صفحة جزء
185 - العلاء بن زياد

ومنهم المبشر المحرون ، المستتر المخزون ، تجرد من التلاد ، وتشمر للمهاد ، وقدم العتاد للمعاد ، واعتزل عن العباد ، العلاء بن زياد .

وقد قيل : إن التصوف الارتياد والاجتهاد ، لذل الانقياد في عز الاعتماد .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال :حدثني أبي ، قال : أخبرت عن المبارك بن فضالة ، عن حميد بن هلال ، قال : دخلت مع الحسن على العلاء بن زياد العدوي وقد سله الحزن وكانت له أخت تندف عليه القطن غدوة وعشية ، فقال له الحسن : كيف أنت يا علاء ؟ فقال : واحزناه على [ ص: 243 ] الحزن ، قال الحسن : قوموا فإلى هذا والله انتهى استقلال الحزن .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال :حدثني أبي ، قال : ثنا روح ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : ثنا العلاء بن زياد : أن رجلا كان يرائي بعمله فجعل يشمر ثيابه ويرفع صوته حتى إذا ما قرأ فجعل لا يأتي على أحد إلا سبه ولعنه ، ثم رزقه الله تعالى يقينا بعد ذلك فخفض من صوته وجعل صلاته فيما بينه وبين ربه تعالى ، فجعل لا يأتي بعد ذلك على أحد إلا دعا له بخير وشمت عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية