قال الشيخ رحمه الله تعالى : وقد كان من 
أهل البيت  من ولاة الفقراء 
وأهل الصفة  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=17الحسين بن علي بن أبي طالب  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=166وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب  يجالسانهم استنانا في مجالستهم ، ومحبتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ، إذ أمروا بالصبر على مجالستهم ، وإلزام مواظبتهم ومخالطتهم وكذلك من بعده من أصحابه أكثروا زيارتهم ، واختاروا مودتهم ومجالستهم حسبما انتشر عنهم واشتهر . وأنهم كانوا يرون العيش الهني معهم ، والمقام السني في مخالطتهم ، والحال الزري في مفارقتهم ومنابذتهم ، كما حكي عن 
الحسين بن علي  من التبرم بالعيش مع من يخالف سيرتهم ; وهو ما حدثناه 
سليمان بن أحمد  ، ثنا 
علي بن عبد العزيز  ، ثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار  ، حدثني 
محمد بن الحسن  ، قال : لما نزل القوم 
بالحسين  وأيقن أنهم قاتلوه ، قام في أصحابه خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : قد نزل من الأمر ما ترون ; وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها وانشمرت ; حتى لم يبق إلا كصبابة الإناء ، إلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون الحق لا يعمل به ، والباطل لا يتناهى عنه ، 
ليرغب المؤمن في لقاء الله ، وإني لا أرى الموت إلا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلا جرما   .