صفحة جزء
) مواعظه )

حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا أبو بكر الأهوازي ، ثنا الحسن بن عثمان ، ثنا محمد بن إدريس ، ثنا محمد بن روح ، ثنا عمران بن عمر ، عن سفيان الثوري ، قال : قام أبو ذر الغفاري عند الكعبة ، فقال : يا أيها الناس أنا جندب الغفاري ، هلموا إلى الأخ الناصح الشفيق ، فاكتنفه الناس ، فقال : أرأيتم لو أن أحدكم أراد سفرا أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ويبلغه ؟ قالوا : بلى ، قال : فسفر طريق القيامة أبعد ما تريدون ، فخذوا منه ما يصلحكم ، قالوا : وما يصلحنا ؟ قال : حجوا حجة لعظام الأمور ، صوموا يوما شديدا حره لطول النشور ، صلوا ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور ، كلمة خير تقولها ، أو كلمة سوء تسكت عنها لوقوف يوم عظيم ، تصدق بمالك لعلك تنجو من عسيرها ، اجعل الدنيا مجلسين ، مجلسا في طلب الآخرة ، ومجلسا في طلب الحلال ، والثالث يضرك ولا ينفعك لا تريده . اجعل المال درهمين ، درهما تنفقه على عيالك من حله ، ودرهما تقدمه لآخرتك ، والثالث يضرك ولا ينفعك لا تريده . ثم نادى بأعلى صوته : يا أيها الناس قد قتلكم حرص لا تدركونه أبدا .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : سمعت شيخا ، يقول : بلغنا أن أبا ذر كان يقول : يا أيها الناس إني لكم ناصح ، إني عليكم شفيق ، صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور ، صوموا في الدنيا لحر يوم النشور ، تصدقوا مخافة يوم عسير ، يا أيها الناس إني لكم ناصح ، إني عليكم شفيق .

حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي ثنا كهمس ، عن أبي السليل ، عن أبي ذر رضي الله [ ص: 166 ] تعالى عنه ، قال : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يتلو علي هذه الآية : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) فما زال يقولها ويعيدها علي .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، ثنا معتمر بن سليمان ، ثنا كهمس ، عن أبي السليل ، عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) . فما زال يقولها ويعيدها علي .

التالي السابق


الخدمات العلمية