صفحة جزء
157 - أم إسحاق

ومنهن المهاجرة أم إسحاق ، المثكلة بالوحدة والفراق .

حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا إسماعيل بن عبد الله ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا بشار بن عبد الملك ، حدثتني جدتي أم حكيم ، قالت : سمعت أم إسحاق ، تقول : هاجرت مع أخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، فلما كنت في بعض الطريق قال لي أخي : اقعدي يا أم إسحاق فإني نسيت نفقتي بمكة ، فقالت : إني أخشى الفاسق - تعني زوجها - قال : كلا إن شاء الله ، قالت : فلبثت أياما فمر بي رجل قد عرفته ولا أسميه ، فقال : ما يقعدك ههنا يا أم إسحاق ؟ قلت : أنتظر إسحاق ذهب يأخذ نفقته ، قال : لا إسحاق لك ، قد لحقه الفاسق زوجك فقتله ، فقدمت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ ، فقالت : يا رسول الله قد قتل إسحاق ، وأنا أبكي وهو ينظر إلي ، فإذا نظرت إليه وقد نكس في الوضوء وأخذ كفا من ماء فنضحه في وجهي ، [ ص: 74 ] قال بشار : قالت جدتي : فلقد كانت تصيبها المصيبة العظيمة فترى الدموع في عينيها ولا تسيل على خدها .

التالي السابق


الخدمات العلمية