صفحة جزء
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ، ثنا جعفر بن محمد بن شريك ، ثنا محمد بن سلمان ، ثنا إسماعيل بن زكريا ، عن محمد بن عون الخراساني ، عن أبي غالب الخلجي ، قال : سمعت ابن عباس رضي الله تعالى عنه يقول : عليك بالفرائض وما وظف الله تعالى عليك من حقه فأده ، واستعن الله على ذلك فإنه لا يعلم من عبد صدق نية وحرصا فيما عنده من حسن ثوابه إلا أخره عما يكره ، وهو الملك يصنع ما يشاء .

حدثنا أبي ، ثنا الحسن بن محمد ، ثنا محمد بن حميد ، ثنا يعقوب بن عبد الله الأشعري ، ثنا جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ، قال : " ما من مؤمن ولا فاجر إلا وقد كتب الله تعالى له رزقه من الحلال ، فإن صبر حتى يأتيه آتاه الله تعالى ، وإن جزع فتناول شيئا من الحرام نقصه الله من رزقه الحلال " .

حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا الحسن بن زكريا ، ثنا محمد بن سليمان لوين ، ثنا إسماعيل بن زكريا ، عن محمد بن عون ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ، في قوله تعالى : ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) . قال : كان الله تعالى يبعث النبي إلى أمته فيلبث فيهم إلى انقضاء أجله من الدنيا ثم يقبضه الله تعالى إليه ، فتقول الأمة من بعده ، أو من شاء منهم : إنا على منهاج النبي وسبيله ، فينزل الله تعالى بهم البلاء ، فمن ثبت منهم على ما كان عليه النبي فهو الصادق ، ومن خالف إلى غير ذلك فهو الكاذب .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا يوسف القاضي ، ثنا أبو الربيع الزهراني ، ثنا عون بن عمارة ثنا يحيى بن أبي أنيسة ، عن علقمة بن مرثد ، عن علي بن الحسين ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ، قال : كان رجل ممن كان قبلكم يكذب بالقدر ، وكان مسيئا إلى امرأته ، فخرج إلى الجبانة فوجد قحف رأس مكتوب عليه ، يحرق ثم يذرى في الريح ، قال : فأخذه فجعله في سفط ودفعه إلى امرأته ثم أحسن إليها ثم سافر ، فجاءها جاراتها ، فقلن : يا أم فلان بم كان يحسن زوجك الصنيعة إليك فهل استودعك شيئا . فقالت : نعم . هذا السفط ، قلن : فإن فيه رأس خليلة له ، فقامت [ ص: 327 ] غيورا مغضبة حتى فتحته فإذا فيه قحف رأس ، قلن : تدرين يا أم فلان ما تصنعين به؟ احرقيه ثم ذريه في الريح . ففعلت فقدم زوجها من سفره ، وهي مغضبة ، فقال لها : ما فعل السفط؟ فحدثته بالحديث ، فقال : آمنت بالله وصدقت بالقدر ، فرجع عن قوله .

حدثنا أحمد بن السندي ، ثنا الحسن بن علوية ، ثنا إسماعيل بن عيسى ، ثنا إسحاق بن بشر ، عن أبي بكر الهذلي ، وهشام بن حسان ، ومقاتل عمن أخبره ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ، قال : كان رجل فيمن كان قبلكم عبد الله تعالى ثمانين سنة ، ثم إنه أخطأ خطيئة خاف منها على نفسه ، فأتى الفيافي فناداها أيتها الفيافي الكثيرة رمالها ، الكثيرة عضاهها ، الكثيرة دوابها ، الكثيرة تلاعها ، هل فيك مكان يواريني من ربي عز وجل ؟ فأجابته الفيافي ، بإذن الله : يا هذا والله ما في نبت ولا شجر إلا وملك موكل به ، فكيف أواريك عن الله تعالى . فأتى البحر فقال : أيها البحر الغزير ماؤه ، الكثير حيتانه ، هل فيك مكان يواريني من ربي عز وجل ؟ فأجابه ، بإذن الله ، فقال : يا هذا والله ما في حصاة ، ولا دابة إلا وبها ملك موكل ، فكيف أواريك عن الله عز وجل . فأتى الجبال ، فقال : يا أيتها الجبال الشوامخ في السماء ، الكثيرة غيرانها ، هل فيك مكان يواريني من ربي تعالى ؟ فقالت الجبال : والله ما فينا من حصاة ولا غار إلا وملك موكل به ، فأين أواريك؟ قال : فأقام يتعبد هنالك ويلتمس التوبة حتى حضره الموت فبكى ، فقال : يا رب اقبض روحي في الأرواح ، وجسدي في الأجساد ، ولا تبعثني يوم القيامة .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو عبيدة الحداد ، وإسماعيل ، يعني ابن علية ، قالا : أخبرنا صالح بن رستم ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، قال : صحبت ابن عباس رضي الله تعالى عنه من مكة إلى المدينة ، فكان إذا نزل قام شطر الليل . قال : فسأله أيوب كيف قراءته . قال : قرأ : ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ) فجعل يرتل ويكثر في ذاكم النشيج . لفظ أبي عبيدة .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الوهاب ، عن [ ص: 328 ] سعيد الجريري ، عن رجل ، قال : رأيت ابن عباس رضي الله تعالى عنه أخذ بثمرة لسانه ، وهو يقول : ويحك قل خيرا تغنم ، واسكت عن شر تسلم ، فقال له رجل : يا ابن عباس ما لي أراك آخذا بثمرة لسانك تقول كذا . قال : إنه بلغني أن العبد يوم القيامة ليس هو على شيء أحنق منه على لسانه .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي ، ثنا خلف بن عبد الحميد ، ثنا أبو الصباح عبد الغفور بن سعيد ، عن أبي هاشم الرماني ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ، قال : لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرا ، أو جمعة ، أو ما شاء الله ، أحب إلي من حجة بعد حجة . ولطبق بدانق أهديه إلى أخ لي في الله عز وجل أحب إلي من دينار أنفقه في سبيل الله عز وجل .

حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا علي بن الحسين بن أشكاب ، ثنا كثير بن هشام ، ثنا عيسى بن إبراهيم ، عن محمد بن عبيد الله الفزاري ، عن الضحاك ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ، قال : لما ضرب الدينار والدرهم أخذه إبليس فوضعه على عينيه ، وقال : أنت ثمرة قلبي وقرة عيني ، بك أطغي ، وبك أكفر ، وبك أدخل النار ، رضيت من ابن آدم يحب الدنيا أن يعبدك .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم ، ثنا سفيان الثوري ، عن ابن جريج ، عن أبي مليكة ، قال : قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه : ذهب الناس وبقي النسناس ، قيل : وما النسناس ؟ قال : الذين يتشبهون بالناس وليسوا بالناس .

حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ، ثنا علي بن محمد المصري ، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ، ثنا أبو نعيم ، ثنا شريك ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن عبد الله رضي الله تعالى عنه ، قال : يأتي على الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس ، حتى لا تجد فيه أحدا ذا عقل .

حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا إسحاق بن [ ص: 329 ] إبراهيم الحربي ، ثنا عباد بن موسى ، ثنا سفيان ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ، قال : قال لي معاوية رضي الله تعالى عنه : أنت على ملة علي؟ قلت : ولا على ملة عثمان ، أنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ويحيى بن معين ، قال : ثنا معمر ، عن شعيب ، عن أبي رجاء ، قال : كان هذا الموضع من ابن عباس رضي الله تعالى عنه مجرى الدموع كأنه الشراك البالي .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب السختياني ، قال : نبئت أن طاوسا كان يقول : ما رأيت أحدا كان أشد تعظيما لحرمات الله من ابن عباس رضي الله تعالى عنه ، والله لو أشاء إذا ذكرته أن أبكي بكيت .

التالي السابق


الخدمات العلمية