صفحة جزء
663 - جعفر الخلدي

ومنهم جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، أبو محمد الخواص السائح اللامح القوام ، المزين بالأخلاق الحميدة ، والآخذ بالوثائق الأكيدة ، كتب الآثار وصحب الأخيار : الجنيد والثوري ورويما ، حج سنين ، توفي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة .

أخبرني جعفر بن محمد بن نصير - فيما كتب إلي سنة ثلاث وأربعين - ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا عبد الله بن بكر السهمي ، ثنا حميد ، عن أنس " أن الرجل كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم لذلك ثم لا يمسي حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما فيها " .

أخبرنا جعفر بن محمد ، في كتابه ، ثنا موسى بن هارون ، ثنا عقبة بن مكرم ، ثنا يونس بن بكير ، عن خالد بن يسار ، عن المسيب بن دارم ، قال : قام الذي قتل عثمان في قتال العدو يستشعر المعركة رجاء أن يقتل ، فقتل من حوله ، ولم يقتل حتى مات على فراشه ، قال جعفر : رجاء أن يقتل فيكفر عنه قتل عثمان ، ولو قتل ألف مرة ما كفر عنه ذلك .

وأخبرني جعفر ، قال : " لا يجد العبد لذة المعاملة مع لذة النفس ; لأن أهل الحقائق قطعوا العلائق التي تقطعهم عن الحق ، قبل أن تقطعهم العلائق " .

وقال جعفر : الفرق بين الرياء والإخلاص أن المرائي يعمل ليرى ، والمخلص يعمل ليصل .

وقال جعفر : الفتوة احتقار النفس وتعظيم [ ص: 382 ] حرمة المسلمين " .

وقال جعفر لبعض أصحابه : اجتنب الدعاوى والتزم الأوامر فكثيرا ما كنت أسمع سيدنا الجنيد يقول : من لزم طريق المعاملة على الإخلاص أراحه الله عن الدعاوى الكاذبة . وسئل جعفر عن العقل فقال : ما يبعدك عن مراتع الهلاك . وسئل عن قوله تعالى : ( ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله ) ، قال : من لا يجتهد في معرفته لا تقبل خدمته " .

التالي السابق


الخدمات العلمية