صفحة جزء
662 - القاسم السياري

ومنهم أبو العباس القاسم السياري ، الملقن تحف الباري ، شيخ المراوزة ومحدثهم وفقيههم ، توفي سنة اثنين وأربعين .

حدثنا محمد بن أبي يعقوب ، ثنا القاسم بن القاسم السياري المروزي ، ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو بغير حديث ، وحدثنا محمد بن الحسين بن موسى ، ثنا عبد الواحد بن علي السياري ، ثنا خالي أبو العباس القاسم بن القاسم السياري ، ثنا أحمد بن عباد بن سلم ، وكان من الزهاد ، ثنا محمد بن عبيدة النافقاني ، ثنا عبد الله بن عبيدة العامري ، ثنا سورة بن شداد الزاهد ، عن سفيان الثوري ، عن إبراهيم بن أدهم ، عن موسى بن يزيد ، عن أويس القرني ، عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد ، ما من عبد يدعو بهذه الأسماء إلا وجبت له الجنة ، إنه وتر يحب الوتر ، هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام " إلى قوله " الرشيد ، الصبور " مثل حديث الأعرج عن أبي هريرة ، حديث الأعرج عن أبي هريرة صحيح متفق عليه ، وحديث الثوري عن إبراهيم فيه نظر لا صحة له .

سمعت محمد بن الحسين يقول : سمعت عبد الواحد يقول : سمعت خالي القاسم بن القاسم يقول : كيف السبيل إلى ترك ذنب كان عليك في اللوح المحفوظ محفوظا ؟ وإلى صرف قضاء كان به العبد مربوطا ؟ وكان يقول : حقيقة المعرفة الخروج عن المعارف ، وأن لا يخطر بقلبه ما دونه ، وكان يقول :

[ ص: 381 ] المعرفة حياة القلب بالله ، وحياة القلب مع الله ، ومن عرف الله خضع له كل شيء ; لأنه عاين أثر ملكه فيه ، ومن حفظ قلبه مع الله بالصدق أجرى الله على لسانه الحكمة ، وكان يقول : ظلم الأطماع يمنع أنوار المشاهدات ، وكان يقول : الربوبية نفاذ الأمر والمشيئة والتقدير ، والقضية والعبودية معرفة المعبود ، والقيام بالمعهود ، وكان يقول : قيل لبعض الحكماء : من أين معاشك ؟ فقال : من عند من ضيق المعاش على من شاء عن غير علة ، وكان يقول : ما أظهر الله شيئا إلا تحت ستره وستر شيئية الأشياء حتى لا يستوي علمان ولا معرفتان ، ولا قدرتان .

التالي السابق


الخدمات العلمية