صفحة جزء
190 - عبد الله بن غالب

ومنهم العابد الرائب ، المتشمر الناحب ، المتشوق الطالب ، أبو فراس عبد الله بن غالب .

وقيل : إن التصوف الحذر من الدنيا والهرب ، والرغب في العقبى والطلب .

حدثنا أبو حامد بن جبلة قال : ثنا أبو العباس الثقفي قال :ثنا عبد الله بن أبي زياد قال :ثنا سيار قال :ثنا جعفر قال :ثنا مالك بن دينار ، قال : كان لعبد الله بن غالب بيتان ؛ بيت يتعبد فيه وبيت لعياله ، وكان له وردان ؛ ورد بالنهار وورد بالليل .

حدثنا أبو بكر بن مالك قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال :ثنا نصر بن علي قال :ثنا نوح بن قيس قال :ثنا عون بن أبي شداد ، أن عبد الله بن غالب كان يصلي الضحى مائة ركعة ، ويقول : لهذا خلقنا ، وبهذا أمرنا ، ويوشك أولياء الله أن يكفوا ويحمدوا .

حدثنا أحمد بن جعفر قال :ثنا عبد الله بن أحمد قال :حدثني أبو عمرو [ ص: 257 ] الأزدي ، قال : ثنا نوح بن قيس ، عن أخيه خالد بن قيس ، عن قتادة : أن عبد الله بن غالب كان يقص في المسجد الجامع ، فمر عليه الحسن فقال : يا عبد الله لقد شققت على أصحابك ، فقال : ما أرى عيونهم انفقأت ، ولا أرى ظهورهم اندقت ، والله يأمرنا يا حسن أن نذكره كثيرا ، وأنت تأمرنا أن نذكره قليلا ، كلا لا تطعه واسجد واقترب ، ثم سجد ، قال الحسن : والله ما رأيت كاليوم ، ما أدري أسجد أم لا؟

حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ، قال : ثنا محمد بن إسحاق السراج ، قال : ثنا عبد الله بن أبي زياد ، ومحمد بن الحارث ، قالا : ثنا سيار ، قال : ثنا جعفر قال : سمعت عبد الله بن غالب ، يقول في دعائه : اللهم إنا نشكو إليك سفه أحلامنا ، ونقص عملنا ، واقتراب آجالنا ، وذهاب الصالحين منا .

حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد ، قال : ثنا أبو عمرو الأزدي ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثنا نوح بن قيس قال :حدثني نصر بن علي ، قال : كان عبد الله بن غالب إذا أصبح يقول : لقد رزقني الله البارحة خيرا ; قرأت كذا ، وصليت كذا ، وذكرت كذا ، وفعلت كذا ، فيقال له : يا أبا فراس : إن مثلك لا يقول مثل هذا ، فيقول : إن الله تعالى يقول : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) وأنتم تقولون : لا تحدث بنعمة ربك .

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا عبد الصمد ، قال : ثنا غسان ، قال : ثنا سعيد بن يزيد ، قال : سجد عبد الله بن غالب ومضى رجل إلى الجسر يشتري علفا ، فاشترى حاجته من الجسر ورجع وهو ساجد .

التالي السابق


الخدمات العلمية