( 
أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين   ) . 
قوله تعالى : ( 
أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين   ) . 
فيه مسائل : 
المسألة الأولى : قوله : ( 
أن تبتغوا   ) في محله قولان : الأول : أنه رفع على البدل من " ما " والتقدير : وأحل لكم ما وراء ذلكم وأحل لكم أن تبتغوا ، على قراءة من قرأ ( وأحل ) بضم الألف ، ومن قرأ بالفتح كان محل " أن تبتغوا " نصبا . الثاني : أن يكون محله على القراءتين النصب بنزع الخافض كأنه قيل : لأن تبتغوا ، والمعنى : وأحل لكم ما وراء ذلكم لإرادة أن تبتغوا بأموالكم ، وقوله : ( 
محصنين غير مسافحين   ) أي : في حال كونكم محصنين غير مسافحين ، وقوله : ( 
محصنين   ) أي : متعففين عن الزنا ، وقوله : ( 
غير مسافحين   ) أي : غير زانين ، وهو تكرير للتأكيد . قال 
الليث    : السفاح والمسافحة الفجور ، وأصله في اللغة من السفح وهو الصب يقال : دموع سوافح ومسفوحة ، قال تعالى : ( 
أو دما مسفوحا   ) [ الأنعام : 145 ] وفلان سفاح للدماء أي : سفاك ، 
وسمي الزنى سفاحا لأنه لا غرض للزاني إلا سفح النطفة   . 
فإن قيل : أين مفعول تبتغوا ؟ 
قلنا : التقدير : وأحل لكم ما وراء ذلكم لإرادة أن تبتغوهن ، أي تبتغوا ما وراء ذلكم ، فحذف ذكره لدلالة ما قبله عليه ، والله أعلم .