صفحة جزء
136- زينب بنت جحش

ومنهن الخاشعة الراضية ، الأواهة الداعية ، زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها .

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا الحسين بن إسحاق التستري ، ثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني ، ثنا الحسن بن محمد بن أعين الحراني ، ثنا حفص بن سليمان ، عن الكميت بن زيد الأسدي ، حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش ، عن زينب بنت جحش ، قالت : خطبني عدة من قريش فأرسلت أختي حمنة إلى [ ص: 52 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم أستشيره ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم " ، قالت : ومن هو يا رسول الله ؟ قال : " زيد بن حارثة " ، قالت : فغضبت حمنة غضبا شديدا فقالت : يا رسول الله أتزوج ابنة عمتك مولاك ؟ قالت : وجاءتني فأعلمتني فغضبت أشد من غضبها ، فقلت أشد من قولها ، فأنزل الله عز وجل : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا الآية . قالت : فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إني أستغفر الله وأطيع الله ورسوله ، افعل يا رسول الله ما رأيت ، فزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فكنت أزرأ عليه فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاتبني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم عدت فأخذته بلساني فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمسك عليك زوجك واتق الله " . فقيل : أنا أطلقها ، قالت : فطلقني ، فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل علي بيتي وأنا مكشوفة الشعر ، فعلمت أنه أمر من السماء ، فقلت : يا رسول الله بلا خطبة ولا إشهاد ؟ فقال : الله زوج وجبريل الشاهد .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا عمرو بن محمد العنقزي ، ثنا عيسى بن طهمان ، قال : سمعت مالك بن أنس ، يقول : كانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : تقول : إن الله تعالى زوجني من السماء ، وأطعم عليها خبزا ولحما .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا محمد بن يونس الكديمي ، ثنا حبان بن هلال ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة : " اذهب فاذكرني لها " فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عظمت في نفسي فذهبت إليها فجعلت ظهري إلى البيت ، فقلت : يا زينب بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك ، فقالت : ما كنت لأحدث شيئا حتى أؤامر ربي عز وجل ، فقامت إلى مسجدها ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية : فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ، فجعل [ ص: 53 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليها بغير إذن .

التالي السابق


الخدمات العلمية