صفحة جزء
602 - بنان البغدادي

ومنهم بنان البغدادي ، وقيل واسطي سكن مصر ، كان بالمعروف أمارا وللديان ذكارا ، أمر أمير مصر ابن طولون بمعروف فوجد عليه فأغراه أبو عبد الله القاضي عليه حتى ضربه سبع درر ، وألقاه إلى السبع فدعا على أبي عبيد الله فحبسه ابن طولون بدل كل درة سنة .

سمعت محمد بن الحسين بن موسى ، يقول : سمعت الحسين بن أحمد الرازي ، يقول : سمعت أبا علي الروذباري ، يقول : " كان سبب دخولي مصر حكاية بنان وذلك أنه أمر ابن طولون بالمعروف فأمر أن يلقى بين يدي السبع فجعل السبع يشمه ولا يضره ، فلما أخرج من بين يدي السبع قيل له : ما الذي كان في قلبك حين شمك السبع ؟ قال : كنت أتفكر في اختلاف الناس في سؤر السبع ولعابها ، واحتال عليه أبو عبيد الله القاضي حتى ضرب سبع درر فقال : حبسك الله بكل درة سنة ، فحبسه ابن طولون سبع سنين " .

وحكى أبي عن أبي علي الروذباري ، قال : سمعت بنانا ، يقول : " دخلت بادية تبوك فاستوحشت فهتف بي هاتف : نقضت العهد لم تستوحش ؟ أليس حبيبك معك ؟ " .

سمعت محمد بن الحسين ، يقول : سمعت عبد الله بن علي ، يقول : سمعت محمد بن الفضل يقول : سمعت الزبير بن عبد الواحد يقول : سمعت بنانا ، يقول : " الحر عبد ما طمع ، والعبد حر ما قنع " .

[ ص: 325 ] سمعت محمد بن الحسين ، يقول : سمعت أحمد بن محمد بن زكريا ، يقول : سمعت الحسين بن عبد الله القرشي ، يقول : سمعت بنانا ، يقول : " من كان يسره ما يضره متى يفلح ؟ " .

سمعت أحمد بن عمران الهروي ، يقول : سمعت الرقي ، يقول : سمعت بنانا يقول : " إن أفردته بالعبودية أفردك بالعناية ، والأمر بيدك إن نصحت صافوك ، وإن خلطت خلوك ، وإن كانت رؤية الأسباب على الدوام قاطعة عن مشاهدة المسبب ، والإعراض عن الأسباب جملة تؤدي بصاحبه إلى ركوب الفواضل " . أسند الحديث .

حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا إسحاق بن سلمة الكوفي ، ثنا بنان - بمصر - ثنا محمد بن الحكم ، من ولد سعيد بن العاص قال : حدثني محمد بن خفتان ، ثنا يحيى بن أبي زائدة ، عن بنان ، عن قيس ، عن أبي بكر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سعد : " اللهم سدد رميته وأجب دعوته " .

حدثنا محمد بن عبيد الله بن المرزبان ، ثنا علي بن سعيد ، ثنا بنان الصوفي ، ثنا عبيد الله بن عمرو الجشمي ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا الأوزاعي ، ثنا يحيى بن أبي كثير قال : " خطب أبو بكر الصديق فقال : أين الوضأة الحسنة وجوههم المعجبون بشبابهم ؟ أين الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحيطان ؟ أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب : تضعضع بهم الدهر فأصبحوا في ظلمات القبور الوحا الوحا ثم النجاء النجاء " .

التالي السابق


الخدمات العلمية