صفحة جزء
[ ص: 226 ] حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا عبد الحميد بن صالح ، ثنا أبو معاوية ، عن موسى الصغير ، عن هلال بن يساف ، عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه ، قال : قلت له : ما لك لا تطلب لأضيافك كما يطلب غيرك لأضيافهم ؟ فقال : لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن أمامكم عقبة كؤودا لا يجوزها المثقلون ) فأنا أحب أن أتخفف لتلك العقبة .

حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا عباس بن الوليد بن صبح الدمشقي ، ثنا مروان - يعني ابن محمد الطاطري - ثنا مسلمة المعدل ، عن عمير بن هانئ ، عن أبي العذراء ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أجلوا الله يغفر لكم ) قال مروان : يعني : أجلوا الله ؛ أي أسلموا له .

تفرد به مسلمة وهو من أهل داريا عن عمير مجودا . ورواه ابن ثوبان ، عن عمير مثله من دون أم الدرداء . وهذا الحديث شبيه ما ثبت عنه مما رواه الأعمش وعبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، فقال أبو الدرداء حين سبر : وإن زنى وإن سرق ؟ فقال : نعم ، وإن زنى وإن سرق رغم أنف أبي الدرداء ) .

حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا هشام ، عن قتادة ، عن خليد [ بن عبد الله ] العصري ، عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما طلعت شمس إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعان الخلائق غير الثقلين : يا أيها الناس هلموا إلى ربكم عز وجل ، ما قل وكفى خير مما كثر وألهى .

رواه عدة عن قتادة ، منهم سليمان التيمي ، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي ، وأبو عوانة ، وسلام بن مسكين وغيرهم .

حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا أبو كريب ، ثنا محمد بن فضيل ، ثنا محمد بن سعد ، عن عبد الله بن ربيعة بن يزيد ، ثنا عائذ الله أبو إدريس ، عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( اللهم إني أسألك [ ص: 227 ] حبك وحب من يحبك ، والعمل الذي يبلغني حبك ، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي والماء البارد ) .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا أحمد بن يوسف بن الضحاك ، ثنا يوسف بن مصرف ، ثنا زيد بن الحباب ، عن جنيد بن العلاء بن أبي وهرة ، عن محمد بن سعيد ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم ، فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ، ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله تعالى له أموره وجعل غناه في قلبه ، وما أقبل عبد بقلبه إلى الله تعالى إلا جعل الله عز وجل قلوب المؤمنين تفد عليه بالود والرحمة ، وكان الله إليه بكل خير أسرع ) .

كذا حدثناه عن زيد بن الحباب ، وهو [ عن ] محمد بن بشر العبدي ، عن الجنيد أشهر .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا مطالب بن شعيب ، وبكر بن سهل ، قالا : ثنا عبد الله بن صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، عن أبي حليس - يزيد بن ميسرة - قال : سمعت أم الدرداء ، تقول : سمعت أبا الدرداء ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله تعالى قال : يا عيسى إني باعث من بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا ، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ، ولا حلم ولا علم . قال : يا رب كيف يكون هذا ولا حلم ولا علم ؟ قال : أعطيهم من حلمي وعلمي ) .

قال الشيخ رحمه الله : تفرد بالأحاديث الستة المسانيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين الصحابة أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه ؛ فحديث العقبة تفرد به موسى الصغير عن هلال . وحديث الإجلال تفرد به عمير عن أبي العذراء . وحديث المناديين تفرد به قتادة عن خليد ، وحديث الحب والمحبة تفرد به محمد بن سعد الأنصاري ، عن عبد الله ، وحديث التفرغ والتخلي تفرد به جنيد بن العلاء ، عن محمد بن سعيد . وحديث الحلم والعلم تفرد به معاوية بن صالح ، عن أبي حليس . ولأبي الدرداء غير حديث مما يليق بحاله اقتصرنا منه على ما ذكرنا .

[ ص: 228 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية