صفحة جزء
617 - أبو يعقوب الزيات

ومنهم أبو يعقوب الزيات ، خلع الراحة والسبات احترازا من الفجيعة بالبيات .

أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير في كتابه ، قال : سمعت الجنيد بن محمد يقول : قصدت أبا يعقوب الزيات في جماعة من أصحابنا فاستأذنا عليه فقال : من ؟ فقلت : الجنيد وجماعة ، ففتح لنا وقال : لم يكن لكم من الشغل بالحق ما يقطعكم عن المجيء إلي ؟ فقلت له : إذا كان قصدنا إليك من شغلنا بالحق نكون عنه منقطعين ؟ فسألته في التوكل فأخرج درهما كان عنده ثم أجابني وأعطى المسألة حقها ، ثم قال : كان الحياء يحجزني عن الجواب وعندي شيء ، فقلت : ما قولك في رجل يرجع إلى فنون من العلم يحسن أن يصف صفات الحق وصفات الخلق للخلق ؟ ترى له مجالسة الناس ؟ قال : إن كنت أنت فنعم ، وإلا فلا .

[ ص: 343 ] وحكى عنه أبو سعيد الخزاز ، قال : حضرت أبا يعقوب الزيات وقال لمريد : تحفظ القرآن ؟ فقال : لا ، فقال : واغوثاه بالله ! ! مريد لا يحفظ القرآن كأترجة لا ريح لها ، فبم يتنغم ؟ فبم يترنم ؟ فبم يناجي ربه ؟ أما علمت أن عيش العارفين سماع النغم من أنفسهم ومن غيرهم ؟ .

التالي السابق


الخدمات العلمية