقوى .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن المعافى بن حنظلة ، ثنا الربيع بن سليمان ، قال : سمعت الشافعي ، يقول : اللبيب العاقل هو الفطن المتغافل .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت المفضل بن محمد الجندي ، يقول : ثنا [ ص: 124 ] أبو الوليد الجارودي ، قال : سمعت الشافعي ، يقول : لو علمت أن الماء البارد ينقص من مروءتي ما شربته .

حدثنا أبو عمرو العثماني ، حدثني أحمد بن جعفر بن محمد ، ثنا أبو أحمد عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل الأصبهاني ، ثنا علي بن صالح الهمداني ، ثنا عبيد الأنماطي ، قال : سمعت المزني يقول : دخلت على الشافعي وقد لزم الوحدة ، فقلت : يا أبا عبد الله لو خرجت إلى الناس فتبث فيهم علمك لانتفعوا ، فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال : تأمرني بأنس لبقاء عزك بوحدتك ، ولا تأنس إلى من تخلق عنده بكثرة مجالستك ، فإن مؤونة الصبر عندي أحسن من مؤونة البذل على الطاعة ، ولا تسع في حظ لك في حاجة لا تحب سترا يقيك من الشنعة .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت أبا بكر بن صبيح ، يحكي عن يونس ، قال : قال الشافعي : طبع فؤادي على اللوم ، فمن شأنه التقرب لمن يبعد منه ، والتباعد ممن يقرب منه .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن الحسن اللواز ، ثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : سمعت الشافعي ، يقول : اصطنع رجل إلى رجل من العرب صنيعة فوقعت منه ، فقال له : أجرك الله من غير أن يبتليك ، فقال : هو من أحد الناس عقلا .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، ثنا أبو حاتم ، ثنا حرملة ، قال : سمعت الشافعي يقول : كل ما قلت لكم فلم تشهد عليه عقولكم وتقبله وتراه حقا فلا تقبلوه فإن العقول مضطرة إلى قبول الحق .

حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حمدان ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، حدثني أبو محمد البستي السجستاني - فيما كتب إلينا - قال : قال الحسين : قال لنا الشافعي : إن أصبتم الحجة في الطريق مطروحة فاحكوها عني فإني قائل بها .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثني صالح بن محمد ، قال : سمعت أبا محمد ابن بنت الشافعي ، يقول : سألت أبي فقلت : يا أبت أي العلم أطلب ؟ فقال : يا بني أما الشعر فيضع الرفيع ويرفع الخسيس ، وأما النحو فإذا بلغ الغاية صار [ ص: 125 ] مؤدبا ، وأما الفرائض فإذا بلغ صاحبها فيها غاية صار معلم حساب ، وأما الحديث فتأتي بركته وخيره عند فناء العمر ، وأما الفقه فللشاب وللشيخ ، وهو سيد العلم .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، ثنا أبو حاتم ، ثنا حرملة ، قال : سمعت الشافعي ، يقول في حديث عائشة : " واشترطي لهم الولاء " . معناه : اشترطي عليهم الولاء ، قال الله تعالى ( أولئك لهم اللعنة ) بمعنى عليهم .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا عبد الرحمن بن داود ، ثنا ابن روح ، قال : سمعت المزني ، يقول : سمعت الشافعي يقول : ليس من قوم لا يخرجون نساءهم إلى رجال غيرهم إلا جاء أولادهم حمقى .

حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن حمدان ، ثنا ابن أبي حاتم ، حدثني أبي ، ثنا حرملة ، قال : سمعت الشافعي ، يقول : بذل كلامنا صون كلام غيرنا . قال أبو محمد : يعني : بذله لكلامه في الحلال والحرام ، والرد على من خالف السنة صون لكلام أشكاله أدناهم هذه المدونة .

حدثنا عبد الرحمن ، ثنا أبو محمد ، قال في كتابي عن الربيع ، قال : سمعت الشافعي يقول - وذكر من يحمل العلم جزافا - قال : هذا مثل حاطب أقبل يقطع حزمة حطب فيحملها ، ولعل فيها أفعى فتلدغه وهو لا يدري . قال الربيع يعني الذين لا يسألون عن الحجة من أين ؟ يكتب العلم ، وهو لا يدري على غير فهم ، فيكتب عن الكذاب وعن الصدوق وعن المبتدع وغيره ، فيحمل عن الكذاب والمبتدع الأباطيل ، فيصير ذلك نقصا لإيمانه ، وهو لا يدري .

حدثنا عبد الرحمن ، ثنا أبو محمد ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : قال الشافعي : معنى حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : " حدثوا عن بني إسرائيل ، ولا حرج " أي لا بأس أن تحدثوا عنهم بما سمعتم وإن استحال أن يكون في هذه الأمة مثل ما روي أن ثيابهم تطول ، والنار التي تنزل من السماء فتأكل القربان . ليس أن يحدث عنهم بالكذب ، وما لا يروى .

حدثنا عبد الرحمن ، ثنا أبو محمد ، ثنا أحمد بن عثمان النحوي ، قال : سمعت أبا محمد - قريب الشافعي - قال : سمعت إبراهيم بن محمد الشافعي يقول : حبس [ ص: 126 ] الشافعي مع قوم من الشيعة بسبب التشيع ، فوجه إلي يوما فقال : ادع فلانا المعبر . فدعوته له فقال : رأيت البارحة كأني مصلوب على قناة مع علي بن أبي طالب ، فقال : إن صدقت رؤياك شهرت وذكرت ، وانتشر أمرك ، ثم حمل إلى الرشيد معهم ، فكلمه ببعض ما جلبه به فخلى عنه .

حدثنا عبد الرحمن ، ثنا أبو محمد ، ثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : قال الشافعي : ما اشتد علي فوت أحد من العلماء مثل فوت ابن أبي ذيب والليث بن سعد .

حدثنا عبد الرحمن ، ثنا أبو محمد ، أخبرني أبو محمد، قريب الشافعي - فيما كتب إلي - قال : عاتب محمد بن إدريس الشافعي ابنه عثمان ، فقال فيما قال له ووعظه به : يا بني ، والله لو علمت أن الماء البارد يثلم من ديني شيئا ما شربته إلا حارا .

حدثنا عبد الرحمن ، ثنا أبو محمد ، أخبرنا أبو محمد، قريب الشافعي - فيما كتب إلي - قال : حدثتني أمي ، قالت : كانت له هنة فوضعت يدها على فم الصبي وخرجت مبادرة ، وكان الباب بعيدا ، فلم تبلغ الباب حتى اضطرب الصبي ، قالت : فلما استيقظ الشافعي قالت له أم عثمان ويحك يا ابن إدريس - وهو يمدح نفسه - كدت تقتل اليوم نفسا ، فاحمار وانتفخ وجعل يقول لها : وكيف ذاك ؟ فأخبرته الخبر ، فحلف أن لا يقيل مدة طويلة إلا والرحا عند رأسه تطحن . فكان إذا أراد أن يقيل جئنا بالرحا حتى تطحن عند رأسه .

أخبرنا أبو عبد الرحمن بن محمد بن حمدان ، ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ثنا أبو محمد البستي - فيما كتب إلي - قال : قال الحارث بن سريج : أراد الشافعي الخروج إلى مكة فاحترق دكان القصار والثياب ، فجاء القصار ومعه قوم يتحمل بهم على الشافعي في تأخيره ليدفع إليه قيمة الثياب ، فقال له الشافعي : قد اختلف أهل العلم في تضمين القصار ، ولم أتبين أن الضمان يجب ، فلست أضمنك شيئا ، وقال الحارث بن سريج : دخلت مع الشافعي على خادم الرشيد وهو في بيت قد فرش بالديباج ، فلما وضع الشافعي رجله على العتبة أبصر الديباج ، فرجع ولم يدخل فقال له الخادم : ادخل . فقال : لا يحل افتراش هذا . فقام الخادم متمشيا حتى دخل بيتا قد فرش بالأرميني ، ثم دخل الشافعي ، فأقبل عليه ، وقال [ ص: 127 ] هذا حلال ، وذاك حرام ، وهذا أحسن من ذاك ، وأكثر ثمنا منه . فتبسم الخادم ، وسكت ، قال : وحدثني أبو ثور قال : أراد الشافعي الخروج إلى مكة ، ومعه مال فقلت له - وقلما كان يمسك الشيء من سماحته - : ينبغي أن تشتري بهذا المال ضيعة تكون لولدك من بعدك . فخرج ثم قدم علينا فسألته عن ذلك المال ما فعل به ؟ فقال : ما وجدت بمكة ضيعة يمكنني أن أشتريها لمعرفتي بأهلها ، أكثرها قد رفعت علي . ولكن قد بنيت بمكة بيتا يكون لأصحابنا ينزلون فيه إذا حجوا .

حدثنا عبد الرحمن ، ثنا أبو محمد بن أبي حاتم ، ثنا الربيع ، قال : قال الشافعي : ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة أطرحها . قال أبو محمد : يعني فطرحتها لأن الشبع يثقل البدن ويقسي القلب ويزيل الفطنة ويجلب النوم ، ويضعف صاحبه عن العبادة .

حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، ثنا عبد الله بن جامع ، قال : سمعت الربيع يقول : سمعت الشافعي ، يقول : ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا أكلة أكلتها فأتقاياها .

حدثنا أبو الحسن بن مقسم ، قال : سمعت أبا بكر بن سيف ، يقول : سمعت المزني ، يقول : سمعت الشافعي يقول : وسئل عمن يرى في الحمام مكشوفا أتقبل شهادته ؟ فقال : لا .

حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، قال : سمعت محمد بن يعقوب ، يقول : سمعت الربيع بن سليمان ، يقول : سمعت الشافعي ، يقول : لا يحل لأحد أن يكتني بأبي القاسم ، كان اسمه محمدا أو غيره .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت يونس بن محمد بن موسى المروزي يقول : سمعت عمر بن الربيع ، يقول عن عمر بن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن أبيه ، قال : سمعت محمد بن إدريس الشافعي ، يقول : بينما أنا أدور في طلب العلم ودخلت اليمن ، فقيل لي : إن بها امرأة من وسطها إلى أسفل بدن امرأة ، ومن وسطها إلى فوق بدنان متفرقان بأربعة أيد ورأسين ووجهين ، فلعهدي بهما وهما يتقاتلان ويتلاطمان ويصطلحان ويأكلان ويشربان . ثم إني نزلت عنها ، [ ص: 128 ] وخرجت من ذلك البلد فأقمت برهة من الزمن - أحسبه قال سنتين - ثم عدت إلى ذلك البلد فسألت عن ذلك الشخص ، فقيل لي : أحسن الله عزاءك في الجسد الواحد . فقلت : ما كان من شأنه ؟ قال : إنه توفي الجسد الواحد فعمد إليه فربط من أسفله بحبل وثيق وترك حتى ذبل فقطع ودفن . قال الشافعي : فلعهدي بالجسد الواحد في السوق ذاهبا وجائيا - نحو هذه الألفاظ - قال : وسمعت الشافعي ، يقول : كنت باليمن ، فرأيت أعماوين يتقاتلان وأبكم يصلح بينهما .

حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر ، ثنا زكريا بن يحيى الساجي ، ثنا الربيع بن سليمان ، قال : سمعت الشافعي ، يقول : ما حلفت بالله لا صادقا ولا كاذبا قط .

حدثنا محمد بن مهدي ، ثنا علي بن محمد بن أبان ، حدثني يحيى بن زكريا الساجي النيسابوري - بمصر - قال : سمعت أبا سعيد الفريابي ، يقول : سمعت محمد بن يزيد النحوي ، يقول : سمعت يحيى بن هشام النحوي ، يقول : طالت مجالستنا لمحمد بن إدريس الشافعي فما سمعت منه لحنة قط ، ولا كلمة غيرها أحسن منها .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد العزيز بن أبي رجاء أبو النجم ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : قال الحارث بن مسكين : لقد أحببت الشافعي وقرب من قلبي لما بلغني أنه كان يقول : الكفاءة في الدين لا في النسب ، لو كانت الكفاءة في النسب لم يكن أحد من الخلق كفؤا لفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا لبنات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد زوج ابنتيه من عثمان وزوج أبا العاص بن الربيع .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول ، ثنا الربيع ، قال : سئل الشافعي عن مولى أراد أن يتزوج عربية ، فقال الشافعي : أنا عربي لا تسألوني عن هذا .

حدثنا محمد بن المظفر ، حدثنا جعفر بن أحمد بن عبد السلام الأنطاكي ، ثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : قال لي محمد بن إدريس الشافعي : إذا وجدت مقدمي أهل المدينة على شيء فلا يدخل قلبك شك أنه حق .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا عبد العزيز بن أحمد بن أبي رجاء ، قال : سمعت [ ص: 129 ] الربيع ، يقول : سمعت الشافعي ، يقول : ما نقص من إيمان السودان إلا لضعف عقولهم : ولولا ذلك لكان لونا من الألوان من الناس من يشتهيه ويفضله على غيره .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن عبد الله النسائي ، ثنا الربيع ، قال : سأل رجل الشافعي عن سنه ، فقال : ليس من المروءة أن يخبر الرجل بسنه ، سأل رجل مالكا عن سنه فقال : أقبل على شأنك .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن عبد الله مكحول ، ثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : سمعت الشافعي ، يقول : سئل عمر بن عبد العزيز عن قتلى صفين فقال : دماء طهر الله يدي منها ، لا أحب أن ألطخ لساني بها .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن يحيى بن آدم ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : سمعت الشافعي ، يقول : كان ابن أبي يحيى عنينا ، فجاءنا ذات يوم ، فقال : اطلبوا لي فأسا جديدا لم يدخل هراوته فيه ، فقلنا له : ما تصنع به ؟ قال : قيل لي : إن بلت فيه نشطت للنساء .

حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن يحيى بن آدم ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : قال الشافعي لرجل : أظنك أحمق . قال الرجل : إن أحمق ما يكون الشيخ إذا أعجب بعلمه .

حدثنا محمد ، ثنا محمد ، قال : قال الشافعي : قال رجل للشعبي : عندي مسائل شداد خبأتها لك . فقال : أخبئها لأخيك الشيطان .

حدثنا محمد بن يوسف بن عبد الأحد ، قال : سمعت يونس بن عبد الأعلى ، يقول : لو احتج الشافعي على هذا العمود لقصمه . وكان الشافعي يصنع كتابا من غدوة إلى الظهر من حفظه من غير أن يكون في يده أصل .

حدثنا محمد بن أحمد بن سهل النسائي ، ثنا الربيع ، قال : سمعت الشافعي ، يقول : وقف أعرابي على قوم ، فقال : إني - رحمكم الله - من أبناء السبيل ، وأيضا من سفر ، رحم الله امرأ أعطى من سعة ، وواسى من كفاف ، فأعطاه رجل درهما ، فقال له : آجرك الله من غير أن يسألك .

حدثنا محمد ، قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن عمر الخطيب قال : سمعت أبا [ ص: 130 ] عبد الله العمري يقول : سمعت الربيع يقول : قال الشافعي : عليك بالزهد ، فالزهد على الزاهد أحسن من الحلي على الشاهد .

التالي السابق


الخدمات العلمية