صفحة جزء
وقد قيل : إن التصوف الصبر على مرارة البلوى ، ليدرك به حلاوة النجوى .

حدثنا محمد بن معمر ، ثنا محمود بن محمد المروزي ، ثنا حامد بن آدم ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن سفيان بن غياث ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حائط من تلك الحوائط ، إذ جاء رجل فاستفتح الباب ، فقال : " افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه " ، فإذا هو عثمان ، فأخبرته ، فقال : الله المستعان .

حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا همام ، عن قتادة ، عن محمد بن سيرين ، ومحمد بن عبيد الحنفي ، عن عبد الله بن عمرو : أن رسول الله - صلى الله عليه [ ص: 58 ] وسلم - كان في حش من حيشان المدينة ، فاستأذن رجل خفيض الصوت ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه " ، فأذنت له وبشرته ، فإذا هو عثمان ، فقرب بحمد الله حتى جلس .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن عبد الله بن رسته ، ثنا هريم بن عبد الأعلى ، ثنا معتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يحدث ، عن قتادة ، عن أبي الحجاج ، عن أبي موسى ، قال : جاء رجل فاستأذن مرة ، فقال : " ائذن له وبشره بالجنة في بلوى " ، فقال عثمان : أسأل الله صبرا .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، قال : قال قيس بن أبي حازم : حدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار حين حصر : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي عهدا فأنا صابر عليه ، قال قيس : فكانوا يرونه ذلك اليوم ، يعني اليوم الذي قال : " وددت أن عندي بعض أصحابي فشكوت إليه ، فقيل له : ألا ندعوا لك أبا بكر ؟ فقال : لا ، قيل : عمر ؟ قال : لا ، قيل : فعلي ؟ قال : لا ، فدعي له عثمان ، فجعل يناجيه ويشكو إليه ، ووجه عثمان يتلون " .

التالي السابق


الخدمات العلمية