ثم قال تعالى : ( 
ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك   ) .   
[ ص: 87 ] 
واعلم أنه انتصب قوله : ( رسلا ) بمضمر يفسره قوله : ( 
قد قصصناهم عليك   ) والمعنى أنه تعالى إنما ذكر أحوال بعض الأنبياء في القرآن ، والأكثرون غير مذكورين على سبيل التفصيل . 
ثم قال : ( 
وكلم الله موسى تكليما   ) والمراد أنه بعث كل هؤلاء الأنبياء والرسل 
وخص موسى    - عليه السلام - بالتكلم معه ، ولم يلزم من تخصيص 
موسى    - عليه السلام - بهذا التشريف الطعن في نبوة سائر الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - ، فكذلك لم يلزم من تخصيص 
موسى  بإنزال التوراة عليه دفعة واحدة طعن فيمن أنزل الله عليه الكتاب لا على هذا الوجه ، وعن 
إبراهيم   nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى بن وثاب  أنهما قرآ ( وكلم الله ) بالنصب ، وقال بعضهم : وكلم الله معناه وجرح الله 
موسى  بأظفار المحن ومخالب الفتن وهذا تفسير باطل .