صفحة جزء
689 - محمد بن الحسين الخشوعي

ومنهم المزين بالخشوع ، الممكن للخضوع ، كانت العبادة حرفته والتلذذ بالعبرة شهوته ، له الكلام البليغ في تأديب النساك والعباد ، تخرج به جماعة من السباق والرواد ، منهم أبو الحسن علي بن أحمد بن المرزبان الأسواري وطبقته ، وسليم بن عبد الله بن المرزبان أبو بكر الواعظ وشيعته وبعدهما من المذكورين والمشهورين عبد الله بن محمد بن صالح ، وأبو عثمان بن أبي هريرة ، ومن نحا نحوهم في النسك والعبادة ، تمسكوا بالشرع المشروع ، والمنهج المتبوع ، اقتدوا بالآثار وتخلقوا بأخلاق العباد والأبرار من الصيام الدائم ، والقيام اللازم ، والقلب الفارغ الهائم ، أبو عبد الله بن الحسين الخشوعي

فمما نقل عنه من كلامه أنه كان يقول : حياة الصديقين في المراعاة ، وروح حياتهم القدوة والاقتداء بأوامر الأنبياء وأحوالهم ، وحياة أرواحهم بالطاعة وذوق تصحيح سلوك سبيل الأئمة وتواتر اللطف والمبار ، وكان يقول : من لزم الخدمة ورث منازل القربة ، ومنازل القربة تورث حلاوة الأنس .

حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الواعظ ، ثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الخشوعي ، ثنا جعفر بن أمية ، ثنا محمد بن أيوب الرازي ، ثنا الأصمعي ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم بن أبي النجود قال : همان لا بد للمؤمن منهما : هم المعاش وهم المعاد .

حدثنا أبو مسلم محمد بن إبراهيم الغزال - في داره قراءة عليه - قال حدثني محمد بن الحسين الخشوعي العابد ، ثنا الحسين بن عبد الله بن الحسن ، ثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا يحيى ، ثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن صفية ، عن بعض أزواج النبي عن [ ص: 407 ] النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " من أتى عرافا يسأله عن شيء ، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية