صفحة جزء
553 - أبو يعقوب الزيات

ومن أقرانه أبو يعقوب الزيات : كان مغتنما لوقته ، مشتغلا بنفسه ، يراعي خطراته ويشتغل بخلواته ، كان جماعة النساك يعظمون حاله .

أخبرنا جعفر بن محمد - في كتابه - وحدثني عنه أبو طاهر محمد بن إبراهيم قال : سمعت الجنيد بن محمد يقول : دققت على أبي يعقوب الزيات بابه في [ ص: 224 ] جماعة من أصحابنا فقال : ما كان لكم شغل في الله يشغلكم عن المجيء إلي ؟ قال الجنيد : فقلت : إذا كان مجيئنا إليك من شغلنا به لا ننقطع عنه ، ففتح الباب فسألته عن مسألة في التوكل فأخرج درهما كان عنده ، ثم أجابني فأعطى التوكل حقه ، ثم قال : استحييت من الله عز وجل أن أجيبك وعندي شيء ، فقلت له : ما قولك في رجل له في كل علم من العلوم حظ ، ويحسن القيام بصفات الحق وصفات الخلق ؟ ترى مجالسة الناس ؟ فقال : إن كنت أنت وإلا فلا ، وذكر يوما لبعض المريدين ، تحفظ القرآن ؟ فقال : لا ، فقال : واغوثا بالله ، مريد لا يحفظ القرآن كأترجة لا ريح لها ، فبم يتنعم ؟ فبم يترنم ؟ فبم يناجي ربه ؟ أما تعلم أن عيش العارفين سماع النغم من أنفسهم وغيرهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية