صفحة جزء
أما قوله تعالى : ( وأيدناه بروح القدس ) ففيه مسألتان :

المسألة الأولى : القدس تثقله أهل الحجاز وتخففه تميم .

المسألة الثانية : في تفسيره أقوال :

الأول : قال الحسن : القدس هو الله تعالى ، وروحه جبريل عليه السلام ، والإضافة للتشريف ، والمعنى أعناه بجبريل عليه السلام في أول أمره وفي وسطه وفي آخره ، أما في أول الأمر فلقوله : ( فنفخنا فيه من روحنا ) وأما في وسطه فلأن جبريل عليه السلام علمه العلوم ، وحفظه من الأعداء ، وأما في آخر الأمر فحين أرادت اليهود قتله أعانه جبريل عليه السلام ورفعه إلى السماء ، والذي يدل على أن روح القدس جبريل عليه السلام قوله تعالى : ( قل نزله روح القدس ) [ النحل : 102 ] .

والقول الثاني : وهو المنقول عن ابن عباس أن روح القدس هو الاسم الذي كان يحيي به عيسى عليه السلام الموتى .

والقول الثالث : وهو قول أبي مسلم : أن روح القدس الذي أيد به يجوز أن يكون الروح الطاهرة التي نفخها الله تعالى فيه ، وأبانه بها عن غيره ممن خلق من اجتماع نطفتي الذكر والأنثى .

التالي السابق


الخدمات العلمية