صفحة جزء
ثم قال تعالى : ( وصية من الله ) وفيه سؤالان :

السؤال الأول : كيف انتصاب قوله : ( وصية ) .

والجواب فيه من وجوه :

الأول : أنه مصدر مؤكد أي يوصيكم الله بذلك وصية ، كقوله : ( فريضة من الله ) .

الثاني : أن تكون منصوبة بقوله : ( غير مضار ) أي لا تضار وصية الله في أن الوصية يجب أن لا تزاد على الثلث .

الثالث : أن يكون التقدير : وصية من الله بالأولاد وأن لا يدعهم عالة يتكففون وجوه الناس بسبب الإسراف في الوصية ، وينصر هذا الوجه قراءة الحسن : "غير مضار وصية " بالإضافة .

السؤال الثاني : لم جعل خاتمة الآية الأولى : ( فريضة من الله ) وخاتمة هذه الآية ( وصية من الله ) .

الجواب : أن لفظ الفرض أقوى وآكد من لفظ الوصية ، فختم شرح ميراث الأولاد بذكر الفريضة ، وختم شرح ميراث الكلالة بالوصية ليدل بذلك على أن الكل وإن كان واجب الرعاية إلا أن القسم الأول وهو رعاية حال الأولاد أولى ، ثم قال : ( والله عليم حليم ) أي عليم بمن جار أو عدل في وصيته ( حليم ) على الجائر لا يعاجله بالعقوبة وهذا وعيد . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية