صفحة جزء
188 - الأسود بن كلثوم

ومنهم المستشهد الملثوم ، الأسود بن كلثوم . خلت دعوته ، فعجلت كرامته .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية قال : أخبرني سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، قال : كان منا رجل يقال له الأسود بن كلثوم ، وكان إذا مشى لا يجاوز بصره قدميه ، فكان يمر بالنسوة وفي الجدر يومئذ قصر ، ولعل إحداهن أن تكون واضعة ثوبها أو خمارها فإذا رأينه راعهن ثم يقلن كلا ، إنه الأسود بن كلثوم ، فلما قدم غازيا ، قال : اللهم إن نفسي هذه تزعم في الرخاء أنها تحب لقاءك ، فإن كانت صادقة فارزقها ذلك ، وإن كانت كاذبة فاحملها عليه وإن كرهت ، فأطعم لحمي سباعا وطيرا . فانطلق في خيل فدخلوا حائطا فنذر بهم العدو فجاءوا فأخذوا بثلمة في الحائط فنزل الأسود عن فرسه [ ص: 255 ] فضربها حتى غارت ، فخرج فأتى الماء فتوضأ ثم صلى . قال : يقول العجم : هكذا استسلام العرب إذا استسلموا ، ثم تقدم فقاتل حتى قتل ، قال : فمر عظم الجيش بعد ذلك بذلك الحائط . فقيل لأخيه : لو دخلت فنظرت ما بقي من عظام أخيك ولحمه . قال : لا ، دعا أخي بدعوات فاستجيبت له ، فلست أعرض في شيء من ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية