صفحة جزء
ذكر جلالته عند العلماء ونبالته عند المحدثين والفقهاء .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني محمد بن عبد الملك بن زنجويه ، قال : رأيت يزيد بن هارون يصلي فجاء إليه أبو عبد الله أحمد بن حنبل فلما سلم يزيد من الصلاة التفت إلى

أحمد بن حنبل فقال : يا أبا عبد الله ما تقول في العارية ؟ قال : مؤداة . فقال له يزيد : أخبرنا حجاج ، عن الحكم ، قال : ليست بمضمونة . فقال له أحمد بن حنبل : " قد استعار النبي صلى الله عليه وسلم من صفوان بن أمية أدرعا فقال له عارية مؤداة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : العارية مؤداة " . فسكت يزيد ، وصار إلى قول أحمد بن حنبل .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا موسى بن هارون ، ثنا نوح بن حبيب [ ص: 164 ] النرسي ، قال : رأيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل في مسجد الخيف في سنة ثمان وتسعين ومائة مستندا إلى المنارة وجاءه أصحاب الحديث ، وهو مستند فجعل يعلمهم الفقه والحديث ويفتي لنا في المناسك .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن محمد القاضي ، قال : سمعت أبا داود السجستاني يقول : لقيت مائتين من مشايخ العلم ، فما رأيت مثل أحمد بن حنبل ; لم يكن يخوض في شيء مما يخوض فيه الناس من أمر الدنيا ، فإذا ذكر العلم تكلم .

حدثنا الحسين ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، ثنا أحمد بن سنان القطان ، عن عبد الرحمن بن مهدي ، أنه رأى أحمد بن حنبل أقبل إلينا ، وقام إليه ومن عنده فقال : هذا أعلم الناس بحديث سفيان الثوري .

حدثنا محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن إسماعيل بن أحمد ، ثنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي : جاء إنسان إلى باب ابن علية ومعه كتب هشيم فجعل يلقيها علي ، وأنا أقول : هذا إسناده كذا . فجاءه المعيطي ، وكان يحفظ ، فقلت له : أجبه فيها ، فسها ، وقال : إني لم أعرف من حديثه ما لم أسمع .

وقال أبي : وكتبت عن هشيم سنة سبع وسبعين ولم أعقل بعض سماعي ولزمته سنة ثمانين ، وإحدى وثمانين وثنتين وثلاث ، ومات في سنة ثلاث وثمانين كتبنا عنه كتاب الحج نحوا من ألف حديث ، وبعض التفسير وكتاب القضاء ، وكتبا صغارا . قال : قلت : يكون ثلاثة آلاف حديث ؟ قال : أكثر .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا إسحاق بن أحمد ، قال : سمعت أبا زرعة يقول : ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العلم ، وما قام أحد مثل ما قام أحمد به .

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ، قال : سمعت أبا زرعة يقول : ما رأت عيناي مثل أحمد بن حنبل .

قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : حفظت كل شيء سمعته من هشيم ، وهشيم حي قبل موته .

[ ص: 165 ]

حدثنا الحسين بن محمد ، ثنا محمد بن أبي حاتم ، ثنا الحسن بن الحسين الرازي ، قال : سمعت علي بن المديني يقول : ليس في أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله أحمد بن حنبل إنه لا يحدث إلا من كتابه ، ولنا فيه أسوة حسنة .

حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن محمد القابني قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا قريش يقول : حكيت عن علي بن المديني ، أنه قال : ليس في أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله فذكر مثله .

سمعت محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : ما رأيت أبي حدث من حفظه من غير كتاب إلا بأقل من مائة حديث .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا الحسين بن محمد بن حاتم بن عبيد ، ثنا مهنا بن يحيى الشامي قال : ما رأيت أحدا أجمع لكل خير من أحمد بن حنبل ، ورأيت سفيان بن عيينة ووكيعا وعبد الرزاق وبقية بن الوليد وضمرة بن ربيعة وكثيرا من العلماء فما رأيت مثل أحمد بن حنبل في علمه وفقهه وزهده وورعه .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن أحمد بن البراء ، قال : سمعت علي بن المديني يقول : أحمد بن حنبل سيدنا .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن علي بن شبيب السمسار ، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، قال : قال لي يحيى بن سعيد القطان : ما قدم علي مثل هذين الرجلين أحمد بن حنبل ويحيى بن معين .

حدثنا أبي رحمه الله ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد الرحمن بن أحمد يقول : حضر قوم من أصحاب الحديث في مجلس أبي عاصم الضحاك بن مخلد ، فقال لهم : ألا تتفقهون ، وليس فيكم فقيه ؟ وجعل يذمهم فقالوا : فينا رجل . فقال : من هو ؟ فقلنا : الساعة يجيء فلما جاء أبي قالوا : قد جاء فنظر إليه فقال له : تقدم . فقال : أكره أن أتخطى الناس . فقال أبو عاصم : هذا من فقهه ، وأخذه ، فقال : وسعوا له ، فوسعوا ، فدخل ، فأجلسه بين يديه ، فألقى [ ص: 166 ] إليه مسألة ، فأجاب ، وألقى ثانية ، فأجاب ، وثالثة ، فأجاب ومسائل فأجاب . فقال أبو عاصم : هذا من دواب البحر .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن جعفر بن سفيان الرقي ، ثنا أبو الحسن ، عن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني ، قال : قال أبو عبيد القاسم بن سلام : جالست أبا يوسف القاضي ، ومحمد بن الحسن وأكثر علي ، وقال : ويحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، فما هبت أحدا في مسألة ما هبت أبا عبد الله أحمد بن حنبل .

حدثنا محمد بن الفتح ، وعمر بن أحمد ، قالا : سمعنا عبد الله بن محمد بن زياد يقول : سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول : سعيد بن المسيب في زمانه ، وسفيان الثوري في زمانه وأحمد بن حنبل في زمانه .

حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سلم القابني قال : سمعت عبد الله بن أحمد الزوزني يقول : سمعت محمد بن الفضل بن العباس البلخي يقول : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : لو أدرك أحمد بن حنبل عصر الثوري ومالك والأوزاعي والليث بن سعد لكان هو المقدم .

حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ، ثنا عبد الله بن محمد بن زياد ، ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحسين ، قال : سمعت سعيد بن الخليل الخراز يقول : لو كان أحمد بن حنبل في بني إسرائيل لكان آية .

حدثنا أبي والحسين بن محمد ، قالا : ثنا أحمد بن محمد بن أبان ، ثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الصوفي قال : قال لي رجل من أهل العلم - وكان حبرا فاضلا يكنى بأبي جعفر في العشية التي دفنا فيها أبا عبد الله - : تدري من دفنا اليوم . قلت : من ؟ قال : سادس خمسة . قلت : من ؟ قال : أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وعمر بن عبد العزيز ، وأحمد بن حنبل ، قال أبو العباس : فاستحسنت ذلك منه ، وعنى بذلك أن كل واحد في زمانه .

التالي السابق


الخدمات العلمية