صفحة جزء
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل ، قال : ثنا محمد بن عبد الله بن سعيد ، قال : ثنا أحمد بن زيادة ، قال : ثنا عصمة بن سليمان الحراني ، قال : ثنا فضيل بن جعفر ، قال : [ ص: 151 ] خرج الحسن من عند ابن هبيرة فإذا هو بالقراء على الباب ، فقال : ما يجلسكم هاهنا تريدون الدخول على هؤلاء الخبثاء ؟ أما والله ما مجالستهم بمجالسة الأبرار ، تفرقوا فرق الله بين أرواحكم وأجسادكم ، قد لقحتم نعالكم وشمرتم ثيابكم وجززتم شعوركم فضحتم القراء فضحكم الله ، أما والله لو زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم ، لكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم ، أبعد الله من أبعد .

حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا بشر بن موسى ، قال : ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، قال : ثنا مسلمة بن جعفر الأحمسي الأعور ، عن عبد الحميد الزيادي - وهو عبد الحميد بن كرديد - عن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال : إن لله عز وجل عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين ، وكمن رأى أهل النار في النار مخلدين ، قلوبهم محزونة ، وشرورهم مأمونة ، حوائجهم خفيفة ، وأنفسهم عفيفة ، صبروا أياما قصارا تعقب راحة طويلة ، أما الليل فمصافة أقدامهم ، تسيل دموعهم على خدودهم ، يجأرون إلى ربهم ربنا ربنا ، وأما النهار فحلماء علماء بررة أتقياء كأنهم القداح ، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض ، أو خولطوا ولقد خالط القوم من ذكر الآخرة أمر عظيم .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ، قال : ثنا سعيد بن عامر ، قال : ثنا جويرية ، عن حميد الطويل ، قال : خطب رجل إلى الحسن وكنت أنا السفير بينهما ، قال : فكأن قد رضيه ، فذهبت يوما أثني عليه بين يديه ، فقلت : يا أبا سعيد وأزيدك أن له خمسين ألف درهم ، قال : له خمسون ألفا ما اجتمعت من حلال ، قلت : يا أبا سعيد إنه كما علمت ورع مسلم ، قال : إن كان جمعها من حلال فقد ضن بها عن حق ، لا والله لا جرى بيننا وبينه صهر أبدا .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا عباس بن محمد الترقفي ، قال : ثنا محمد بن يوسف ، عن سفيان ، عن أبي سفيان طريف ، عن الحسن : أنه كان يتمثل بهذين البيتين أحدهما في أول النهار والآخر في آخر النهار :

[ ص: 152 ]

يسر الفتى ما كان قدم من تقى إذا عرف الداء الذي هو قاتله


وما الدنيا بباقية لحي     ولا حي على الدنيا بباق

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني علي بن مسلمة ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا مسمع بن عاصم ، حدثني الوليد المسمعي ، قال : سمعت الحسن ، يقول : ابن آدم السكين تجذ والكبش يعتلف والتنور يسجر . حدثنا أحمد بن جعفر ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني علي بن مسلم ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا جعفر ، قال : ثنا هشام ، قال : سمعت الحسن يحلف بالله ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله .

حدثنا عبد الرحمن بن العباس ، قال : ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، قال : ثنا عبيد الله بن عمر ، قال : ثنا المنهال ، عن غالب قال : قال الحسن : ابن آدم أصبحت بين مطيتين لا يعرجان بك خطر الليل والنهار حتى تقدم الآخرة ؛ فإما إلى الجنة وإما إلى النار ، فمن أعظم خطرا منك .

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : ثنا بشر بن موسى ، قال : ثنا الحميدي ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، قال : ثنا أبو موسى ، قال : سمعت الحسن يقول : وأتاه رجل فقال : إني أريد السند فأوصني ، قال : حيث ما كنت فأعز الله يعزك ، قال فحفظت وصيته فما كان بها أحد أعز مني حتى رجعت .

حدثنا يوسف بن يعقوب ، قال : ثنا الحسن بن المثنى ، قال : ثنا عفان بن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن سالم ، عن الحسن . قال : ضحك المؤمن غفلة من قلبه . وعن حماد ، عن حميد ، عن الحسن ، قال : كثرة الضحك تميت القلب .

حدثنا محمد بن أحمد ، قال : ثنا بشر بن موسى ، قال : ثنا الحميدي ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا أبو موسى ، قال : سمعت الحسن يقول : الإسلام وما الإسلام ؟ السر والعلانية فيه مشتبهة ، وأن يسلم قلبك لله ، وأن يسلم منك كل مسلم وكل ذي عهد .

[ ص: 153 ] حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : ثنا علي بن إسحاق ، قال : ثنا الحسن المروزي ، قال : ثنا عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن يحيى بن المختار ، عن الحسن ، قال : والله ما تعاظم في أنفسهم ما طلبوا به الجنة حين أبكاهم الخوف من الله تعالى .

حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : ثنا علي بن إسحاق ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا عبد الله بن المبارك ، قال : ثنا طلحة بن صبيح ، عن الحسن ، قال : المؤمن من يعلم أن ما قال الله عز وجل كما قال ، والمؤمن أحسن الناس عملا وأشد الناس خوفا ، لو أنفق جبلا من مال ما أمن دون أن يعاين ، ولا يزداد صلاحا وبرا وعبادة إلا ازداد فرقا ، يقول : لا أنجو ، والمنافق يقول : سواد الناس كثير وسيغفر لي ولا بأس علي ، فينسأ العمل ويتمنى على الله تعالى .

حدثنا أبو محمد بن حبان ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ابن المبارك ، قال : ثنا المبارك بن فضالة ، قال : كان الحسن إذا تلا هذه الآية : ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) . قال : من قال ذا ؟ قاله من خلقها وهو أعلم بها ، قال : وقال الحسن : إياكم وما شغل من الدنيا فإن الدنيا كثيرة الأشغال ، لا يفتح رجل على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية