صفحة جزء
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم ، قال : ثنا هناد بن السري ، قال : ثنا المحاربي عن عبد الملك بن عمير ، قال : قيل للربيع بن خيثم : ألا ندعو لك طبيبا ؟ قال : أنظروني ، فتفكر ثم قال : ( وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا ) ، قال : فذكر حرصهم على الدنيا ورغبتهم وما كانوا ، وقال : قد كانت فيهم أطباء وكان فيهم مرضى فلا أرى المداوي بقي ولا أرى المداوى ، وأهلك الناعت والمنعوت ، لا حاجة لي فيه .

ورواه نسير بن ذعلوق ، عن بكر بن ماعز ، عن الربيع نحوه .

حدثنا أبي ، قال : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قال : ثنا أبو حميد أحمد بن محمد الحمصي ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، قال : ثنا يزيد بن عطاء ، عن علقمة بن مرثد ، قال : انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين ، فأما الربيع بن خيثم فقيل له حين أصابه الفالج : لو تداويت ، فقال : لقد علمت أن الدواء حق ، ولكن ذكرت عادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا كانت فيهم الأوجاع وكانت لهم الأطباء ، فلا المداوي [ ص: 107 ] بقي ولا المداوى ، فقيل له : ألا تذكر الناس ؟ قال :ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمها إلى ذم الناس ، إن الناس خافوا الله تعالى في ذنوب الناس وأمنوا على ذنوبهم ، وقيل له : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحنا مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا ، وكان ابن مسعود إذا رآه قال : وبشر المخبتين ، أما إن محمدا صلى الله عليه وسلم لو رآك لأحبك ، وكان الربيع يقول : أما بعد ، فأعد زادك ، وخذ في جهادك ، وكن وصي نفسك .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا هناد ، قال : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن منذر الثوري ، عن الربيع بن خيثم ، أنه قال لأهله : اصنعوا لنا خبيصا ، فصنعوا له فدعا رجلا به خبل فجعل يلقمه ولعابه يسيل ، فلما ذهب قال أهله : تكلفنا وصنعنا ، ما يدري هذا ما أكل ، فقال الربيع : لكن الله .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أحمد بن إبراهيم ، قال : ثنا خلاد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، قال : أخبرتني سرية الربيع بن خيثم ، قالت : كان عمل الربيع كله سرا ، إن كان ليجيء الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه .

رواه الأعمش ، عن سفيان مثله .

حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : ثنا محمد بن أبي سهل ، قال : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن رجل ، عن الربيع بن خيثم ، قال : كل ما لا يبتغى به وجه الله تعالى يضمحل .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ، قال : ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثني أبي وعمي ، قالا : ثنا عبد الله بن إدريس ، عن عمه ، عن الشعبي وذكر أصحاب عبد الله ، فقال : أما الربيع فأورعهم ورعا .

حدثنا محمد بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن عثمان ، قال : ثنا عبيد بن يعيش ، قال : ثنا يحيى بن آدم ، قال : ثنا مالك بن مغول ، قال : قال الشعبي : أصفهم لك - يعني أصحاب عبد الله - كأنك شهدتهم ، كان الربيع بن خيثم أشدهم ورعا .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن حنبل ، قال : ثنا هناد بن السري ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سعيد بن مسروق ، عن منذر الثوري [ ص: 108 ] قال : قال الربيع : سورة يراها الناس قصيرة وأنا أراها طويلة عظيمة ، لله تعالى منحنا ليس لها خليط ، فأيكم قرأها فلا يجمعن إليها شيئا استقلالا ، وليعلم أنها مجزئة ، يعني سورة الإخلاص .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : ثنا أبو العباس السراج ، قال : ثنا هناد بن السري ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سعيد ، يعني : ابن مسروق ، عن منذر الثوري ، قال : كان الربيع إذا أتاه الرجل يسأله ، قال : اتق الله فيما علمت ، وما استؤثر عليك فكله إلى عالمه ، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ ، وما خيرتكم اليوم بخير ، ولكنه خير من آخر شر منه ، وما تتبعون الخير حق اتباعه ، وما تفرون من الناس حق فراره ، ولا كل ما أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم أدركتم ، ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو ، ثم يقول : السرائر السرائر اللاتي تخفون من الناس وهن لله تعالى بواد ، التمسوا دواءهن ، ثم يقول : وما دواؤهن إلا أن تتوب ثم لا تعود .

حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، قال : ثنا عبد الله بن محمد العبسي ، قال أبو أسامة : قال :ثنا سفيان ، عن أبيه ، عن بكر بن ماعز : قال : قال الربيع بن خيثم : يا بكر بن ماعز أخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك ، فإني اتهمت الناس على ديني ، أطع الله فيما علمت ، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه ، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ ، فذكر مثل حديث الأحوص .

رواه إسرائيل عن سعيد بن مسروق ، عن منذر مثله .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، قال : حدثني النضر بن إسماعيل ، قال : ثنا عبد الملك بن الأصبهاني ، عن جدته ، عن الربيع بن خيثم ، أنه قال لأصحابه : تدرون ما الداء والدواء والشفاء ؟ قالوا : لا ، قال : الداء الذنوب ، والدواء الاستغفار ، والشفاء أن تتوب ثم لا تعود .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو النضر العجلي ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : ثنا سفيان ، عن نسير بن ذعلوق ، قال : كان الربيع بن خيثم يبكي حتى تبل لحيته دموعه [ ص: 109 ] فيقول : أدركنا أقواما كنا في جنبهم لصوصا .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا أحمد بن علي بن المثنى ، قال : ثنا عبد الصمد بن يزيد ، قال : سمعت فضيل بن عياض ، يقول : كان الربيع بن خيثم يقول في دعائه : أشكو إليك حاجة لا يحسن بثها إلا إليك ، وأستغفر منها وأتوب إليك .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ، قال : ثنا أحمد بن عمرو بن عبيد العصفري ، قال : ثنا عثمان بن زفر ، قال : ثنا الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، قال : قال الربيع بن خيثم : من استغفر الله تعالى كتب في راحته : أمن من العذاب .

حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ، قال : ثنا أبو العباس السراج ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا وكيع ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن عمر بن ذر ، قال : قيل للربيع بن خيثم : كيف أصبحت يا أبا يزيد ؟ قال : أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا .

حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : ثنا محمد بن شبل ، قال : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن أبي يعلى ، قال : كان الربيع إذا قيل له : كيف أصبحتم ، يقول : ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا .

رواه نسير بن ذعلوق ، عن بكر بن ماعز ، عنه مثله .

حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : ثنا محمد بن أبي سهل ، قال : ثنا عبد الله بن محمد العبسي ، قال : ثنا حفص بن غياث ، عن أشعث ، عن ابن سيرين ، عن الربيع بن خيثم ، قال : أقلوا الكلام إلا بتسع : تسبيح وتكبير وتهليل وسؤالك الخير وتعوذك من الشر وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وقراءة القرآن .

رواه منذر الثوري ، عن الربيع مثله .

التالي السابق


الخدمات العلمية