صفحة جزء
حدثنا حامد بن جبلة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا محمد بن الصباح ، قال : ثنا علي بن ثابت ، عن جعفر بن برقان ، عن أبي عبد الله الحرسي - وكان من حرس عمر بن عبد العزيز - قال : دخل أبو مسلم الخولاني على معاوية بن أبي سفيان وقال : السلام عليكم أيها الأجير ، فقال الناس : الأمير يا أبا مسلم ، ثم قال : السلام عليك أيها الأجير ، فقال الناس : الأمير ، فقال معاوية : دعوا أبا مسلم هو أعلم بما يقول ، قال أبو مسلم : إنما مثلك مثل رجل استأجر أجيرا فولاه ماشيته وجعل له الأجر على أن يحسن الرعية ويوفر جزازها وألبانها ، فإن هو أحسن رعيتها ووفر جزازها حتى تلحق الصغيرة وتسمن العجفاء أعطاه أجره وزاد من قبله زيادة ، وإن هو لم يحسن رعيتها وأضاعها حتى تهلك العجفاء وتعجف السمينة ولم يوفر جزازها وألبانها غضب عليه صاحب الأجر فعاقبه ولم يعطه الأجر ، فقال معاوية : ما شاء الله كان .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا هارون بن عبد الله ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا عبيد الله بن شميط ، عن أبيه ، قال : كان أبو مسلم الخولاني يطوف ينعى الإسلام ، فأتى معاوية فقيل له فأرسل إليه فدعاه ، فقال له : ما اسمك ؟ قال [ ص: 126 ] معاوية : قلت : بل أنت حدوثة قبر عن قليل ، إن عملت خيرا أجزيت به وإن عملت شرا أجزيت به ، يا معاوية إن عدلت على أهل الأرض جميعا ثم جرت على رجل واحد مال جورك بعدلك .

حدثنا عبد الرحمن بن العباس ، قال : ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، قال : ثنا الهيثم بن خارجة ، ثنا إسماعيل بن عياش ، عن شرحبيل بن مسلم ، عن أبي مسلم الخولاني ، أنه كان إذا وقف على خربة ، قال : يا خربة أين أهلك ؟ ذهبوا وبقيت أعمالهم ، وانقطعت الشهوات وبقيت الخطيئة ، ابن آدم ترك الخطيئة أهون من طلب التوبة .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، قال : ثنا المغيرة ، قال : ثنا هشام بن الغاز ، حدثني يونس الهرم ، عن أبي مسلم الخولاني : أنه نادى معاوية بن أبي سفيان وهو جالس على منبر دمشق ، فقال : يا معاوية إنما أنت قبر من القبور إن جئت بشيء كان لك شيء ، وإن لم تجئ بشيء فلا شيء لك ، يا معاوية لا تحسبن الخلافة جمع المال وتفرقه ولكن الخلافة العمل بالحق والقول بالمعدلة وأخذ الناس في ذات الله عز وجل ، يا معاوية إنا لا نبالي بكدر الأنهار ما صفت لنا رأس عيننا ، وإنك رأس عيننا ، يا معاوية إياك أن تحيف على قبيلة من قبائل العرب فيذهب حيفك بعدلك . فلما قضى أبو مسلم مقالته أقبل عليه معاوية ، فقال : يرحمك الله .

حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي مسلم الخولاني ، قال : مثل الإمام كمثل عين عظيمة صافية طيبة ، الماء يجري منها إلى نهر عظيم فيخوض الناس النهر فيكدرونه ، ويعود عليهم صفو العين ، فإن كان الكدر من قبل العين فسد النهر ، قال : ومثل الإمام ومثل الناس كمثل فسطاط لا يستقل إلا بعمود ، لا يقوم العمود إلا بالأطناب - أو قال : بالأوتاد - فكلما نزع وتدا زاد العمود وهنا ، لا يصلح الناس إلا بالإمام ، ولا يصلح الإمام إلا بالناس .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا علي بن إسحاق ، قال : ثنا حسين [ ص: 127 ] الزهري قال :ثنا ابن المبارك ، قال : ثنا إسماعيل بن عياش ، حدثني شرحبيل بن مسلم الخولاني ، عن عمر بن سيف الخولاني أنه سمع أبا مسلم الخولاني ، يقول : لأن يولد لي مولود يحسن الله نباته حتى إذا استوى على شبابه وكان أعجب ما يكون إلي قبضه الله مني ، أحب إلي من أن يكون لي الدنيا وما فيها .

التالي السابق


الخدمات العلمية