صفحة جزء
النكتة الخامسة : الشيطان عدو الإنسان كما قال تعالى : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) [ فاطر : 6 ] والرحمن مولى الإنسان وخالقه ومصلح مهماته ثم إن الإنسان عند شروعه في الطاعات والعبادات خاف العدو فاجتهد في أن يتحرى مرضاة مالكه ليخلصه من زحمة ذلك العدو ، فلما وصل الحضرة وشاهد أنواع البهجة والكرامة نسي العدو وأقبل بالكلية على خدمة الحبيب ، فالمقام الأول هو الفرار وهو قوله : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) والمقام الثاني هو الاستقرار في حضرة الملك الجبار فهو قوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .

النكتة السادسة : قال تعالى ( لا يمسه إلا المطهرون ) فالقلب لما تعلق بغير الله واللسان لما جرى بذكر غير الله حصل فيه نوع من اللوث ، فلا بد من استعمال الطهور فلما قال : ( أعوذ بالله ) حصل الطهور ، فعند ذلك يستعد للصلاة الحقيقية وهي ذكر الله تعالى فقال : ( بسم الله ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية