صفحة جزء
المسألة الثالثة : من الناس من قال : من دخل دارا وجب عليه أن يسلم على الحاضرين ، واحتج عليه بوجوه :

الأول : قوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ) [ النور : 27 ] وقال عليه الصلاة والسلام : " أفشوا السلام " والأمر للوجوب .

الثاني : أن من دخل على إنسان كان كالطالب له ، ثم المدخول عليه لا يعلم أنه يطلبه لخير أو لشر ، فإذا قال : السلام عليك فقد بشره بالسلامة وآمنه من الخوف ، وإزالة الضرر عن المسلم واجبة قال عليه الصلاة والسلام : " المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه " فوجب أن يكون السلام واجبا .

الثالث : أن السلام من شعائر أهل الإسلام ، وإظهار شعائر [ ص: 169 ] الإسلام واجب ، وأما المشهور فهو أن السلام سنة ، وهو قول ابن عباس والنخعي .

وأما الجواب على السلام فقد أجمعوا على وجوبه ، ويدل عليه وجوه :

الأول : قوله تعالى ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) .

الثاني : أن ترك الجواب إهانة ، والإهانة ضرر والضرر حرام .

التالي السابق


الخدمات العلمية