1. الرئيسية
  2. التفسير الكبير
  3. سورة المائدة
  4. قوله تعالى وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه
صفحة جزء
( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه )

ثم قال تعالى : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ) وهذا خطاب مع محمد صلى الله عليه وسلم ، فقوله : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق ) أي كل كتاب نزل من السماء سوى القرآن .

وقوله : ( ومهيمنا عليه ) فيه مسائل :

[ ص: 11 ] المسألة الأولى : في المهيمن قولان :

الأول : قال الخليل ، وأبو عبيدة : يقال قد هيمن الرجل يهيمن إذا كان رقيبا على الشيء وشاهدا عليه حافظا ، قال حسان :


إن الكتاب مهيمن لنبينا والحق يعرفه ذوو الألباب



والثاني : قالوا : الأصل في قولنا : آمن يؤمن فهو مؤمن ، أأمن يؤأمن فهو مؤأمن بهمزتين ، ثم قلبت الأولى هاء كما في : هرقت وأرقت ، وهياك وإياك ، وقلبت الثانية ياء فصار مهيمنا فلهذا قال المفسرون ( ومهيمنا عليه ) أي أمينا على الكتب التي قبله .

المسألة الثانية : إنما كان القرآن مهيمنا على الكتب ; لأنه الكتاب الذي لا يصير منسوخا ألبتة ، ولا يتطرق إليه التبديل والتحريف على ما قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [الحجر : 9] وإذا كان كذلك كانت شهادة القرآن على أن التوراة والإنجيل والزبور حق وصدق باقية أبدا ، فكانت حقيقة هذه الكتب معلومة أبدا .

المسألة الثالثة : قال صاحب الكشاف : قرئ ( ومهيمنا عليه ) بفتح الميم لأنه مشهود عليه من عند الله تعالى بأن يصونه عن التحريف والتبديل لما قررنا من الآيات ، ولقوله ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) [فصلت : 42] والمهيمن عليه هو الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية