صفحة جزء
555 - أبو هاشم الزاهد

ومنهم أبو هاشم الزاهد ، كان إلى الحق وافدا ، وعن الخلق حائدا وفيما سوى الحق زاهدا ، من أقران أبي عبد الله بن أبي جعفر البراثي .

أخبرنا محمد بن أحمد البغدادي ، فيما كتب إلي وقد رأيته ، وحدثني بهذا عنه عثمان بن محمد العثماني ، ثنا أحمد بن مسروق ، ثنا محمد بن الحسين قال : حدثني بعض أصحابنا قال : قال أبو هاشم الزاهد : إن الله تعالى وسم الدنيا بالوحشة ; ليكون أنس المريدين به دونها وليقبل المطيعون إليه بالإعراض عنها ، فأهل المعرفة بالله فيها مستوحشون وإلى الآخرة مشتاقون .

أخبرنا محمد بن أحمد ، وحدثني عنه أبو عمرو العثماني ، ثنا أحمد بن محمد بن مسروق ، ثنا محمد بن الحسين البرجلاني ، ثنا حكيم بن جعفر قال : نظر أبو هاشم إلى شريك - يعني القاضي - يخرج من دار يحيى بن خالد فبكى وقال : أعوذ بك من علم لا ينفع .

قال محمد بن الحسين : وحدثني سعيد بن صبيح المؤدب قال : قال أبو هاشم : لفلح الجبال بالإبر أيسر من إخراج الكبر من القلوب .

وقال أبو هاشم : لو أن الدنيا قصور وبساتين والآخرة أكواخ لكانت الآخرة أهلا أن تؤثر على الدنيا لبقاء تلك ونفاد هذه .

التالي السابق


الخدمات العلمية