المسألة الثانية : قال قوم : الأمر بالوضوء تبع للأمر بالصلاة ، وليس ذلك تكليفا مستقلا بنفسه ، واحتجوا بأن قوله : ( 
إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا   ) جملة شرطية ، الشرط فيها القيام إلى الصلاة ، والجزاء الأمر بالغسل ، والمعلق على الشيء بحرف الشرط عدم عند عدم الشرط ، فهذا يقتضي أن 
الأمر بالوضوء تبع للأمر بالصلاة   . وقال آخرون : المقصود من الوضوء الطهارة ، والطهارة مقصودة بذاتها بدليل القرآن والخبر ، أما القرآن فقوله تعالى في آخر الآية : ( 
ولكن يريد ليطهركم   ) [ المائدة : 6 ] وأما الحديث فقوله - عليه الصلاة والسلام - : " 
بني الدين على النظافة   " وقال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012517أمتي غر محجلون من آثار الوضوء يوم القيامة   " ولأن الأخبار الكثيرة واردة في كون 
الوضوء سببا لغفران الذنوب والله أعلم .