صفحة جزء
وفي الآية سؤالات :

السؤال الأول : إذا كان قوله ( إن الذين يكفرون بآيات الله ) في حكم المستقبل ، لأنه وعيد لمن كان في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يقع منهم قتل الأنبياء ولا القائمين بالقسط فكيف يصح ذلك ؟

الجواب من وجهين :

الأول : أن هذه الطريقة لما كانت طريقة أسلافهم صحت هذه الإضافة إليهم ، إذ كانوا مصوبين وبطريقتهم راضين ، فإن صنع الأب قد يضاف إلى الابن إذا كان راضيا به وجاريا على طريقته . الثاني : أن القوم كانوا يريدون قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل والمؤمنين إلا أنه تعالى عصمه منهم ، فلما كانوا في [ ص: 187 ] غاية الرغبة في ذلك صح إطلاق هذا الاسم عليهم على سبيل المجاز ، كما يقال : النار محرقة ، والسم قاتل ، أي ذلك من شأنهما إذا وجد القابل ، فكذا هاهنا لا يصح أن يكون إلا كذلك .

السؤال الثاني : ما الفائدة في قوله ( ويقتلون النبيين بغير حق ) وقتل الأنبياء لا يكون إلا كذلك ؟

والجواب : ذكرنا وجوه ذلك في سورة البقرة ، والمراد منه شرح عظم ذنبهم ، وأيضا يجوز أن يكون المراد أنهم قصدوا بطريقة الظلم في قتلهم طريقة العدل .

السؤال الثالث : قوله ( ويقتلون النبيين ) ظاهره مشعر بأنهم قتلوا الكل ، ومعلوم أنهم ما قتلوا الكل ولا الأكثر ولا النصف .

والجواب : الألف واللام محمولان على المعهود لا على الاستغراق .

التالي السابق


الخدمات العلمية