صفحة جزء
453 - القاسم بن عثمان

قال الشيخ أبو نعيم رحمة الله تعالى عليه : ومنهم القاسم بن عثمان الجوعي . رحمه الله تعالى ، كانت له الرعاية الوافية ، فأيد بالقوة الكافية .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الرحمن بن أحمد ، ثنا يوسف [ ص: 323 ] بن أحمد البغدادي ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت القاسم الجوعي الكبير ، يقول : " شبع الأولياء بالمحبة عن الجوع ، ففقدوا لذاذة الطعام والشراب والشهوات ولذات الدنيا ; لأنهم تلذذوا بلذة ليس فوقها لذة فقطعتهم عن كل لذة ، أتدري لم سميت قاسما الجوعي ؟ لأني لو تركت ما تركت -ولم أوت بالطعام - لم أبال ، رضيت نفسي حتى لو تركت شهرا وما زاد فلم تأكل ولم تشرب لم تبال ، أنا عنها راض أسوقها حيث شئت ، فأنا أسحبها حيث شئت ، اللهم أنت فعلت ذلك بي فأتمه علي " .

كان القاسم يقول : " أصل المحبة المعرفة ، وأصل الطاعة التصديق ، وأصل الخوف المراقبة ، وأصل المعاصي طول الأمل ، وحب الرئاسة أصل كل موقعة " .

وكان يقول : " قليل العمل مع المعرفة خير من كثير العمل بلا معرفة " .

وقال : " تعرف وضع رأسك فما عبد الله بشيء أفضل من المعرفة " .

وكان يقول : " رأس الأعمال الرضا عن الله ، والورع عمود الدين ، والجوع مخ العبادة ، والحصن ضبط اللسان ، ومن شكر الله جلس في ميدان الزيادة ، ومن حمده عد المصائب نعما ، وشكر الله على ذلك ، ولو زويت عنه الدنيا .

قال القاسم : " نزلت على سلم الخواص فقدم إلي بطيخة ونصف رغيف ، وقال لي : يا قاسم كل فإني نزلت على أخ لي فقدم إلي خيارة ونصف رغيف ، وقال : كل فإن الحلال لا يحتمل السرف ومن درى من أين مكسبه درى كيف ينفق " .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن الحجاج ، ثنا محمد بن علي بن خلف ، ثنا القاسم بن عثمان ، ثنا ابن أبي السائب ، قال : سمعت أبي يذكر " أن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم عليه السلام : إني قد اتخذت من أهل الأرض خليلا ، قال : فقال : يا رب ، فأعلمني من هو حتى أكون له عبدا حتى يموت " .

قال : وسمعت أبي يذكر أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام قال : " فقلت : يا رسول الله أبايعك على أن أدخل الجنة ، فقال : فبسط يده فبايعته ، فما رأيت بنانا قط أحسن من بنانه " .

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد ، ثنا عبد الله بن الفرج ، ثنا القاسم بن عثمان ، ثنا عبد العزيز بن أبي السائب ، عن أبيه ، قال : " لأنا أخوف على عابد من [ ص: 324 ] غلام من سبعين عذراء " .

ومما أسند : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا إسحاق بن أبي حسان ، ثنا القاسم بن عثمان الجوعي ، ثنا عبد الله بن نافع المدني ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة وإن منبري لعلى حوضي " .

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد ، ثنا عبد الله بن الفرج بن عبد الله القرشي ، ثنا القاسم بن عثمان الجوعي ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن الأحوص بن حكيم ، عن خالد بن معدان ، عن عبادة بن الصامت : " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في شملة قد عقدها من خلفه " .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا سعيد بن أوس الدمشقي ، ثنا القاسم بن عثمان الجوعي ، ثنا محمد بن يوسف الفريابي ، ثنا سفيان ، عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه ، قال : حدثني أبو بكر بن عبد الله ، قال : حدثتنا عائشة ، قالت : " ربما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه يقطر ، قلت : من الجنابة ؟ " قالت : " فمن أي شيء " ؟ .

التالي السابق


الخدمات العلمية