صفحة جزء
178 - يزيد بن عبد الله

ومنهم أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير أخو مطرف ، له في العبادة ذكر مشهور ، وكلامه إن قل مذكور .

فمما حفظ عنه . قيل له : ألا نسقف مسجدنا ؟ قال : أصلحوا قلوبكم يكفكم مسجدكم ، وكان يقول : إن صاحب النار الذي لا تمنعه مخافة الله من شيء خفي له .

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال :ثنا إبراهيم بن شريك ، قال : ثنا شهاب بن عباد ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن بديل بن ميسرة ، قال : كان مطرف يقول : لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر ، وكان أخوه أبو العلاء يقول : اللهم أي ذلك كان خيرا فعجل لي .

حدثنا محمد بن حيان ، قال : ثنا أبو بكر بن مكرم ، قال : ثنا مشرف الواسطي ، قال : ثنا عمرو بن السكن ، قال : كنت عند سفيان بن عيينة ، فقام إليه رجل من أهل بغداد ، فقال : يا أبا محمد أخبرني عن قول مطرف : لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر ، أهو أحب إليك ؟ أم قول أخيه أبي العلاء : اللهم رضيت لنفسي ما رضيت لي ، قال : فسكت سكتة ثم قال : قول مطرف أحب إلي ، فقال الرجل : كيف وقد رضي هذا لنفسه ما رضيه الله له ، قال سفيان : إني قرأت القرآن فوجدت صفة سليمان مع العافية التي كان فيها : ( نعم العبد إنه أواب ) ، ووجدت صفة أيوب مع البلاء الذي كان فيه نعم العبد إنه أواب ، فاستوت الصفتان وهذا معافى وهذا مبتلى [ ص: 213 ] فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر ، فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحب إلي من البلاء مع الصبر .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثني علي - يعني ابن إسحاق أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك - قال :ثنا سلام بن أبي مطيع ، عن ثابت ، قال : كان الحسن في مجلس فقيل لأبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير : تكلم ، فقال : أوهناك أنا ، ثم ذكر الكلام ومؤنته وتبعته ، قال ثابت فأعجبني .

التالي السابق


الخدمات العلمية