صفحة جزء
162 - أويس بن عامر القرني سيد العباد ، وعلم الأصفياء من الزهاد أويس بن عامر القرني ، بشر النبي صلى الله عليه وسلم به ، وأوصى به أصحابه .

حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم ، ثنا أحمد بن الخليل الترجلاني ، ثنا أبو النضر ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أسير بن جابر ، قال : كان محدث بالكوفة يحدثنا فإذا فرغ من حديثه يقول : تفرقوا ، ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه ، فأحببته ففقدته ، فقلت لأصحابي : هل تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا ؟ فقال رجل من القوم : نعم أنا أعرفه ، ذاك أويس القرني ، قلت : أفتعرف منزله ؟ قال : نعم ، فانطلقت معه حتى حجرته فخرج إلي ، فقلت : يا أخي ما حبسك عنا ؟ قال : العري ، قال : وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه ، قال : قلت : خذ هذا البرد فالبسه ، قال : لا تفعل فإنهم إذا يؤذونني إذا رأوه ، قال : فلم أزل به حتى لبسه ، فخرج عليهم ، فقالوا : من ترون خدع عن برده هذا ؟ فجاء فوضعه ، فقال : أترى ؟ قال : فأتيت المجلس ، فقلت : ما تريدون من هذا الرجل قد آذيتموه ، الرجل يعرى مرة ويكتسي مرة ، قال : فأخذتهم بلساني أخذا شديدا ، قال : فقضي أن أهل الكوفة وفدوا إلى - عمر بن الخطاب فوجد رجل ممن كان يسخر به ، فقال - عمر : هل ههنا أحد من القرنيين ؟ قال : فجاء ذاك الرجل فقال : أنا ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال : إن رجلا يأتيكم من اليمن [ ص: 80 ] يقال له أويس ، لا يدع باليمن غير أم له ، وقد كان به بياض فدعا الله تعالى فأذهبه عنه إلا مثل موضع الدينار أو الدرهم ، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم ، قال : فقدم علينا . قال : فقلت : من أين ؟ قال : من اليمن ، قلت : ما اسمك ؟ قال : أويس ، قال : فمن تركت باليمن ؟ قال : أما لي ، قال : أكان بك بياض فدعوت الله فأذهب عنك ؟ قال : نعم ، قال : فاستغفر لي ، قال : أويستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : فاستغفر له ، قال : قلت : أنت أخي لا تفارقني ، قال : فانملس مني وأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة ، قال : فجعل ذلك الرجل الذي كان يسخر منه يحقره ، قال : يقول : ما هذا فينا ولا نعرفه . قال - عمر : بلى ، إنه رجل كذا ، كأنه يضع شأنه ، قال : فينا رجل يا أمير المؤمنين ، يقال له أويس ، قال : أدرك ولا أراك تدرك ، فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله ، فقال له أويس : ما هذه بعادتك فما بدا لك ؟ قال :سمعت - عمر يقول كذا وكذا ، فاستغفر لي أويس ، قال : لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد وأن لا تذكر الذي سمعته من - عمر إلى أحد ، فاستغفر له ، قال أسير : فما لبثنا أن فشا أمره بالكوفة ، قال : فدخلت عليه فقلت : يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر ، فقال : ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس ، وما يجزى كل عبد إلا بعمله ، قال : ثم انملس منهم فذهب .

رواه حماد بن سلمة ، عن الجريري نحوه ، ورواه زرارة بن أوفى ، عن أسير بن جابر ، وهذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه ، عن أبي خيثمة ، عن أبي النضر مختصرا ، وعن إسحاق بن إبراهيم ، عن معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن قتادة ، عن زرارة ، عن أسير مطولا .

حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا معاذ بن هشام الدستوائي ، أخبرنا أبي ، عن قتادة ، عن زرارة ، عن أسير بن جابر ، قال : كان - عمر بن الخطاب إذا أتت عليه أمداد أهل اليمن سألهم : هل فيكم أويس بن عامر القرني ، فذكر نحو حديث أبي نضرة ، عن أسير بطوله .

ورواه الضحاك بن مزاحم ، عن أبي هريرة بزيادة ألفاظ لم يتابعه عليها أحد ، تفرد به مجالد بن يزيد ، عن نوفل عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية