1. الرئيسية
  2. التفسير الكبير
  3. سورة آل عمران
  4. قوله تعالى ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي
صفحة جزء
ثم قال تعالى : ( أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ) وفيه مسائل :

المسألة الأولى : الهمزة في " أيأمركم " استفهام بمعنى الإنكار ، أي لا يفعل ذلك .

المسألة الثانية : قال صاحب " الكشاف " قوله : ( بعد إذ أنتم مسلمون ) دليل على أن المخاطبين كانوا مسلمين وهم الذين استأذنوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أن يسجدوا له .

المسألة الثالثة : قال الجبائي : الآية دالة على فساد قول من يقول : الكفر بالله هو الجهل به والإيمان بالله هو المعرفة به ، وذلك لأن الله تعالى حكم بكفر هؤلاء ، وهو قوله تعالى : ( أيأمركم بالكفر ) ثم إن هؤلاء كانوا عارفين بالله تعالى بدليل قوله : ( ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ) ، وظاهر هذا يدل على معرفته بالله فلما حصل الكفر هاهنا مع المعرفة بالله دل ذلك على أن الإيمان به ليس هو المعرفة والكفر به تعالى ليس هو الجهل به .

والجواب : أن قولنا : الكفر بالله هو الجهل به لا نعني به مجرد الجهل بكونه موجودا ، بل نعني به الجهل بذاته وبصفاته السلبية وصفاته الإضافية أنه لا شريك له في المعبودية ، فلما جهل هذا فقد جهل بعض صفاته .

التالي السابق


الخدمات العلمية