صفحة جزء
542- الفرج بن سعيد

ومنهم أبو روح الفرج بن سعيد الصوفي ، لزم طريق الأئمة والأوتاد ، [ ص: 163 ] ونقل عنهم ما يتعالج به العباد .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، ثنا أبو روح الفرج بن سعيد الصوفي قال : حدثني عثمان بن عمار قال : سمعت حماد بن زيد يقول : اجتمع أيوب السختياني ويونس بن عبيد وابن عون وثابت البناني في بيت ، فقال ثابت : يا هؤلاء ، كيف يكون العبد إذا دعا الله فاستجاب له دعاءه ؟ قال ابن عون : يكون البلاء في نفسه ، قال ثابت : فإنه يعترضها العجب بما صنع الله به ، فقال يونس بن عبيد : لا يكون العبد يعجب بصنع الله له إلا وهو مستدرج ، فقال أيوب : وما علامة المستدرج ؟ فقال : إن العبد إذا كان له عند الله منزلة فحفظها وأبقى عليها ثم شكر الله أعطاه الله أشرف من المنزلة الأولى ، وإذا هو ضيع الشكر استدرجه الله ، فكان تضييعه للشكر استدراجا من الله له ، فغلبه عن شكر العجب معرفة الاستدراج ، وإن العبد المستدرج إذا ألقي في قلبه شيء من الشكر حمله شكره على التفقد من أين أتي ؟ فإذا عرف ذلك بصدق خضع ، فإذا خضع أقال الله عثرته ، قال حماد : إن ابن عمر سئل عن الاستدراج ، فقال : ذلك مكره بالعباد المضيعين ، قال : فبكوا جميعا ثم رفع أيوب من بينهم يده وقال : يا عالم الغيب والشهادة لا توفيق لنا إن لم توفقنا ولا قوة لنا إن لم تقونا . فقال يونس : به وجدنا طعم القوة من دعائك يا أبا بكر ، قال : وكان أيوب يعرف أصحابه أن له دعوة مستجابة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية