صفحة جزء
حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا عبيد بن غنام ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو أسامة ، ثنا مسعر ، ثنا عمر بن قيس ، عن عمرو بن أبي قرة الكندي ، قال : عرض أبي على سلمان أخته أن يزوجه فأبى ، فتزوج مولاة يقال لها : بقيرة ، فبلغ أبا قرة أنه كان بين حذيفة وبين سلمان رضي الله تعالى عنهما شيء ، فأتاه فطلبه فأخبره أنه في مبقلة له ، فتوجه إليه فلقيه ومعه زنبيل فيه بقل قد أدخل عصاه في عروة الزنبيل وهو على عاتقه ، فانطلقا حتى أتيا دار سلمان ، فدخل الدار فقال : السلام عليكم . ثم أذن لأبي قرة فإذا نمط موضوع ، وعند رأسه لبنات وإذا قرطاط ، فقال : اجلس على فراش مولاتك التي تمهد لنفسها .

حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا محمد بن عبد الله بن عمار ، ثنا المعافى بن عمران ، عن عبد الأعلى بن أبي المساور ، عن عكرمة ، عن الحارث بن عميرة ، قال : انطلقت حتى أتيت المدائن فإذا أنا برجل عليه ثياب خلقان ومعه أديم أحمر يعركه ، فالتفت فنظر إلي فأومأ بيده : مكانك يا عبد الله ، فقمت وقلت لمن كان عندي : من هذا الرجل ؟ قالوا : هذا سلمان ، فدخل بيته فلبس ثياب بياض ، ثم أقبل وأخذ بيدي أو صافحني وسألني ، فقلت : يا عبد الله ما رأيتني فيما مضى ولا رأيتك ، ولا عرفتني ولا عرفتك ؟ قال : بلى ، والذي نفسي بيده لقد عرفت روحي روحك حين رأيتك ، ألست الحارث بن عميرة ؟ فقلت : بلى ، قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الله ائتلف ، وما تناكر منها في الله اختلف . )

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا الحسن بن علي بن الوليد ، ثنا محمد بن الصباح ، ثنا سعيد بن محمد ، ثنا موسى الجهني ، عن زيد بن وهب ، عن عطية بن عامر ، قال : رأيت سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه أكره على طعام يأكله ، فقال : حسبي حسبي ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أكثر الناس [ ص: 199 ] شبعا في الدنيا أطولهم جوعا في الآخرة ، يا سلمان إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر .

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ، ومحمد بن عاصم ، قالا : ثنا أبو القاسم البغوي ، ثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، قال : سمعت أبا البختري يحدث عن رجل من بني عبس ، قال : صحبت سلمان رضي الله تعالى عنه فذكر ما فتح الله تعالى على المسلمين من كنوز كسرى ، فقال : إن الذي أعطاكموه وفتحه لكم وخولكم لممسك خزائنه ومحمد صلى الله عليه وسلم حي ، ولقد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم ولا مد من طعام ، ثم ذاك يا أخا بني عبس ، ثم مررنا ببيادر تذرى ، فقال : إن الذي أعطاكموه وخولكم وفتحه لكم لممسك خزائنه ومحمد صلى الله عليه وسلم حي ، لقد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم ولا مد من طعام ، ثم ذاك يا أخا بني عبس .

رواه الأعمش ومسعر عن عمرو مثله . ورواه عطاء بن السائب ، عن أبي البختري نحوه .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أبو يحيى الرازي ، ثنا هناد بن السري ، ثنا وكيع ، عن جعفر بن برقان ، عن حبيب بن أبي مرزوق ، عن ميمون بن مهران ، عن رجل من بني عبد القيس ، قال : رأيت سلمان في سرية هو أميرها ، على حمار وعليه سراويل وخدمتاه تذبذبان والجند يقولون : قد جاء الأمير ، فقال سلمان : إنما الخير والشر بعد اليوم .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبو صالح الحكم بن موسى ، ثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : كان سلمان رضي الله تعالى عنه يحلق رأسه زقية ، قال : فيقال له : ما هذا يا أبا عبد الله ؟ فقال : إنما العيش عيش الآخرة .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا مسعدة بن سعد العطار ، ثنا إبراهيم بن المنذر ، ثنا سفيان بن حمزة ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح أن سهل بن حنيف حدثه ، أنه كان بين سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه وبين إنسان منازعة . فقال سلمان : [ ص: 200 ] اللهم إن كان كاذبا فلا تمته حتى يدركه أحد الثلاثة ; فلما سكن عنه الغضب ، قلت : يا أبا عبد الله ما الذي دعوت به على هذا ؟ قال : أخبرك : فتنة الدجال وفتنة أمير كفتنة الدجال ، وشح شحيح يلقى على الناس إذا أصاب الرجل لا يبالي مما أصابه .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الله بن محمد المنيعي ، ثنا علي بن الجعد ، أخبرنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري : أن سلمان رضي الله تعالى عنه دعا رجلا إلى طعامه ، فجاء مسكين فأخذ الرجل كسرة فناوله ، فقال سلمان : ضعها من حيث أخذتها ، فإنما دعوناك لتأكل ، فما رغبتك أن يكون الأجر لغيرك والوزر عليك ؟

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، قال : سمعت حبيب بن الشهيد يحدث عن عبد الله بن بريدة : أن سلمان كان يعمل بيديه ، فإذا أصاب شيئا اشترى به لحما - أو سمكا - ثم يدعو المجذمين فيأكلون معه .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا سفيان بن وكيع ، ثنا أبو خالد الأحمر ، عن أبي غفار ، عن أبي عثمان النهدي ، أن سلمان الفارسي قال : إني لأحب أن آكل من كد يدي .

حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، ثنا سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان رضي الله تعالى عنه ، قال : لو يعلم الناس عون الله للضعيف ما غالوا بالظهر .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا معاذ بن المثنى ، ثنا عبد الله بن سوار ، ثنا حماد بن سلمة ، ثنا ثابت البناني : أن أبا الدرداء ذهب مع سلمان رضي الله عنهما يخطب عليه امرأة من بني ليث ، فدخل فذكر فضل سلمان وسابقته وإسلامه ، وذكر أنه يخطب إليهم فتاتهم فلانة ، فقالوا : أما سلمان فلا نزوجه ، ولكنا نزوجك ، فتزوجها ثم خرج ، فقال : إنه قد كان شيء ، وإني أستحي أن أذكره لك ، قال : وما ذاك ؟ فأخبره أبو الدرداء بالخبر . فقال سلمان : أنا أحق أن أستحي منك أن أخطبها وكان الله تعالى قد قضاها لك .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثني إسماعيل بن إبراهيم ، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي ، قالا : ثنا أيوب عن [ ص: 201 ] ، أبي قلابة : أن رجلا دخل على سلمان وهو يعجن ، فقال : ما هذا ؟ فقال : بعثنا الخادم في عمل - أو قال : في صنعة - فكرهنا أن نجمع عليه عملين - أو قال : صنعتين - ثم قال : فلان يقرئك السلام ، قال : متى قدمت ؟ قال : منذ كذا وكذا . قال : فقال : أما إنك لو لم تؤدها كانت أمانة لم تؤدها .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معن ، قال : حدثني أبي عن أبيه عن الأعمش ، عن أبي البختري ، قال : جاء الأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله البجلي إلى سلمان رضي الله عنهم ، فدخلا عليه في خص في ناحية المدائن ، فأتياه فسلما عليه وحيياه ، ثم قالا : أنت سلمان الفارسي ؟ قال : نعم ، قالا : أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا أدري ، فارتابا وقالا : لعله ليس الذي نريد . فقال لهما : أنا صاحبكما الذي تريدان ، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجالسته ، وإنما صاحبه من دخل معه الجنة ، فما حاجتكما ؟ قالا : جئناك من عند أخ لك بالشام ، قال : من هو ؟ قالا : أبو الدرداء ، قال : فأين هديته التي أرسل بها معكما ؟ قالا : ما أرسل معنا هدية ، قال : اتقيا الله وأديا الأمانة ، ما جاءني أحد من عنده إلا جاء معه بهدية ، قالا : لا ترفع علينا هذا إن لنا أموالا فاحتكم فيها ، فقال : ما أريد أموالكما ولكن أريد الهدية التي بعث بها معكما ، قالا : لا والله ما بعث معنا بشيء ، إلا أنه قال : إن فيكم رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا خلا به لم يبغ أحدا غيره ، فإذا أتيتماه فأقرئاه مني السلام ، قال : فأي هدية كنت أريد منكما غير هذه ؟ وأي هدية أفضل من السلام ، تحية من عند الله مباركة طيبة ؟ .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن العلاء بن بدر ، عن أبي نهيك ، وعبد الله بن حنظلة ، قال : كنا مع سلمان في جيش فقرأ رجل سورة مريم ، قال : فسبها رجل وابنها ، قال : فضربناه حتى أدميناه ، قال : فأتى سلمان فاشتكى ، وقبل ذلك ما كان قد اشتكى إليه ، قال : وكان الإنسان إذا ظلم اشتكى إلى سلمان ، قال : فأتانا ، فقال : لم ضربتم هذا الرجل ؟ قال : قلنا : قرأنا سورة مريم فسب مريم وابنها ، قال : ولم تسمعونهم ذاك ؟ [ ص: 202 ] ألم تسمعوا قول الله عز وجل : ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون ) . ثم قال : يا معشر العرب ألم تكونوا شر الناس دينا ، وشر الناس دارا ، وشر الناس عيشا ، فأعزكم الله وأعطاكم ، أتريدون أن تأخذوا الناس بعزة الله ، والله لتنتهن أو ليأخذن الله عز وجل ما في أيديكم فليعطينه غيركم ، ثم أخذ يعلمنا ، فقال : صلوا ما بين صلاتي العشاء ، فإن أحدكم يخفف عنه من حزبه ، ويذهب عنه ملغاة أول الليل ، فإن ملغاة أول الليل مهدمة لآخره .

رواه أبو إسرائيل الملائي عن العلاء نحوه .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن آدم ، ثنا يزيد بن عبد العزيز ، عن الأعمش ، قال : سمعتهم يذكرون أن حذيفة قال لسلمان رضي الله تعالى عنهما : يا أبا عبد الله ألا أبني لك بيتا ؟ قال : فكره ذلك ، قال : رويدك حتى أخبرك أني أبني لك بيتا إذا اضطجعت فيه ، رأسك من هذا الجانب ورجلاك من الجانب الآخر ، وإذا قمت أصاب رأسك ، قال سلمان : كأنك في نفسي .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سالم ، ثنا هناد بن السري ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن جرير ، قال : قال سلمان : يا جرير تواضع لله ، فإنه من تواضع لله تعالى في الدنيا رفعه يوم القيامة ، يا جرير هل تدري ما الظلمات يوم القيامة ؟ قلت : لا أدري ، قال : ظلم الناس بينهم في الدنيا ، قال : ثم أخذ عويدا لا أكاد أن أراه بين أصبعيه . قال : يا جرير لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تجده ، قال : قلت : يا أبا عبد الله فأين النخل والشجر ؟ قال : أصولها اللؤلؤ والذهب ، وأعلاها الثمر .

ورواه جرير ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه نحوه .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ، ثنا وكيع ، ثنا الأعمش ، عن شمر بن عطية ، أن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه ، قال : أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة أكثرهم كلاما في معصية الله عز وجل .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا أبو القاسم البغوي ، ثنا علي بن الجعد ، أخبرنا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، قال : قال سلمان رضي الله تعالى عنه : إني لأعد عراق القدر ، مخافة أن أظن بخادمي .

رواه الثوري عن أبي إسحاق مثله .

[ ص: 203 ] حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا أبو العباس السراج ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن عبيد بن أبي الجعد ، عن رجل من أشجع ، قال : سمع الناس بالمدائن أن سلمان في المسجد ، فأتوه فجعلوا يثوبون إليه حتى اجتمع إليه نحو من ألف ، قال : فقام فجعل يقول : اجلسوا اجلسوا ، فلما جلسوا فتح سورة يوسف يقرؤها ، فجعلوا يتصدعون ويذهبون حتى بقي في نحو مائة ، فغضب وقال : الزخرف من القول أردتم ؟ ثم قرأت عليكم كتاب الله فذهبتم .

كذا رواه الثوري عن الأعمش . وقال : الزخرف تريدون ؟ آية من سورة كذا وآية من سورة كذا ؟

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري . قال : جاء رجل إلى سلمان رضي الله تعالى عنه ، فقال : ما أحسن صنيع الناس اليوم ، إني سافرت فوالله ما أنزل بأحد منهم إلا كما أنزل على ابن أبي ، قال : ثم قال : من حسن صنيعهم ولطفهم ، قال : يا ابن أخي ذاك طرفة الإيمان ، ألم تر الدابة إذا حمل عليها حملها انطلقت به مسرعة ، وإذا تطاول بها السير تتلكأ .

حدثنا الحسن بن علان ، ثنا محمد بن هارون بن بدينا ، ثنا محمد بن الصباح ، ثنا جرير عن عطاء بن السائب ، عن أبي البختري ، عن سلمان ، قال : لكل امرئ جواني وبراني ، فمن يصلح جوانيه يصلح الله برانيه ، ومن يفسد جوانيه يفسد الله برانيه .

رواه الثوري ووهب وخالد عن عطاء مثله .

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ، ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ، ثنا إسحاق بن راهويه ، أخبرنا جرير ، وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سليمان بن ميسرة ، عن طارق بن شهاب ، عن سلمان رضي الله تعالى عنه ، قال : دخل رجل الجنة في ذباب ، ودخل آخر النار في ذباب . قالوا : وكيف ذاك ؟ قال : مر رجلان ممن كان قبلكم على ناس معهم صنم لا يمر بهم أحد إلا قرب لصنمهم . فقالوا لأحدهم : قرب شيئا ، قال : ما معي شيء ، قالوا : قرب ولو ذبابا ، فقرب ذبابا ومضى فدخل النار ، وقالوا للآخر : قرب شيئا ، قال : ما كنت لأقرب لأحد دون الله ، فقتلوه فدخل الجنة .

رواه شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق مثله . ورواه جرير بن منصور عن المنهال بن عمرو عن حيان بن [ ص: 204 ] مرثد عن سلمان نحوه .

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا عبد الله بن شيرويه ، ثنا إسحاق بن راهويه ، أخبرنا جرير ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : لو بات رجل يعطي البيض القيان وبات آخر يتلو كتاب الله عز وجل ويذكر الله تعالى . قال سليمان : كأنه يرى أن الذي يذكر الله أفضل . رواه يحيى القطان عن سليمان التيمي ، قال : لو بات رجل يطاعن الأقران لكان الذاكر التالي أفضل .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن علي الجارود ، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي ، ثنا حفص بن غياث ، وأبو يحيى التيمي ، قالا : عن ليث ، عن عثمان ، عن زاذان ، عن سلمان رضي الله تعالى عنه ، قال : إن الله تعالى إذا أراد بعبد شرا أو هلكة نزع منه الحياء ، فلم تلقه إلا مقيتا ممقتا ، فإذا كان مقيتا نزعت منه الرحمة فلم تلقه إلا فظا غليظا ، فإذا كان كذلك نزعت منه الأمانة فلم تلقه إلا خائنا مخونا ، فإذا كان كذلك نزعت ربقة الإسلام من عنقه فكان لعينا ملعنا .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد الرازي ، ثنا هناد بن السري ، ثنا وكيع ، عن محمد بن قيس ، عن سلم بن عطية الأسدي ، قال : دخل سلمان رضي الله تعالى عنه على رجل يعوده وهو في النزع ، فقال : أيها الملك ارفق به ، قال : يقول الرجل : إنه يقول : إني بكل مؤمن رفيق .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا يحيى بن سعيد ، عن زهير ، ثنا أبو إسحاق ، عن أوس بن ضمعج ، قال : سألنا سلمان رضي الله تعالى عنه عن عمل نعمله ، فقال : تفشي السلام ، وتطعم الطعام ، وتصلي والناس نيام .

حدثنا أبو محمد بن شعيب ، ثنا عبد الله بن محمد البغوي ، ثنا عبد بن محمد التيمي ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان رضي الله تعالى عنه ، قال : ما من مسلم يكون بقي من الأرض فيتوضأ أو يتيمم ، ثم يؤذن ويقيم إلا أم جنودا من [ ص: 205 ] الملائكة لا يرى طرفهم ، أو قال : لا يرى طرفاهم .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني مصعب بن عبد الله ، حدثني مالك بن أنس ، عن يحيى بن سعيد أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنهما : أن هلم إلى الأرض المقدسة ، فكتب إليه سلمان : إن الأرض لا تقدس أحدا ، وإنما يقدس الإنسان عمله ، وقد بلغني أنك جعلت طبيبا فإن كنت تبرئ فنعما لك ، وإن كنت متطببا فاحذر أن تقتل إنسانا فتدخل النار . فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين فأدبرا عنه نظر إليهما ، وقال : متطبب والله ، ارجعا إلي أعيدا قصتكما .

رواه جرير عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن هبيرة : أن سلمان كتب إليه ، فذكر نحوه .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الصمد بن حسان ، ثنا السري بن يحيى ، عن مالك بن دينار أن سلمان كتب إلى أبي الدرداء : إنه بلغني أنك جلست طبيبا تداوي الناس ، فانظر أن تقتل مسلما فتجب لك النار .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا القاسم بن محمد العبسي ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن سلمان رضي الله تعالى عنه ، قال : مثل القلب والجسد مثل أعمى ومقعد ، قال المقعد : إني أرى ثمرة ولا أستطيع أن أقوم إليها فاحملني ، فحمله فأكل وأطعمه .

حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الله بن المنعي ، ثنا محمد بن جعفر الوركاني ، ثنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب ، عن المغيرة بن عبد الرحمن ، قال : لقي سلمان الفارسي عبد الله بن سلام ، قال : إن مت قبلي فأخبرني ما تلقى ، وإن مت قبلك أخبرك ، قال : فمات سلمان فرآه عبد الله بن سلام ، فقال : كيف أنت يا أبا عبد الله ؟ قال : بخير ، قال : أي الأعمال وجدت أفضل ؟ قال : وجدت التوكل شيئا عجيبا .

رواه علي بن زيد ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، عن سعيد بن المسيب مثله . قال سلمان : عليك بالتوكل ، نعم الشيء التوكل ، ثلاث مرار .

حدثنا أبو أحمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ، ثنا إسحاق بن راهويه ، أخبرنا جرير ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : كانت امرأة فرعون تعذب ، فإذا انصرفوا أظلتها [ ص: 206 ] الملائكة بأجنحتها ، وترى بيتها في الجنة وهي تعذب .

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ، ثنا إسحاق بن راهويه ، ثنا جرير ، ثنا سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : جوع لإبراهيم عليه السلام أسدان ، ثم أرسلا عليه فجعلا يلحسانه ويسجدان له .

حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن نافع بن جبير بن مطعم : أن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه كان يلتمس مكانا يصلي فيه ، فقالت له علجة : التمس قلبا طاهرا ، وصل حيث شئت . فقال : فقهت .

رواه جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران نحوه .

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران ، قال : نزل حذيفة وسلمان رضي الله تعالى عنهما على نبطية ، فقالا لها : هل ههنا مكان طاهر نصلي فيه ؟ فقالت النبطية : طهر قلبك ، فقال أحدهما للآخر : خذها حكمة من قلب كافر .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم ، ثنا عبد السلام بن حرب ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي البختري ، قال : أصاب سلمان جارية ، فقال لها بالفارسية : صلي ، قالت : لا ، قال : اسجدي واحدة ، قالت : لا ، فقيل : يا أبا عبد الله وما تغني عنها سجدة ؟ قال : إنها لو صلت صلت وليس من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أبو يحيى الرازي ، ثنا هناد بن السري ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمارة ، عن سعيد بن وهب ، قال : دخلت مع سلمان رضي الله تعالى عنه على صديق له من كندة يعوده ، فقال له سلمان : إن الله تعالى يبتلي عبده المؤمن بالبلاء ثم يعافيه فيكون كفارة لما مضى ، فيستعتب فيما بقي ، وإن الله عز اسمه يبتلي عبده الفاجر بالبلاء ثم يعافيه فيكون كالبعير عقلوه ثم أطلقوه ، فلا يدري فيم عقلوه حين عقلوه ، ولا فيم أطلقوه حين أطلقوه .

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد ، حدثنا عبد الرحمن بن داود ، قال : ثنا أحمد بن عبد الوهاب ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا صفوان بن عمرو ، ثنا أبو سعيد [ ص: 207 ] الوهبي ، عن سلمان الخير رضي الله تعالى عنه ، قال : إنما مثل المؤمن في الدنيا كمثل مريض معه طبيبه الذي يعلم داءه ودواءه ، فإذا اشتهى ما يضره منعه ، وقال : لا تقربه فإنك إن أصبته أهلكك ، ولا يزال يمنعه حتى يبرأ من وجعه ، وكذلك المؤمن يشتهي أشياء كثيرة مما فضل به غيره من العيش فيمنعه الله إياه ويحجزه عنه حتى يتوفاه فيدخله الجنة .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا كثير بن هشام ، ثنا جعفر بن برقان ، قال : بلغنا أن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه كان يقول : أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث : ضحكت من مؤمل الدنيا والموت يطلبه ، وغافل لا يغفل عنه ، وضاحك ملء فيه لا يدري أمسخط ربه أم مرضيه . وأبكاني ثلاث : فراق الأحبة محمد وحزبه ، وهول المطلع عند غمرات الموت ، والوقوف بين يدي رب العالمين حين لا أدري إلى النار انصرافي أم إلى الجنة .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن علي الصايغ ، ثنا محمد بن معاوية ، ثنا الهذيل بن بلال الفزاري ، عن سالم مولى زيد بن صوحان ، قال : كنت مع مولاي زيد بن صوحان في السوق ، فمر علينا سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه وقد اشترى وسقا من طعام ، فقال له زيد : يا أبا عبد الله تفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : إن النفس إذا أحرزت رزقها اطمأنت وتفرغت للعبادة وأيس منها الوسواس .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا أبو المعتمر ، ثنا سفيان بن عيينة ، ثنا ابن أبي غنية ، عن أبيه ، قال : قال سلمان : إن النفس إذا أحرزت رزقها اطمأنت .

التالي السابق


الخدمات العلمية