صفحة جزء
[ ص: 154 ] 520 - أمية بن الصامت

ومنهم أمية بن الصامت ، العابد القانت في العوارض ثابت ، ولنفسه عاتب ، ولشيطانه شامت .

حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبيد الصوفي ، قال : سمعت أخي أبا عبد الله محمد بن محمد يقول : سمعت خيرا النساج الصوفي يقول : كنت مع أمية بن الصامت الصوفي فنظر إلى غلام ، فقرأ : ( وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير ) ثم قال : وأين الفرار من سجن الله ، وقد حصنه بملائكة ( غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) ؟ تبارك الله فما أعظم ما امتحنتني به ، من نظري إلى هذا الغلام ، ما شبهت نظري إليه إلا بنار وقعت على قصب في يوم ريح فما أبقت ولا تركت ، ثم قال : أستغفر الله من بلاء جنته عيناي على قلبي وأحشائي ، لقد خفت أن لا أنجو من معرته ، ولا أتخلص من إثمه ولو وافيت القيامة بعمل سبعين صديقا ، ثم بكى حتى كاد أن يقضي فسمعته يقول في بكائه : يا طرفي لأشغلنك بالبكاء عن النظر إلى البلاء " .

التالي السابق


الخدمات العلمية