صفحة جزء


قال الشيخ الحافظ أبو نعيم رحمة الله تعالى عليه : وكان رحمه الله عالما زاهدا وعاملا عابدا . وقد قيل : إن التصوف الزهد على العالم العابد كالحلي على العاتق الناهد .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا الحسين بن محمد بن عبيد ، حدثني مهنا بن يحيى الشامي ، قال : ما رأيت أحدا أجمع لكل خير من أحمد بن حنبل ، وقد رأيت سفيان بن عيينة ووكيعا ، وعدد من العلماء ، فما رأيت مثل أحمد في علمه وفقهه وزهده وورعه .

حدثنا سليمان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال حدثني أحمد بن محمد بن بلال ، قال : سمعت علي بن المديني يقول : دخلت منزل أحمد بن حنبل ، فما بيته إلا بما وصف به بيت سويد بن غفلة من زهده وتواضعه .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا موسى بن هارون ، قال : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : لما خرج أحمد بن حنبل إلى عبد الرزاق انقطعت به النفقة ، فأكرى نفسه من بعض الحمالين إلى أن وافى صنعاء وقد كان أصحابه عرضوا عليه المواساة فلم يقبل من أحد شيئا .

حدثنا سليمان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال كتب إلي أبو نصر الفتح بن شخرف الخراساني - بخط يده - أنه سمع عبد بن حميد يقول : سمعت عبد الرزاق يقول : قدم علينا أحمد بن حنبل هاهنا فقام سنتين إلا شيئا ، فقلت له : يا أبا عبد الله خذ هذا الشيء فانتفع به ، فإن أرضنا ليست بأرض [ ص: 175 ] متجر ولا مكسب ، وأرانا عبد الرزاق كفه ، ومدها فيها دنانير . قال أحمد : أنا بخير ، ولم يقبل مني .

حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن محمد القابني قال : سمعت أبا عبد الله الحسين بن محمد الجنابذي ، قال : سمعت عبد الرحمن بن محمد بن إدريس يقول : سمعت أحمد بن سليمان الواسطي يقول : بلغني أن أحمد بن حنبل ، رهن نعله عند خباز على طعام أخذه منه عند خروجه من اليمن ، وأكرى نفسه من ناس من الحمالين عند خروجه ، وعرض عليه عبد الرزاق دراهم صالحة فلم يقبلها منه .

حدثنا سليمان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حج أبي خمس حجج ماشيا واثنتين راكبا وأنفق في بعض حجاته عشرين درهما .

حدثنا سليمان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : رأيت أبي ذاهبا في قطيعة الربيع ، فقلنا لإنسان : اتبعه ، وانظر أين يذهب ، فقال : جاء إلى حتك المروزي - شيخ كان عندنا - فما كان إلا ساعة حتى خرج ، فقلت لحتك بعدما خرج : في أي شيء جاءك أبو عبد الله ؟ قال : هو لي صديق ، وبيني وبينه أنس ، وكأنه تلكأ أن يخبرنا بعد ذلك ، فألححنا عليه ، فقال : كان استقرض مني مائتي درهم أو ثلاثمائة درهم فجاءني بها فقلت : يا أبا عبد الله ما دفعتها وأنا أنوي أن آخذها منك فقال : وأنا ما أخذتها إلا وأنا أنوي أن أردها عليك .

حدثنا سليمان ، ثنا محمد بن موسى بن حماد اليزيدي ، قال : حمل إلى الحسن بن عبد العزيز الجروي ميراثه من مصر مائة ألف دينار ، فحمل إلى أحمد بن حنبل ثلاثة أكياس في كل كيس ألف دينار ، فقال : يا أبا عبد الله ، هذه من ميراث حلال ، فخذها ، واستعن بها على عيلتك قال : لا حاجة لي بها أنا في كفاية ، فردها ولم يقبل منها شيئا .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، حدثني أبو بكر بن حمدان النيسابوري ، ثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل ، قال : خرج أبي وأحمد بن حنبل في البحر في طلب العلم فكسر بهما المركب ، فوقعا في جزيرة قفراء على صخرة معنونة عليها مكتوب : غدا يتبين الغني والفقير إذا انصرف المنصرفون من [ ص: 176 ] بين يدي الله تعالى ; إما إلى جنة وإما إلى نار .

حدثنا الحسين بن محمد التستري يقول : كان غلام من الصيرفة يختلف إلى أحمد بن حنبل فناوله يوما درهمين فقال : اشتر بهما كاغدا . فخرج الغلام واشترى له ، وجعل في جوف الكاغد خمسمائة دينار ، وشده وأوصله إلى بيت أحمد ، فسأل ، وقال : حمل إلينا من البياض ؟ فقالوا : بلى ، فوضع بين يديه ، فلما أن فتحه تناثرت الدنانير ، فردها في مكانها ، وسأل عن الغلام حتى دل عليه ، فوضعه بين يديه ، فتبعه الفتى ، وهو يقول : الكاغد اشتريته بدراهمك ، خذه . فأبى أن يأخذ الكاغد أيضا .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا أبو جعفر بن دريج العكبري ، قال : طلبت أحمد بن محمد بن حنبل في سنة ست وثلاثين ومائتين لأسأله عن مسألة ، فسألت عنه ، فقالوا : خرج يصلي خارجا ، فجلست له على باب الدرب حتى جاء ، فقمت فسلمت عليه فرد علي السلام ، وكان شيخا مخضوبا طوالا أسمر شديد السمرة فدخل الزقاق ، وأنا معه أماشيه خطوة بخطوة فلما بلغنا آخر الدرب إذا باب يفرج فدخله وصار ينظر خلفه ، وقال : اذهب عافاك الله فتثبت عليه فقال : اذهب عافاك الله . قال : فالتفت فإذا مسجد على الباب ، وشيخ مخضوب قائم يصلي بالناس فجلست حتى سلم الإمام فخرج رجل ، فسألته عن أحمد بن حنبل ، وعن تخلفه عن صلاته ، فقال : ادعي عليه عند السلطان أن عنده علويا فجاء محمد بن نصر ، فأحاط بالمحلة ، ففتشت فلم يوجد شيء مما ذكر فأحجم من كلام العامة . فقلت : من هذا الشيخ ؟ قال : عمه إسحاق . قلت : فما له لا يصلي خلفه . فقال ليس يكلم ذا ولا ابنيه ; لأنهم أخذوا جائزة السلطان .

حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا محمد بن أحمد بن الحبر المروزي ، قال : سمعت إبراهيم بن متة السمرقندي يقول : سألت أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن عن أحمد بن حنبل ، قلت : هو إمام ؟ قال : إي والله ، وكما يكون الإمام ، إن أحمد أخذ بقلوب الناس ، إن أحمد صبر على الفقر سبعين سنة .

[ ص: 177 ] حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي قال : عرض علي يزيد بن هارون خمسمائة درهم ، أو أكثر أو أقل ، فلم أقبل منه ، وأعطى يحيى بن معين وأبا مسلم المستملي فأخذا منه .

حدثنا الحسن بن محمد ، ثنا عمر بن الحسن القاضي ، ثنا محمد بن حاتم ، قال : قال حمدان بن سنان الواسطي : قدم علينا أحمد بن حنبل ، ومعه جماعة قال : فنفدت نفقاتهم فأخذوا . قال : وجاء أحمد بن حنبل بفروة فقال : قل لمن يبيع هذه ويجيئني بثمنها فأتسع به ، قال : فأخذت صرة دراهم ، فمضيت بها إليه ، فردها قال فقالت امرأتي : هذا رجل صالح ، لعله لم يرضها فأضعفها . قال : فأضعفتها ، فلم يقبل ، فأخذ الفروة مني وخرج .

حدثنا الحسين بن محمد ، قال : سمعت شاكر بن جعفر يقول : سمعت أحمد بن محمد التستري يقول : ذكروا أنه مر عليه - يعني أحمد بن حنبل - ثلاثة أيام ما كان طعم فيها ، فبعث إلى صديق له فاستقرض شيئا من الدقيق ، فعرفوا في البيت شدة حاجته إلى الطعام فخبزوا بالعجلة ، فلما وضع بين يديه قال : كيف عملتم ؟ خبزتم بسرعة هذا ؟ فقيل له : كان التنور في دار صالح - ابنه - مسجرا وخبزنا بالعجلة . فقال : ارفعوا ، ولم يأكل فأمر بسد بابه إلى دار صالح .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني علي بن الجهم بن بدر ، قال : كان لنا جار فأخرج إلينا كتابا ، فقال : أتعرفون هذا الخط قلنا : نعم هذا خط أحمد بن حنبل . فقلنا له : كيف كتب ذلك ؟ قال : كنا بمكة مقيمين عند سفيان بن عيينة فقصدنا أحمد بن حنبل أياما ، فلم نره ، ثم جئنا إليه لنسأل عنه ، فقال لنا أهل الدار التي هو فيها . هو في ذلك البيت ، فجئنا إليه ، والباب مردود عليه ، وإذا عليه خلقان . فقلنا له : يا أبا عبد الله ما خبرك ؟ لم نرك منذ أيام ؟ فقال : سرقت ثيابي فقلت له : معي دنانير فإن شئت خذ قرضا وإن شئت صلة . فأبى أن يفعل فقلت : تكتب لي بأخذه ؟ قال : نعم ، فأخرجت دينارا ، فأبى أن يأخذه ، وقال : اشتر لي ثوبا ، واقطعه بنصفين فأومى أنه يأتزر بنصف ويرتدي بالنصف الآخر . وقال : [ ص: 178 ] جئني ببقيته ، ففعلت وجئت بورق وكاغد ، فكتب لي فهذا خطه .

حدثنا محمد بن جعفر بن يوسف ، ثنا محمد بن إسماعيل بن أحمد ، ثنا صالح بن أحمد بن حنبل ، قال : دخلت على أبي في أيام الواثق - والله يعلم في أي حالة نحن - وقد خرج لصلاة العصر ، وقد كان له لبد يجلس عليها ، قد أتت عليه سنون كثيرة حتى قد بلي ، فإذا تحته كتاب كاغد ، وإذا فيه : بلغني يا أبا عبد الله ما أنت فيه من الضيق ، وما عليك من الدين ، وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم على يدي فلان لتقضي بها دينك وتوسع بها على عيالك ، وما هي من صدقة ، ولا زكاة ، وإنما هو شيء ورثته من أبي . فقرأت الكتاب ، ووضعته فلما دخل قلت : يا أبت ما هذا الكتاب . فاحمر وجهه ، وقال : رفعته منك ، ثم قال : تذهب بجوابه ، فكتب إلى الرجل : وصل كتابك إلي ، ونحن في عافية ، فأما الدين فإنه لرجل لا يرهقنا ، وأما عيالنا فهم في نعمة والحمد لله . فذهبت بالكتاب إلى الرجل الذي كان أوصل كتاب الرجل ، فقال : ويحك لو أن أبا عبد الله قبل هذا الشيء ورمى به مثلا في الدجلة كان مأجورا ; لأن هذا رجل لا يعرف له معروف ، فلما كان بعد حين ، ورد كتاب الرجل بمثل ذلك ، فرد عليه الجواب بمثل ما رد ، فلما مضت سنة أو أقل أو أكثر ذكرناها ، فقال : لو كنا قبلناها كانت قد ذهبت .

حدثنا محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا صالح بن أحمد ، قال : شهدت ابن الجروي - أخا الحسن - وقد جاءه بعد المغرب فقال : أنا رجل مشهور وقد أتيتك في هذا الوقت وعندي شيء قد أعددته لك ، فأحب أن تقبله ، وهو ميراث . فلم يقبل ، فلم يزل به . فلما أكثر عليه قام ودخل . قال صالح : فأخبرت عن الحسن ، قال : قال لي أخي : لما رأيته كلما ألححت عليه ازداد بعدا قلت : أخبره كم هي ، قلت : يا أبا عبد الله هي ثلاثة آلاف دينار فقام وتركني .

قال صالح : وقال لي يوما : أنا إذا لم يكن عندي قطعة أفرح .

حدثنا علي بن أحمد بن أحمد ، والحسين بن محمد ، قالا : ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا صالح بن أحمد بن حنبل ، قال : قال بوران أبو محمد لأبي : عندي حق أبعث به [ ص: 179 ] إليك . فسكت ، فلما عاد إليه أبو محمد قال : يا أبا محمد ، لا تبعث بالحق ، فقد شغل قلبي علي .

قال صالح : ووجه رجل من الصين إلى جماعة المحدثين فيهم يحيى وغيره ووجه بقمطر إلى أبي فردها .

قال صالح ، قال أبي : جاءني ابن يحيى ، وما خرج من خراسان بعد ابن المبارك رجل يشبه يحيى بن يحيى فجاءني ابنه ، فقال : إن أبي أوصى بمنطقة له لك وقال : تذكرني بها . فقلت : جئني بها ، فجاء برزمة ثياب فقال : اذهب رحمك الله ، فقلت لأبي : بلغني أن أحمد الدورقي أعطى ألف دينار . فقال : يا بني ورزق ربك خير وأبقى وذكر عنده يوما رجل فقال : يا بني الفائز من فاز غدا ، ولم يكن لأحد عنده تبعة . وذكرت له ابن أبي رسته ، وعبد الأعلى النرسي ، ومن قدم به إلى العسكر من المحدثين ، فقال : إنما كانت أيام قلائل ثم تلاحقوا ، وما تحلوا منها بكثير شيء .

حدثنا أبي ، والحسين بن محمد ، قالا : ثنا أحمد بن عمر ، قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يوما ما ذاق إلا مقدار ربع سويق كل ليلة كان يشرب شربة ماء . وفي كل ثلاث ليال يستف حفنة من السويق فرجع إلى البيت ولم ترجع إليه نفسه إلا بعد ستة أشهر ، ورأيت موقيه دخلتا في حدقتيه .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد قال : حدثني أبو حفص عمر بن صالح الطرسوسي قال : وقع من يد أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل مقراض في البئر ، فجاء ساكن له فأخرجه ، فلما أن أخرجه ناوله أبو عبد الله مقدار نصف درهم أو أقل أو أكثر ، فقال : المقراض يسوي قيراطا ، لا آخذ شيئا . فخرج فلما كان بعد أيام قال له : كم عليك من كراء الحانوت ؟ قال : كراء ثلاثة أشهر ، وكراؤه في كل شهر ثلاثة دراهم ، فضرب على حسابه وقال : أنت في حل .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد ، قال : أملى علي عبد الله بن أحمد بن حفصة قال : نزلنا بمكة دارا ، وكان فيها شيخ يكنى بأبي بكر بن سماعة ، وكان من أهل مكة ، قال : نزل علينا أبو عبد الله في هذه الدار ، وأنا غلام ، فقال : فقالت لي أمي : [ ص: 180 ] الزم هذا الرجل فاخدمه ، فإنه رجل صالح . فكنت أخدمه ، وكان يخرج يطلب الحديث ، فسرق متاعه وقماشه فجاء ، فقالت له أمي : دخل عليك السراق ، فسرقوا قماشك ، فقال : ما فعلت بالألواح ؟ فقالت له أمي : في الطاق . وما سأل عن شيء غيرها .

حدثنا أبي ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا عبد الرحمن يقول : سمعت القاضي إسماعيل بن إسحاق يقول : سمعت نصر بن علي يقول : أحمد بن حنبل أمره بالآخرة كان أفضل ; لأنه أتته الدنيا فدفعها عنه .

أخبرني جعفر بن محمد بن نصير الخلدي - في كتابه - قال : حدثني أبو حامد قرابة أسد المعلم قال : قال إبراهيم بن هانئ : اختفى عندي أحمد بن حنبل ثلاثة أيام ثم قال : اطلب لي موضعا حتى أتحول إليه . قلت : لا آمن عليك يا أبا عبد الله قال : إذا فعلت أفدتك ، فطلبت له موضعا ، فلما خرج قال لي : اختفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام ، ثم تحول ، وليس ينبغي أن نتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرخاء ونتركه في الشدة . قال أبو حامد : فحدثت به عبد الله ، وصالحا ، ابني أحمد فقالا : لم نسمع بهذه الحكاية ، وحدثت بها إسحاق بن إبراهيم بن هانئ فقال : ما حدثني أبي بها .

سمعت ظفر بن أحمد يقول : ثنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفراييني قال : سمعت محمد بن هشام بن سعد يقول : أخبرني الفتح بن الحجاج ، أو غيره ، قال : بعث أمير المؤمنين عشرين حارزا ليحرزوا كم صلى على أحمد بن حنبل فحرزوا ألف ألف وثلاثمائة ألف سوى ما كان في السفر .

سمعت ظفر بن أحمد يقول : حدثني الحسن بن علي قال : حدثني أحمد الوراق ، ثنا عبد الرحمن بن محمد ، حدثني محمد بن عباس الشكتي ، قال : سمعت الوركاني يقول : أسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرة آلاف من اليهود والنصارى والمجوس ، قال : وسمعت الوركاني يقول : يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف من الناس ، المسلمين ، واليهود ، والنصارى ، والمجوس .

التالي السابق


الخدمات العلمية