صفحة جزء
حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني محمد بن عبيد بن حساب ، قال : ثنا جعفر بن سليمان حدثه أبو التياح قال : كان مطرف بن عبد الله يبدو فإذا كان ليلة الجمعة أدلج على فرسه فربما نور له سوطه ، قال : فأدلج ليلة حتى إذا كان عند القبور هوم على فرسه قال : فرأيت أهل القبور صاحب كل قبر جالسا على قبره ، فلما رأوني قالوا : هذا مطرف يأتي الجمعة ، قال قلت أتعلمون عندكم يوم الجمعة ؟ قالوا : نعم ، نعلم ما تقول الطير فيه ، قلت : وما تقول الطير ؟ قالوا : تقول سلام سلام من يوم صالح .

حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا إبراهيم ، أخبرنا عبد الرزاق ، قال : ثنا معمر ، عن قتادة ، قال : كان مطرف بن عبد الله بن الشخير وصاحب له سريا في ليلة مظلمة فإذا طرف سوط أحدهما عنده ضوء ، فقال : أما إنا لو حدثنا الناس بهذا لكذبونا ، فقال مطرف : المكذب أكذب - يقول المكذب بنعمة الله أكذب .

حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني الحسن بن منصور ، قال : ثنا حجاج بن محمد ، عن مهدي بن ميمون ، عن غيلان بن جرير قال : أقبل مطرف مع ابن أخ له من البادية وكان يبدو ، فبينا هو يسير سمع في طرف سوطه كالتسبيح ، فقال له ابن أخيه : يا أبا عبد الله لو حدثنا الناس بهذا كذبونا ، فقال : مطرف : المكذب أكذب الناس .

حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : ثنا ابن أبي سهل ، قال : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : ثنا عفان ، قال : ثنا حماد عن ثابت ، عن مطرف : أنه أقبل من مبداه فجعل يسير بالليل فأضاء له سوطه .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، قال : ثنا هاشم بن حمدان القاسم ، قال : ثنا سليمان بن المغيرة ، قال : كان [ ص: 206 ] مطرف بن عبد الله إذا دخل بيته سبحت معه آنية بيته .

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ، قال : ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا جرير بن حازم ، عن حميد بن هلال ، قال : كان بين مطرف وبين رجل من قومه شيء ، فقال له مطرف : إن كنت كاذبا فأماتك الله - أو تعجل الله بك - قال :فخر ميتا مكانه ، قال : فاستعدى أهله زيادا وهو على البصرة فقال لهم زياد : هل ضربه هل مسه ؟ فقالوا : لا ، فقال زياد : هي دعوة رجل صالح وافقت قدر الله .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : ثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : ثنا أبو عامر القيسي ، قال : ثنا بشر بن كثير الأسدي ، قال : رأيت مطرف بن عبد الله إذا نزل بادية خط مسجدا ، وركز عصاه حيال وجهه . وكان كلب أبيض يمر بين يديه وهو يصلي فلا ينصرف ، فقال : اللهم احرمه صيده ، وقال بشر : فلا أعلمه إلا كان يخالط الصيد فلا يصيد .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا أبو مسعود عبدان ، قال : ثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الله بن جعفر ، قال : ثنا الحسن بن عمرو الفزاري ، عن ثابت البناني ورجل آخر : أنهما دخلا على مطرف وهو مغمى عليه قال : فسطعت منه أنوار ثلاثة ؛ نور من رأسه ، ونور من وسطه ، ونور من رجليه وقدميه قال : فهالنا ذلك ، فأفاق فقالا له : كيف أنت يا أبا عبد الله ؟ فقال : صالح ، فقالا : لقد رأينا شيئا هالنا قال : وما هو ؟ قلنا : أنوار سطعت منك ، قال : وقد رأيتم ذلك ؟ قالوا : نعم ! قال :تلك تنزيل السجدة وهي ثلاثون آية سطع أولها من رأسي ووسطها من وسطي وآخرها من قدمي ، وقد صورت تشفع لي فهذا ثوابها يحرسني .

حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ، قال : ثنا أبو العباس السراج ، قال : ثنا حاتم بن الليث ، قال : ثنا خالد بن خداش ، قال : ثنا حماد بن زيد ، قال : ثنا غيلان بن جرير ، قال : حبس الحجاج مورقا العجلي في السجن فقال لي مطرف بن عبد الله : تعال حتى ندعوا وأمنوا ، فدعا مطرف وأمنا على دعائه ، فلما كان العشاء خرج [ ص: 207 ] الحجاج ودخل الناس ودخل أبو مورق فيمن دخل ، فقال الحجاج لحرسي : اذهب إلى السجن فادفع ابن هذا الشيخ إليه ، قال خالد : من غير أن يكلمه فيه أحد من الناس .

التالي السابق


الخدمات العلمية